خريطة أعضاء مجلس الأمن تؤكد قبول القرار الأمريكي بفرض مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية

يشهد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين نقاشا هاما حول المقترح الأمريكي القاضي بتجديد مهمة قوات المينورسو سنة أخرى على أساسا تكليفها بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وستتم المصادقة على القرار في شلكه الأصلي أو بتعديلات بعد غد الأربعاء. وتفيد مختلف المعطيات بأن القرار ستتم المصادقة عليه لأن فرنسا لن تلجأ الى الفيتو .
وقدمت السفيرة الأمريكية سوزان رايس يوم 9 أبريل الجاري الى أعضاء مجموعة "أصدقاء الصحراء الغربية" مسودة القرار الذي ينص على ضرورة قيام قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وكذلك في مخيمات اللاجئين الصحراويين. وشنّ المغرب حملة دبلوماسية بإرسال مبعوثين الى عواصم دولية مثل لندن وموسكو وبكين.
وسيناقش مجلس الأمن مسودة المقترح الأمريكي اليوم في أفق التصويت عليه بعد يوم غد الأربعاء. وخريطة مجلس الأمن قد تعطي صورة مسبقة عن نتيجة الأربعاء والتي ستكون فرض/قبول القرار الأمريكي دون استبعاد تلطيفه نسبيا. ويتكون مجلس الأمن من 15 دولة عضو، ستبث في قرار تجديد مهام قوات المينورسو لمدة سنة مع تكليفها بمراقبة حقوق الإنسان.
خريطة مجلس الأمن واحتمالات التصويت
ويعتبر المغرب دولة عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وعليه سيصوت لصالح نفسه، أي معارضة القرار الأمريكي. والدول الأخرى مقسمة عبر القارات وهي، أذربيدجان التي من المحتمل أن تتبنى القرار لأنها تدافع عن استقلال الدول بحكم أنها كانت الدول التي استقلت عن روسيا. ومن القارة الأسيوية هناك باكستان التي قد تمتنع، وهو الموقف الراجح أو قد تصوت لصالح المغرب، أي عدم تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان. كما ستتبنى كوريا الجنوبية موقف الولايات المتحدة الأمريكية أي فرض مراقبة حقوق الإنسان نظرا لدفاع سيول عن حقوق الإنسان وكذلك نظرا للعلاقات المتينة التي تجمعها بواشنطن خاصة في هذه الظروف التي تشهد توترا مع كوريا الشمالية.
ومن القارة الإفريقية، توجد دولتا رواندا والتوغو، وتمثل الدول الإفريقية في مجلس الأمن قرارات الاتحاد الإفريقي، الذي يعترف بالعضوية الكاملة للدولة الصحراوية، ووجه هذه الأيام رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بضرورة تكليف قوات المينورسو بحقوق الإنسان. وعلاقة برواندا، فهي ترأس مجلس الأمن خلال شهر أبريل الحالي وتعترف بالجمهورية الصحراوية، وهذا يعني تصويتها على القرار الأمريكي. أما دولة التوغو تبقى ملزمة بموقف الاتحاد الإفريقي وفي أحسن الأحوال قد تمتنع.
وعلاقة بأمريكا اللاتينية، فهي ممثلة بغواتيمالا التي تعترف بالدولة الصحراوية منذ سنة 1986، ومن المنتظر جدا تصويتها على القرار لاسيما وأنه تجمعها علاقات قوية بالولايات المتحدة الأمريكية. ومن المنطقة نفسها هناك الأرجنتين التي تتعرض لضغط كبير من طرف قوى يسارية وحقوقية في أمريكا اللاتينية لكي تصوت على القرار الأمريكي. ووفق التقديرات، فالأرجنتين قد تتحفظ وتمتنع عن التصويت.
وفي الوقت نفسه، هناك دولة اللكسمبورغ من أوروبا، وهي دولة قد تصوت على القرار وفي أحسن الحالات ستمتنع عن التصويت، ولكنها ستتخذ موقف فرنسا.
وبدورها توجد أستراليا في مجلس الأمن، وهذه الدولة لا تجمعها علاقات قوية مع المغرب، كما أن أستراليا ستنسق مع بريطانيا، وعليه ستصوت مباشرة على القرار يوم الأربعاء.
وعلاقة بالدول الأعضاء، فالولايات المتحدة ستصوت على القرار الذي تقدمت به، وستجد كل التأييد من بريطانيا التي بدورها طالبت منذ مدة باحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. ولم يسبق لروسيا أن أعربت في "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية" عن معارضة مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وإن كان وزير الخارجية الإسباني قد كشف أمس الأحد أن روسيا تطالب بتغيير المسودة.
وتتجه الأنظار الى فرنسا، وكانت القدس العربي قد نشرت تحليلا يبرز أن باريس تعمل على تلطيف القرار الأمريكي دون معارضته، ومن الأرجح أن تمتنع عن التصويت. ويسود الاعتقاد باحتمال بامتناع الصين عن التصويت على القرار، وقد تكون مفاجأة المفاجآت إذا استعملت حق الفيتو، وهو مستبعد للغاية بحكم المصالح التي تجمعها مع الولايات المتحدة.
وعليه، فجميع المؤشرات تدل على التصويت على القرار بالأغلبية مع بعض الامتناع وتصويت المغرب على نفسه برفض قرار تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان.