الأحد، 6 يناير 2013

سأنتقم لعمي‎

قبل وفاة عمي العزيز أمحمد ولد القاظي اسكنه الله فسيح جنانه سألته عن اسباب سجنه ، فظل ثابتا مركزا عيناه في نفس الوضعية التي صادفت سؤالي وقتا دون رد ، فشعرت بالندم بتذكيري عمي تلك الحقبة السوداء الظالمة التي مازال يصارع مخلفاتها، وبينما انا افكر في تجاوز ذاك الاحراج ، فإذا به يلتفت عليَ وعيناه تسكبان دمعا ، وتحمران شيئا فشيئا ، يا ابني لا يَصْغُر عمك في عينيك من خلال بكائه ، لأن الدموع هي كلمات يصعب على اللسان النطق بها ولم يعد القلب يتحملها ، وفي نفس الوقت أخاف ان يُؤدي الثأر الى مالا تُحمد عقباه ، وبالخصوص اذا كان الامر يتعلق بالهم العام الذي أتينا من اجله اذا ما قارناه مع الانزلاقات سواء كانت مقصودة او غير ذلك و التي ذهب ضحيتها العديد من الابرياء ، فشاءت الاقدار ان اكون من ضمنهم.
وللتاريخ يابني فان الثورة الصحراوية بعد استشهاد الولي رحمه قد انحرفت عن قيمها قبل اهدافها وتسللت طقمة حاقدة حقودة الى هرم السلطة لصنع المؤامرات وليس القررات هدفها زرع التخويف والترعيب وطمس قيم المجتمع وتغييب سلطة الرجل ، حتى حسبُوا ان كل مافيها فريسة لهم متى شاءوا وأينما ارادوا ، ويومئذ لمن سولت له نفسه ان ينطق او ينظر ناهيك اذا عارض.
فيهم البعض من كان عدوانيا حتى مع نفسه اي انه خلق شريرا وفيهم من كان مغرورا فاكتسب صبغة الشر والعداوة نتيجة ذاك الغرور ، ولكي لا أترك لكم حقدا عليهم كلية او أظلم احدا ، سأحدثكم يابني عن من كان وراء إهانتي وإهانة عائلتنا او أهل الجنوب بصفة عامة ، كل خبث او منكر اتجاهنا كان وراءه إثنان :
- البشير ( مصطفى ) هذا اللقب الذي دخل ذاكرة و قلوب الصحراويين كاروع قدوة ومثال في تاريخهم من باب الولي رحمة الله عليه ، ومن باب البشير دخل ذاكرتهم وقلوبهم كأسوأ وأشر إنسان، له عند الله ماكسب ان شاء الله ،وهذا يذكرني بما حصل في الرسالة المحمدية ، من كون محمدا افضل واعظم انسان ، وعمه ابي جهل اشر مخلوق على الاطلاق وله كذلك ما كسب ، وليست كل جلة تنحب في وجه الكتاب .
وأحيانا العدو خير من الصديق ، فالغزو الذي شردنا من ديارنا فقد كان ذلك لمًا لشملنا وتوحيدا لكلمتنا ، عكس مافعله صديقنا الذي شتت شملنا ورصاص الحسن الثاني القاتل خير من مؤامراتهم الجهنمية .
هذا الرجل بمساعدة من سيد أحمد البطل كان شغله الشاغل العمل على تقزيمنا واخراجنا من الخريطة السياسية ، حتى الذين تركهم الولي رحمه الله تم اقصاءهم ومن الجانب التاريخي تم اقبار ابطالنا و تلفيق لنا التهم بفبركة الشبكات والفرارات ، هذا الرجل وصل من الغرور النازي و الحقد الناري مالم يكن في ذهن الشيطان ، يا بني الغرور جنون فلسيما حين يكون صاحبه عديم التجربة من بائع خردة فوق عربة حمار الى زعيم وهمي مستغلا ضمائر الابرياء.
يا بني لما وصل الحال الى ما لا يُطاق بالرغم انني لم اخضع يوما ما لجبروت هذا الشيطان ، قررت ان ألتقي الكاتب العام الذي هو في الواقع شكلي لا قرار له ، فزجوا بي في السجن ، ووقع ما وقع.
يا بني هذا الرجل لطخ سمعة عائلتنا ، فكان يعبئ من خلال اجهزة المحافظة السياسية لمستعصي الزواج بالتوجه الى نساء العائلة ، بكوننا وسط اجتماعي بلا قيم ولا اخلاق يتزاوج كالغابة ، ثم وصل به الغرور الاعظم في مهرجان عام بمخيم السمارة بانه سوف يضعنا تحت حذاءه ، وكان وراء تهجير ابنائنا والزج بهم في سجون بلدان الغير والتبخيس بأعياننا وشبابنا .
يا بني كل مايتخبط فيه الصحراويين اليوم من مآسي وتشتيت وخيانات وفقدان الثقة فيما بينهم هو نتيجة تصرفات هذا المغرور ومن والاه وسيأتي اليوم الذي ستنقطع به السبل وستشاهده يتسكح هنا وهناك لا مناصهر له كالمجنون وذاك هو الثأر بعينه و اهانة الدنيا اما في الاخيرة فحقوق وارواح الابرياء آتية لا محالة.
بعد فترة وجيزة تحقق ما تنبأ به عمي بحيث اصبح ذاك الرجل المغرور الامر ،والناهي ، المقرر ، في اسفل الحضيض يتشاجر مع من خاطبه من راكب للطائرات الى معلف حيوانات ، حراق للفحم ، لا زائر له ولا سائل عنه ، فاستبشرنا خيرا بأن النظام الصحراوي قد نظف امعاءه من اعداء الضمير الصحراوي ، إذ تفاجأنا بعودة هذا المغرور على رأس تدبير شؤون الامة ، مما يؤكد فرضية سناريو المؤامرة من اجل امتصاص غضب الساخطين والمنتقمين ، ليضع النظام نفسه من جديد بالاشتراك في كل تجاوزات الماضي التي تُثقل كاهل المنظمة .
أقول للمغرور البشير ان أمحمد قد مات لكن الحق لم يمت وان امحمد قد ترك من أبناء صلبه وعمومته من سيأثر له ، وأن كل خطوة تخطوها هي تحت منظار منتقمي امحمد وعائلته ، وأقول لك لقد وصلنا تهجمك وسبك للعائلة من جديد في شهر نوفمبر الماضي في منزلك في التندوف الذي وصفتنا بالمرتنة المتعفنين ، وابعادك للشاب محفوظ ابراهيم من سفارة جنوب افريقيا مقابل تقديم لك ميزانية شهرية من جنوب افريقيا ، لن تأكلها مطمئن.
وننذر بعض عائلاتنا التي مازالت ترحب بهذا المغرور على فراشها بعاقبة الموقف .
وإلى يوم أخذ فيه حق روح عمي الطاهرة وعائلتي جمعاء.
وما ضاع حق وراءه مطالب .
بقلم : م . إ . ب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر