الخميس، 4 أكتوبر 2012

الرأي الشخصي المتواضع عن مجال الرقص في الثقافة الصحراوية



الزعيم علال الداف من مواليد 1959 بالساقية الحمراء ووادي الذهب  شاعر وكاتب ومحلل له نظرة ثاقبة في المجال الثقافي ودراسات تعتبر اكاديمية بالمفهو م العلمي المتعارف عليه وله تجارب عدة في ميدان المحاضرات الرفيعة المستوى بسيط يميزه التواضع وقوة الشخصية فرع من شجرة شعر يكون فيها الاقوى والاكثر حدة في توظيف الشوارد الحسانية وتحليل المواضيع  تلمس في شعره العس والتركيز والرمزية وقوة الملاحظة وترتيب الافكار يلجأ اليه كل اخوته في مشورته لسداد رأيه الغير متسرع ونباهته وفطنته يعتبر مثالا في المواظبة والغيرة على القضية الوطنية ساير ركب الثورة منذ طفولته وعايش كل مراحلها يدير الان مديرية مركزية بوزارة الثقافة الصحراوية له ديوان شعري لا يستهان به في شتى اغراض الشعر الحساني لغن وله محاولات في الشعر العربي ، نقتبس لكم في هذه الصفحة رأيه المتواضع الشخصي عن الرقص الشعبي الصحراوي الذي يتناوله بقدر وافر من التفصيل والتحليل وببساطة محاضرة نستلهم منها الاستفادة نوردها كاملة 

رأي شخصي حول الرقص الشعبي الصحراويلصاحبه الزعيم علال
مقــــــــــــــد مـــــــــة:
إنطلاقا من مبدأ أنه لاتوجد حركة للجسم بدون دلالة نقرأ منها معنى معين . وبناء على أن الحركات التي نراها في رقصنا الشعبي والتي تعتمد على حركة الرأس، والأطراف والأصابع وما يكتسبه الجسم من حركة صادرة عن حركة الأرجل الخفيفة

وما تشتمل عليه هذه الحركات من الغاز تثير الإهتمام وتطرح أكثر من علامة إستفهام حول معانيها ، رأيت أنه أصبح من الضروري إعطاء رأيي في الموضوع بالخصوص وأنه لاتوجد مراجع يمكن الرجوع اليها لإعطاء للبحث المصداقية اللازمة . وما سأتقدم به هو قراءة شخصية أردت بها لفت الإهتمام لهذا اللون من الفن الشعبي كي لايبق مجرد حركات بهلوانية لامعنى لها أو مجرد رقص عشوائي من أجل الرقص.

ونظرا لأن الرقص في العالم بأكمله له لغته الخاصة التي يقرأها القاصي والداني . فنحن مثلا عندما نرى بعض الراقصات يحركن بطونهن ويشرن إليها بأصابعهن أمام ملوكهن وأمرائهن قديما فهن يقلن بتلك الحركات ً نحن جوعانات ً أيها الأمير أو الملك . وإذا كن يلبسن لباسا ممزقا يحركنه بطريقة خاصة أثناء الرقص فيمكن أن نفهم من ذلك أنهن يستجدين الملابس من الملوك والأمراء ونرى أخريات يناوبن الحركة بين أصابعهن كمن يكتب جملة يقرأها العارفون بلغة الرقص دون عناء . فماذا تقول الصحراوية بحركات أصابعها ، وزنديها ، ورجليها وشعرها ؟
حسب قراءتي الشخصية :
 1ـ لبليدة: لغويا هي البلدة مصغرة ، وفي المعنى قديكون معناها المكان أي مكان الرقص أو موضع الفرح والبهجة من السلم الموسيقي الذي يحلوفيه الرقص وبما أن مايهمنا هي الحركات التي تؤديها الصحراوية أثنا الرقص: فإننا نراها ترفع رجلها إلى أعلى وتضرب بها الارض وتخالف يديها كمن يستعرض عضلاته أو كمن يؤدي حركات الكراتيه ولكن بشكل فني راقص ومؤدب جدا وبما أن البليدة هي رقصة تؤدى في مقام ً فاقوً ومقام فاقو هو مقام حماسي ينشد ساعة المعركة لتشجيع المحاربين . وبعد نهاية المعركة يتم الرقص في لبليدة فيمكننا إدراج الفرضية التالية:

أن لبليدة هي رقصة تعبر عن تحقيق الإنتصار والغلبة ولذلك نجد حركاتها تتمثل في رفع الرجل وضرب الأرض بها وكأن الراقصة تقول : هذه الارض تحت أقدامي ولن ينتزعها مني أي كان .

والحركة الأخرى هي تخالف الزندين في شكل إستعراض للقوة ، وكأنها تستعرض قوتها لإظهار الفرحة بالإنتصار والقدرة على حمايته.
2ـ الرقصات التي تؤدى في التحرار:
التحرار هو الآخر معزوفة في مقام فاقو وهو موسيقى شبه حزينة وأكثر عاطفية والكلمات التي تغنى فيها عادة ما تكون عاطفية والحركات التي تؤدى فيها هي حركات هادئة ومحتشمة وقد نقرأ منها أن التحرار مقام حزين ولا يعزف الا في حالة خسارة المعركة وسقوط الشهداء لذلك نجد تلك الحركات المحتشمة وشبه الحزينة تعبر عن تقديم التعازي والإيحاء بالصبر من خلال حركة العنق واليدين.
3ـ رقصة سانا مانا:
هذه الرقصة تؤديها الفتيات اللواتي أصبحن يظفرن شعر رؤوسهن ، وتعتمد على حركة العنق المؤدية الى حركة الشعر إلى الأمام وإالى الخلف والى اليمين والى الشمال مع حركة الأصابع والزندين بشكل فني رائع.

ولفك طلاسم هذه الرقصة قد نفترض جملة من الفرضيات منها:

ـ التباهي بطول العنق الذي يعتبر من أهم صفات الجمال لدى المرأة الصحراوية ـالتباهي بطول الشعر وجماله الذي يعبر عن قمة الجمال لدى الصحراويات.

ـ التعبير عن الانتقال من مرحلة من العمر الى مرحلة أخرى،
4ـ رقصة الشرعة:
هـي الرقصة الأكثر تحريكا لكل أعضاء الجسم سواء تعلق الأمر بالأطراف أو بالاصابع والكتفين والرأس وغيره. ونقرأ من تسميتها : الشروع أي البداية وهي رقصة تؤديها الراقصات اثناء الشروع في المعركة ونرى المرأة خلالها تستعرض أعضاء جسمها واحدا تلو الاخر من اليدين للزندين ً للذراعين ًو العضلات للكتفين للرأس وكأنها تقول للرجال الذين هم حماتها ً إن جمالي وأنوثتي وشرفكم وعرضكم أيها الرجال يكمن ها هنا في هذا الجسم الجميل وفي هذه الروح العفيفة فلا تخذلونني بالجبن أو التردد أو التراجع ، تقدموا ايها الرجال العظماء وأهجموا فإن أعراضكم وشرفكم وسمعتكم مرهونة بحمايتي ، وأنا عند ظهوركم امدكم بالمعنويات وقوة العزيمة .
5ـ رقصــــة أقصار: ( التريتيم ) كما يسميه الصحراويون.
هي رقصة تشبه الشرعة في كثير من حركاتها إلا أنها تعتمد على فن حركة الاصابع بشكل خاص وتتعدد أوضاع حركة الاصابع هذه بشكل مثير ومعقد ولكنه جميل ومغري للعقول والانظار.

فتارة نراها تمد الاصابع الخمس من إحدى اليدين وتضم أصابع اليد الاخرى.

ومرة تمد الاصابع العشر من كلتا اليدين .

وتمد ثلاثة أصابع من كل يد وتضمها في آن واحد تاركة أصبعين من كل يد.

ونرا ها تلصق أرجلها على الأرض حيث تنتقل عبر مساحة الرقص دون أن ترفع رجليها عن الأرض وإنما تزحزحهما ببطء وكياسة . وفي حالة محاولة قراءتي الشخصية لهذه الألغاز لابد من وضع جملة من الافتراضات في غياب المراجع التي تساعد على البحث ومنها :

محاولة تفسير هذه الحركات الغامضة بالرجوع الى العقيدة الاسلامية التي هي مصدر القيم والعادات والتقاليد الشعبية الصحراوية وحينها يمكننا القول بالآتي:

ـ فمد الاصابع الخمس قد يكون إشارة الى القواعد الخمسة للدين الاسلامي أو الى الصلواة الخمسة وخصوصا إذا علمنا أن الراقصة ترقص ووجهها مخفي بلحافها عن أنظار المتفرجين وتسدل اللحاف على أرجلها حتى لا يظهر قدماها للحضور وتكون حركة جسمها هادئة ومضبوطة ولكنها تتحرك مع الايقاع بشكل موزون . كل ذلك يقربنا من التوقع بالتعبير عن قيم الاسلام السمحة.

أما مد الاصابع العشر فقد يكون تعبير عن صحابة النبي الكريم رضوان الله عليهم وهم المبشرون بالجنة.

وأما في حالة مد الأصابع الثلاثة فقد يكون إشارة لأصحاب الروضة الشريفة وهم محمد صلى عليه وسلم وعمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق.

وبخصوص ضم ثلاثة أصابع مع الإبهام من كلتا اليدين وترك أصبع واحد فتلك إشارة واضحة إلى الواحد الأحد وهو الله سبحانه وتعالى عما يشركون.

وأما ضم كل من الخنصر والبنصر والوسطى من كلتا اليدين وترك السبابة و الابهام من كلتا اليدين فقد يكون إشارة إلى الكتب السماوية الاربعة ( ـ التوراة ـ الإنجيل ـ الزابور ـ الفرقان) .

ويمكن تفسير مد أصبعين من إحدى اليدين وضم بقية الأصابع هو إشارة إلى آدم وحواء عليهما السلام.

وإذا افترضنا أن هناك حركة تمتد فيها ستة أصابع ولم لا فهي حتما إشارة إلى ستة

أيام في الأسبوع .

وفي حالة مد سبعة أصابع فإن الاشارة واضحة الى السموات السبعة وطبقات الأرض السبعة واذا كان من بين هذه الحركات سبعة تارة وثمانية تارة أخرى فالإشارة واضحة لسبع ليال وثمانية أيام حسما.

ولم لا تكون الإشارة بتسعة تعبير عن تسعة رهط المذكورة في القرآن .

و إستدلالا على ماسبق فإنه من بين طيات تراثنا الشعبي يوجد لغز مشهور ( زرﯕـة) تطرح فيه مجموعة من الأسئلة تعتبر الإجابة عنها مهمة في إعتقاد المجتمع الصحراي ومن هنا يمكننا الإعتقاد ان حركات الرقص هي إجابات بالرمز عن تلك الأسئلة والأسئلة المذكورة هي:

1: س ـ من هو واحد؟

ج ـ هو اللـــــــــه .

2: س ـ من هم إثنان؟

ج ـ آدم وحواء.

3: س ـ من هم ثلاثة؟

ج ـ هم أصحاب الروضة ( محمد صلى الله عليه وسلم ، عمر بن الخطاب ، ابو بكر الصديق).

4: س ـ ماهم اربعة؟

ج ـ هم الكتب السماوية ( الإنجيل، التوراة ، الزابور ، والفرقان)

5: س ـ ماهم خمسة؟

ج ـ خمسة صلوات وخمسة قواعد للدين الإسلامي.

6: س ـ ماهم ستة؟

ج ـ هي ستة أيام.

7: س ـ ماهي سبعة ؟

ج ـ سبعة سماوات وسبع أراض .

8: س ـ من هم ثمانية؟

ج ـ حملة عرش الرحمان الثمانية.

9: س ـ ماهم تسعة ؟

ج ـ تسعة رهط مفسدون في الأرض ولا يصلحون.

10: س ـ من هم عشرة؟

ج ـ هم صحابة النبي عليه أزكى الصلاة والسلام وهم المبشرون بالجنة .

11: س ـ من هم إحدى عشرة؟

ج ـ هم ابناء النبي يعقوب عليه السلام.

12: س ـ ماهي إثنا عشرة؟

ج ـ هم أشهر السنة.


* رقصات تقليدية مستوحاة من بيئة وطقوس الشعب الصحراوي:
1 ـ رقصة سيداحمد لمقومت : هي عبارة عن وجه من المسرح الشعبي يشخص مدى الحياء الذي يوليه الرجل لوالدي زوجته . و تجري على المنوال التالي:

يقوم رجل أو إمرأة بلي عمامة على قدمه تاركا أسفلها مكشوفا كأنه وجه الآدمي ويربط عصا مشكلة تقاطعا افقيا مع ساقه ويلبس القدم زي الرجل الصحراوي التقليدي ثم يتكئ على ظهره ويثني رجله الأخرى ليسند عليها الرجل الممثلة للإنسان

ويمسك عصايين اثنتين بيديه إحداهما مثبتة مع الحاشية اليمنى للدراعة والأخرى مثبتة مع الحاشية اليسرى من مكان اليدين من الدراعة . وتأخذ الجماعة التي تحلق به في قرع الطبل وترديد أغنية ( أسكي سيداحمد لمقومت ، ويقوم الشخص بأداء حركات راقصة برجله التي تكون على هيئة الشخص حتى يقول أحد الجماعة جاتك انسيبتك أي أم زوجتك ، عندها ينزل رجله على الأض وكأنها إنسان منبطح على وجهه تعبيرا عن الحياء من أم الزوجة التي لايمكن الغناء أو الرقص أو فعل أو قول ما يخل بالحياء بحضرتها و يتوقف التصفيق والغناء والموسيقى حتى يقول أحدهم راهي امشات أي ذهبت فيبدأ الغناء والتصفيق وقرع الطبل من جديد وينطلق سيداحمد لمقومت في الرقص وهكذا دواليك إلى أن ينتهي نشاط الجماعة .
2 ـ رقصة تغنجة :
هي عبار عن مجسم من الخشب يمثل المرأة الصحراوية وهي ترتدي زيها التقليدي وحليها التقليدي وتمسك به مجموعة من النساء المعروفات بالبركة كل واحدة منهن تحمل مجسم إلى الأعلى ويجبن بها مرابض الماشية أمام المضارب ( لفريـﯕ) ويغنين هكذا تغنجة يالا يالا جيب السحاب ابلا ﯕـلا ، تغنجة ظفرت راسها ياربي بل أخراسها ، تغنجة شـﯕـت لمراح ياربي سيل لبطاح ، تغنجة دحلت آﯕـرور ياربي جيب التبرور ( الثلج) وهي عبار عن إستسقاء من الله ليأتي المطر ويقام عادة في سنوات الجفاف طلبا للمطر.
3 ـ رقصة ابيشيدي :
وهي رقصة تمثل طائر الهدهد الذي نسميه بالعامية ابيشيدي ويقوم الشخص الذي يؤديها بلي العمامة على رأسه بحيث يترك بعض طرفي عمامته ناتئا إلى اعلى وبعضها إلى الأمام كمنقار الطائر ويبدأ مع الإيقاع في حركات راقصة بالرأس والعنق والكتفين وكأنه طائر الهدهد ينقر الارض بمنقاره ليأكل منها حبا ، والمجموعة تغني وتصفق مع إيقاعه الطبل وتكرر أغنية : أبيشيدي ينـﯕب حبات حبة حبتين اللـﯕـط الزين وهو يتحرك بما تنطق به المغنية أو المغني وفق الإيقاع فإذاقالت حبة ينقر الارض مرة واحة وإذا قالت حبتين ينقر الارض مرتين مع الحفاظ على عدم التأ خر أو التقدم عن زمن الموسيقى وهذه الأغنية إن كان لها تفسير فهو نظرا لجمال الهدهد وإتزان حركاته برأسه وعنقه فقد نقل عنه الإنسان الصحروي تلك الحركات ليجسدها في رقصة شعبية مسلية.
4 ـ رقصة التويزة :
وهي تعبير عن عمق التضامن الإجتماعي المعروف لدى الشعب الصحراوي منذ القدم وقد تمثل مراحل الزرع والحرث والحصاد والدرس فالتصفية وحفظ المحاصيل كما انها قد تجري في مراحل صناعة الخيمة التقليدية وزز المواشي وكذا في حفر آبار المياه لتوفير الماء للإنسان والحيوان وتتمثل هذه الرقصة في تجسيد عادة التعاون السائدة في شعبنا والتي تظهر من خلال تكاثف الجهود بالعمل الجماعي في كل عمل صعب إلا ويجتمع له الجيران ويتعاونون عليه حتى لايبقى ثقله أو مصروفه على عائلة واحدة أو مجموعة بعينها بل يتحمله الجميع حتى يتم والد ور آت على من أعان اليوم سيحتاج غدا وتتوجه الناس إليه لإعانته.
ـ رقصة لبلوح :
رقصة تمثل عادة قديمة لدى المجتمع الصحراوي ولم تعد سائدة الآن وتتمثل في إجبار الفتيات على الإكثار من شرب اللبن وتشرف على العملية مرأة مسنة تختص في الموضوع تقوم بالإشراف على الفتيات المهيآت لهذه العملية . المقصود من العملية زيادة السمنة لدى الفتيات في ريعان شبابهن قصد ضمان نموهن نموا سليما من جهة واستعدادهن لتحمل أعباء الاسرة والمنزل في المستقبل من جهة ثانية ومع مرور الزمن على ممارسة هذه العادة أصبح المجتمع يفضل الشابة السمينة معتبرا انها تحقق نصف الجمال بسمنتها . ويتفادى الرجال الزواج من المرأة النحيلة التي تكون معرضة لكثير من الامراض بسبب الحمل والولادة حسب مايعتقدون كما انها تكون في نظرهم ناقصة الجمال ( كطين على عودين) كما يسمونها .

ويتم الرقص بتمثيل هذه العادة من خلال قيام مجموعة من الفتيات بالرقص بأواني اللبن التقليدية ( الـﯕـدحات ) والمرأة المسنة تشرف على إجبارهن على شرب اللبن الموجود( بالـﯕـدحات) وهي تغني الأغنية التالية : يامناتي اندور انبلحكم مولانا ينصر خيمتكم ، إلى أن تتم مراسيم عملية لبلوح بالرقص أمام الجمهور .
6 ـ رقصة النعامة والصياد:
هي رقصة يرقصها رجل مسلح ببندقية صيد وامرأة ترتدي الزي التقليدي للمرأة الصحراوية وهي تدلي لحافها على زنديها وتحركهما تحريك النعامة لجناحيها ثم تجسد سير النعامة بحركات راقصة مع الإيقاع والرجل يقوم بحركات راقصة موزونةبالإيقاع الجاري ويمثل فعل الصياد الذي يحاول الاقتراب من صيده دون إثارة انتباهه وإطلاق عليه النار وقد تكون النسوة أكثر من واحدة كسرب النعام ويرافق النعامة أو السرب نقنق النعام أي الظليم الذي يبدو في حالة غيرة وتشنج لحماية نعاماته من خطر الصياد وقد يكون لزي المرأة الصحروية التقليدي علاقة بألوان النعامة حيث نراه أبيض من أسفل وأسود من أعلى . وترافق هذه الرقصة أغنية شعبية تتناول نفس الموضوع وهي : يالنعامة جاك الصياد ،جاك الصياد جاك الصياد جاك الصياد ، يامي النعامة جاك الصياد . وتستمر الرقصة والغناء الى غاية إطلاق الصياد لرصاصته الاولى على اولى النعامات ويختفي النعام هاربا وتنتهي الرقصة.
7 ـ رقصة السلاح ( مدفع سيداحمد كانو طاح):
هذه الرقصة يؤديها رجل يحمل بندقية يلاعبها بحركات راقصة شييقة يرميها أحيانا إلى اعلى ثم يعترضها بالرقص وهي عائدة من أعلى ويمسك بها قبل سقوطها على الأرض ويمثل بها كل الوضعيات التي يمكن أن تفرضها ظروف المعركة على المحارب أثناء القتال . ويرافق ذلك الإيقاع وأغنية شعبية خاصة بهذه الرقصة تقول كلماتها: مدفع سيداحمد كانو طاح يا ويلو ويلو كانو طاح.
ـ رقصة الجهاد .
يؤديها شيخ كبير وقور قد تدلى حاجباه على عينيه ومجموعة من الفتيات يقرعن له الطبل ويغنين له: يابونا لعدو في الحومة ويرد الأب يامناتي كزولي اجفوني . أي ارفعن لي حواجبي بالعمامة كي أستطيع رؤية العدو وتأخذ إحداهن بلي العمامة على رأس الشيخ ممررة جزءا منها قرب حواجبه فيقوم الشيخ بتحضير نفسه فيضع النطاق في منتصفه ويمسك بسلاحه ويأخذ في الحركة بين الحضور بعد أن يعلق حمالة البارود على كتفه ويقوم بمد السلاح ويمثل إطلاق النار على عدوه حتى يرده عن أرضه وعرضه وكل هذا يتم بالرقص المنسجم مع الموسيقى ( إيقاع الطبل) ونغمات الأغنية السالفة الذكر وفي الختام تتعالى الزغاريد من طرف البنات إحتفاءا بالنصر وهزيمة الغزاة.
 الخاتــــــــــــــمـــــة:
لقد إرتأيت الخوض في الموضوع من باب الفضول والغيرة على هذا النمط من ثقافتنا الوطنية الذي لم يحظ ببحث الباحثين ودراسة الدارسين وتحليل المحللين لنفض عنه الغبار .

وأنا متأكد أن بحثي لايفي بمنهجية البحث العلمي ، لفقدانه لشرط أسا سي وهو المراجع العلمية التي تعطي للبحث المصداقية وتزكيه . إلا أنني وكما أعتقد قد قمت بما يفتح شهية البحث لدى الباحثين والنقاد ليصححوا ما أعوج من عملي هذا ويضعوا قطار البحث على السكة الصحيحة وينطلقوا في البحث علهم يهتدون لتفسير صحيح لما ظل بالنسبة لي مجرد تخمينات وافتراضات من وجهة نظري الشخصية . 
الشاعر المقاتل الكبير : الزعيم ولد علال ولد الداف .
المصدر : من عمق الثقافة الصحراوية 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر