السبت، 29 يونيو 2013

اختتام الندوة الافريقية للمرأة

تواصلت الطبعة الثانية من اعمال الشبكة الافريقية للنساء بابوجا العاصمة النيجيرية برئاسة توكوساني كوبي نائبة الوزرير الاول الزمبامبوي بحضور اكثر من خمسين دولة ومختلف التنظيمات الاممية والافريقية ذات الصلة بقضايا المرأة.
وقد شكلت مواضيع العنف وما يترتب عنه اثناء الحروب وبعدها والمشاركة السياسية والمساواة بين الجنسين وقضايا التربية والصحة والتمكين الاقتصادي ودور التكنولوجيا الحديثة في الترقية والتعامل مع الثقافة والتقاليد الافريقية المتنوعة لتحقيق المساواة وتعزيزها اضافة الى معالجة القضايا التربوية والصحية خاصة محاربة داء الايدز الذي تعتبر النساء والفتيات من اكبر ضحاياه في القارة الافريقية. حيث عملت الندوة من خلال ورشات تخصصية .في هذا السياق حضر وفد بلادنا المشارك رئاسة السيدة خديجة حمدي تلك الفضاءات المتخصصة مؤكدا ان الصراعات المعاشة في معظم بلدان افريقيا خاصة في الصحراء الغربية ستبقى معرقلاً اساسيا لاي خطط او برامج داعيا الى الحلول السلمية للنزاعات القائمة كون السلام هو الضامن الحقيقي للتعاون والتكامل والتنمية المستدامة.
وعلى هامش الندوة التقى الوفد الصحراوي مع مكتب الشبكة الافريقية للنساء برئاسة وزيرة الدولة نائبة الوزير الاول الزمبابوي التي اعربت عن تشكراتها للوفد واعتزازها بمشاركته. كما التقى بوفود اخرى وشخصيات اهمها: السيدة حاجية امينا نامادي سامبو حرم نائب الرئيس وممثلة السيدة الاولي النيجيرية باسيانس كودلاك جوناتا راعية الندوة وكذلك وزيرة الدولة مكلفة بالخارجية , وزيرة الاقتصاد والمالية النيجيرية ووزيرة المرأة النيجيرية ونائبة رئيس كامبيا ووزيرة التضامن والمساوة في كل من بوروندي, غانا وسييراليون. ومن اهم الوفود كان الوفد الجزائري ووفد سيراليون وافود اخرى مشاركة في الندوة.
هذا وقد نظمت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لقاء مع الوفد حول اخر تطورات القضية الصحراوية ومايأمله الصحراويون من هذه الفعالية الافريقية وفعل الجمهورية الصحراوية والتزاماتها في المستقبل في هذا المجال.
نشير الى ان الندوة قدد ليلة البارحة بحضور عديد المنظمات والشخصيات والفاعلين المتخصصين مصادقة على بيان ختامي حدد الخطوط العريضة لخطة العمل نحو سنة 2015 عملا على انها كل المشاكل خاصة العنف ورمرض فقدان المناعة ومشاكل عدم المساواة داعية الى مشاركة النساء في مواقع صنع القرار على مختلف المستويات للتأثير في البرامج والاستراتيجيات.
هذا وقد تم انتخاب مكتب جديد لتسيير الشبكة يضم كل من نيجيريا رئيسة وبعضوية كل من جنوب افريقيا , زمبابوي , تشاد, كينيا.

مكتب كناريا و أسلوب الضرب تحت الحزام

ردا على مراسلة معنونة بـ : " عاجل " ـ المرفوقة في أخر المقال ـ، لما أسموه أو ألبسوه قسرا ثوب إعلام رسمي للتلفزيون الوطني الصحراوي من العيون المحتلة في محاولة جديدة قديمة لفبركة الحقائق وتغليفها والموجهة إلى بعض الجهات و المسؤولين في التنظيم الوطني الصحراوي وهم :
ـ الأخ محمد الولي اعكيك وزير الأرض المحتلة والجاليات والريف الوطني،
ـ الأخ عمار بولسان المسؤول عن مكتب كناريا التابع لوزارة الأرض المحتلة والجاليات والريف الوطني
ـ الأخ محمد سالم لعبيد مدير التلفزيون الوطني الصحراوي ،
وحتى لا تضيع الحقيقة في سراديب التزوير و التغليط التي يجيدها البعض ممن يحسبون على الأخ منسق مكتب الأرض المحتلة بجزر الكناري، فيمكن للمتصفح وبدون عناء تفكير لما جاء في الرسالة / المكيدة أن ينتبه لا محالة إلى مؤامرة دبرت في الكواليس بتخطيط من مهندسها الأول منسق مكتب كناريا .
وفي إطار الرد المشروع وأحقية الرأي الوطني الصحراوي في معرفة ما جرى على الأقل من زاوية نظرنا بخصوص المشكل الذي حدث أو الذي أريد له أن يختلق بين مجموعة الإعلام الصحراوي بالعيون المحتلة يوم التاسع من شهر يونيو من هذه السنة ،وبعيدا عن " أسواغا " نورد التوضيح التالي :
ـ أولا من حيث الشكل :
نسجل وبأسف وعتاب رفاقي على مناضلين إعلاميين صحراويين مكلفين بتقديم المادة الخبرية وصياغتها عن الأرض المحتلة ومناطق جنوب المغرب على مراسلة مليئة بكثرة الأخطاء اللغوية و الإملائية و التراكيب الغير منسجمة و بأسلوب جد ركيك و رديء،و في غياب أي خيط رابط وناظم لما تم خطه وهو ما يطرح إشكالية الكفاءة لدى المنتسب لمجموعات الإعلام الوطني ودرجة أهليته وقدرته في حدها الأدنى على الأقل لإبلاغ وإيصال خبر بأسلوب سليم لغة ومضمونا بعيدا عن التقيد والانضباط التام للمقاييس المهنية المتعارف عليها.
وهذا ما ينطبق على كاتب أو كتبة هذه المراسلة واللذين يحتاجون وبكل تواضع إلى إعادة التمدرس خاصة عندما يطلقون على أنفسهم تعسفا إعلاما رسميا، إضافة إلى استعمالهم عبارات ذات حمولة عدائية وإقصائية من قبيل (شخص,عنصر,سويدي ،... كأنه لا يخدم سوى جهة واحدة ألا و هي مصلحة الإحتلال و أغراضه الخبيثة...) و التي تنم عن عقلية إستئصالية وغريبة عن أخلاقيات المناضل الصحراوي في تدبير تبعات العوائق و المشاكل الطارئة دون اللجوء لأساليب العنف اللفظي و الجسدي، فضلا عن الإسهال في إطلاق التهم الجاهزة وتوزيعها جزافا ،زيادة إلى تضمين المراسلة المذكورة كلمات قدحية وبأسلوب تحقيري يحيل موضوعيا على حالة مرضية إنسانية شاذة .
ـ ثانيا من حيث المضمون :
ففي بداية الرسالة يخال للقارئ أنها مراسلة تروم تحليل واقع الأرض المحتلة انطلاقا من الشعور والاقتناع بسلبيته وهو ما يؤكده التوصيف المستعمل من خلال العبارة التالية ".. في ظل ما يجري من انتكاسات و تدهور خطير بات ينذر بانجراف الوضع نحو الأسوء" . إلا أن خيوط المؤامرة سرعان ما ستنكشف منذ الوهلة الأولى عندما كتب في هذا "العاجل" العبارة التالية: "إقصاء شخص (سيدي اسباعي)" وهنا كما يقال نضح الإناء بما فيه ، إذ استخدم الكتبة المصطلح الصحيح والمعبر عن الغاية المبطنة والمغرضة من الرسالة / المكيدة وهو الإقصاء . والحالة هته فإن سيدي اسباعي وبناءا على هذه المعطيات كان ولا يزال هدفا للإقصاء والحصار والطعن والتشنيع والتخوين والاعتداء والضرب بغية توفير جميع الأسباب المفتعلة لشرعنة جريمة اغتيال أخلاقية ومعنوية ونضالية مفضوحة عقابا له على جهره بموقفه النقدي و الصريح وإعطاء المثال لمآل من ينتقد ، وهو بذلك لم يتعرض لإجراء الفصل كإجراء طبيعي الذي تتبع حياله مسطرة تنظيمية داخلية تضبط المخالفات والتجاوزات وتحدد درجة خطورتها ومسوغاتها ويخطر به ـ أي الإجراء ـ الشخص المعني بالأمر كتابة دون نسيان حقه في الترافع عن موقفه والطعن وغير ذلك، كل هذا لم يحترم وهو ما يؤكد أن الفاعل الرئيسي والمدير لهذه المهزلة محكوم بهاجس الانتقام استهدافا للممارسة النقدية البناءة الملازمة لأية حركية سياسية وثورية بغاية التقويم والتصحيح والمراجعة .
ولكن يبقى التساؤل المطروح وبقوة في ظل هذا الوضع،هل بلغنا مرحلة أصبحت فيها الثورة تأكل أبناءها ؟ وهل كل هذا التهافت والتدافع وانتهاج كل هذه الوسائل الدنيئة والمنحطة ومنها اللجوء إلى العنف اللفظي والجسدي في حق كل أفراد الخلية الإعلامية بالعيون المحتلة ـ المفتعلة بتعبير الرسالة ـ بشكل عام ،و تكمن أسبابه الجلية والواضحة في الموقف المعبر عنه بالمؤتمر الشعبي العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في نسخته الثالثة عشر بتفاريتي المحررة مؤتمر الشهيد المحفوظ علي بيبا، والذي كلف فيه سيدي اسباعي بالنيابة عن مجموعة من المناضلين الصحراويين الذين ينتمون غالبيتهم إلى مجموعة المعتقلين السياسيين الصحراويين المعروفة بمجموعة 37 بقراءة رسالة مذيلة بتوقيعاتهم يبدون فيها اعتراضهم الشديد على طريقة التدبير السلبي لملف الأرض المحتلة ويحملون مسؤولية ذلك للوزارة الوصية بشكل عام وللتسيير السيئ المطبوع بالإنتقائية والإقصائية من قبل منسق الأرض المحتلة بمكتب كناريا عمر بولسان . و هذا ما جعل الاعلامي سيدي اسباعي عرضة لهذا المسلسل التصفوي والذي إتخذ أشكالا متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر إبعاده من كل الوفود المشاركة في التظاهرات الوطنية بمخيمات العزة والكرامة بأمر مباشر وصريح من عمر بولسان ، وحرمانه أيضا من السفر إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في نشاط حول حقوق الإنسان ،والرسالة / المكيدة الموصى بإعدادها بل طبخها هي أحد تجليات هذا المسلسل، والمؤطر من قبل الأخ عمار بولسان منسق وزارة الأرض المحتلة بجزر الكناري باسبانيا.
و بالعودة لهذا "العاجل" الذي لم يقف عند حد محاولة الإقصاء وربما سبب فشل كل تلك المساعي الأخرى كونها اصطدمت و تصطدم بحقيقة انخراط الاخ سيدي اسباعي وتواجده في الفعل النضالي الميداني ، واستعداده للتضحية بالرغم من حاجيات وضرورات العمل الإعلامي بالمناطق المحتلة الذي يتطلب جهدا استثنائيا وكونه محفوفا بالمخاطر ولكن الرغبة في تلمس الحقيقة كما هي أقوى لا لتقديم صور مفبركة ومنتقاة ومتفق عليها مسبقا بما يخدم السيرة "النضالية" لفلان أو فلانة .
ونعود ونشير أن " العاجل " لم يقف عند حد الإقصاء بل ذهب أبعد من ذلك عندما أشهر في وجهه وكالمعتاد ضد كل من ينتقد من قبل الحاقدين والجهلة و الشوفينيين ورقة التخوين كما هو معبر عنه في هذه الرسالة بإتهامه بالعمالة للإحتلال المغربي و خدمة مصالحه وأهدافه "كأنه لا يخدم سوى جهة واحدة ألا و هي مصلحة الإحتلال و أغراضه الخبيثة" و ما يبين النية المبيتة للكتبة الهادفة ليس فقط للإقصاء والتشويش على كل صوت حر ولكن أيضا كل من لا يأتمر بأوامر عمر بولسان والتي غالبا ما تنضح بقبلية لئيمة . وهذا ما يفهم من محاولة إقحام إدارة التلفزيون الوطني الصحراوي في هذا المشكل و إلا ماذا يفهم عندما يكتبون"لم تلتزم إدارة التلفزيون الصحراوي بالقرار الذي اتخذه الفريق المتمثل في تجميد العنصر الذي سلفنا ذكره كما لم تلتزم بالقرار الذي اتخذته وزارة الأرض المحتلة و المتمثل في إقصاء (سيدي السباعي)" و هنا يتضح استمرار رفض إدارة التلفزيون الوطني الصحراوي عملية الإقصاء الغير المبررة في نظر المسؤول عن قطاع التلفزيون .
أما الإدعاء بامتلاك صكوك الوطنية فيطرح تساؤلا منطقيا حول طبيعة المقياس المتبع لإصدار هكذا إتهامات غير معللة ،ثم من له الحق في توزيع الوطنية بصيغة الوصاية والأبوية من قبل من لا يخفي نزعته النرجسية المتضخمة عندما يعبر عن مواقف كـ "أعضاء فريقي" وكأن هذا الفريق يدخل في الملكية الشخصية.
منذ متى أصبحت خصال كالتزوير و التلفيق من خصال المناضلين الشرفاء، فقد تم تحريف كل شيء حتى ما حدث عند تخليد يوم الشهيد، ففي هذا العاجل البطيء الفهم ورد ما يلي:"في بداية الإحتفال جرت مشاداة لفظية" إلا أن من افترى ذلك نسي تواجد حشد من أعضاء تنسيقية ملحمة اكديم ايزيك للحراك السلمي الراعية للإحتفال و اللذين يثبتون عكس ذلك وكون الخلاف حصل في نهاية الإحتفال وليس في بدايته كما ادعوا مع إدانتنا لهذه الممارسات المشينة والتي لم تحترم قدسية ذلك اليوم و مكانة الشهيد في قلوب الصحراويين .
و الخطير في الأمر هو إتهام الزميل "محمد لطرش" بتقاضي أجر مادي مقابل ما يقوم به من أعمال أثناء المهرجانات التي تنظمها تنسيقية ملحمة أكديم إيزيك للحراك السلمي بالقول "اللافتة التي صنعها و المأجور عليها طبعا" مع العلم أن الجميع و خاصة القائمون على أعمال التنسيقية يشهدون بتطوع الرجل لخدمة القضية و الوطن و يمكن الإتصال بمسؤولي التنسيقية لإثبات ذلك أو نفيه.
و ما يثير الدهشة هو استعمال أسماء آباء أجلاء من تنسيقية ملحمة اكديم إيزيك من أجل شرعنة تزوير الحقيقة نظرا للشرعية التي يتمتع بها هؤلاء الآباء أمام الجميع خاصة عند محاولة إثبات أن المناضلة و الإعلامية خديجتوا عمار الدويه المعروفة بتاريخها النضالي داخل الحركة التلاميذية بثانوية المصلى بالعيون المحتلة منذ سنة 2005 تاريخ ظهور هذه الحركة قد استعانت بعصابة إجرامية و هو ما يؤكد نية التشويه وإضفاء الطابع الإجرامي والبلطجي على سلوكنا وهذا ما ورد حرفيا في الرسالة "استنجدت بعصابة إجرامية متكونة من عدة أشخاص".
و ما أثار استغرابنا إلى درجة الإستهجان هو العمل على إدراج عنوة إسم عائلة صحراوية مناضلة ومعروفة لدى كافة الأوساط الوطنية بالإفتراء عليها دون استحضار العلاقة النضالية والإنسانية التي تربطها بسيدي اسباعي ،وهذا ما عنته العبارة المستضمنة فيما تم خطه " مما جعل عائلتها تتدخل لفض المشكل عنفيا مع السالف ذكره" و المقصود هنا طبعا هو الإعلامي الصحراوي سيدي اسباعي .
نتمنى أن يفهم كل من دبروا هته المؤامرة في الكواليس مع عرابهم أن المواقف لا محيد عنها و التاريخ يصحح نفسه و هنا نستشهد بأبيات الشهيد الشاعر الكبير أمل دنقل عندما قال :
إهداء للشرطى السري
الجالس في زاوية المقهى
في نفس الكرسي
أذناه مائدتان
عيناه مفكرتان
وفمه مطوي
الشرطي السري
الآكل لحم أخيه كي يطعم زوجته وبنيه
كل هذا التزوير الذي أحيك في الكواليس عبر الكتابة السرية أو "تشكامت" إن صح التعبير بإشراف مباشر من منسقية الأرض المحتلة بجزر الكناري و هذا ما يعززه تذييل كتبة " العاجل" بعبارة " لتحاول إيجاد حلول صارمة تنهي أزمة الصراع" و المخاطب هنا طبعا هو منسق مكتب الأرض المحتلة بجزر الكناري بغية استكماله للمسلسل التصفوي بحلقة شرعنة عملية الإقصاء من الإعلام الوطني الصحراوي .
فماذا تنتظر الجهات المسؤولة أمام هذا الوضع الخطير ؟ ألم يحن الوقت بعد للتدخل لوضع حد لهكذا ممارسات لا أخلاقية و بعيدة كل البعد عن النضال و المنافسة الشريفة؟ أليس من العار توجيه البنادق إلى الخلف بالطعن في وطنية المناضلين الصحراويين الشرفاء و إهانتهم لفظيا و جسديا في محاولة لإستنساخ و تكرار ما جرى من معارك بالمواقع الجامعية و داخل الساحة الحقوقية؟ ثم من المسؤول ومن المستفيد من أسلوب الضرب تحت الحزام؟
مجموعة الشهيد الخليل سيد محمد للإعلام الصحراوي.
سيدي اسباعي
انكية جعفر
خديجتو الدويه
محمد الدشيرة
ملحوظة:
تجدون رفقة هذا الرد رسالة تحت عنوان عاجل لفريق التلفزيون الصحراوي و التي وجهت لعدد من الجهات الرسمية في التنظيم الوطني الصحراوي.
مراسلة معنونة بـ :  عاجل  
عــــــــــــاجـــــــــــــــل
في ظل مايجري من انتكاسات وتدهور خطير بات ينذر بانجراف الوضع نحو الاسوء خاصة فيما يطال الفريق الرسمي لتلفزيون الوطني خلال الاشهر الاخيرة وبضبط عند اقصاء شخص (سيدي السباعي) الذي توعد ببث الفتنة بين اعضاء الفريق وتبديد جهده الاعلامي والوطني كأنه لا يخدم سوى جهة واحدة لا غير ألا وهي مصلحة الاحتلال وأغراضه الخبيثة , اتضح ان نوايا هذا الاخير كانت جد ملغمة وهادفة الى اغراض تخدم اشخاص في الكواليس
لم تلتزم ادارة التلفزيون الصحراوي بالقرار الذي اتخذه الفريق المتمثل في تجميد هذا العنصر الذي سلفنا ذكره كما لم تلتزم بالقرار الذي اتخذته وزارة الارض المحتلة والمتمثل في اقصاء(سيدي السباعي )والذي طبعا لا يقوم بالدور الاعلامي الشريف بل جعل من دوره الاعلامي فرصة لاستهداف المناضلين وتصفية الحساب وزرع الفتن, كما اظهر انه عنصر خطير يطمح الى تحقيق مصالحه الشخصية ومصالح اطراف معينين
عدم التزام ادارة التلفزيون: كان مبررا بان الكل يشتغل على حدى المهم هو الانتاج والإبداع في العمل, لكن تفاجئنا ان هذا العنصر (سيدي السباعي) يستغل هذه الفرصة ويعمل على تكوين مجموعة اخرى متكونة من الاتي(محمد لطرش-النكية جعفر-خدجتو الدويه_فالة الشتوكي وبتعاون بعض الاطراف الاخرين من بينهم محمد بابير) هذا الاستغلال لم يكن ايجابيا ولم يكن يخدم القضية الوطنية والفعل النضالي الوطني ابدا ابد ابدا بل كان استغلالا مغرضا له اهداف مرسومة من قبل اشخاص معروفين
وما يشحن الوضع اكثرو جعل الامور تخرج عن السيطرة, هذا العنصر حرض اعضاء مجموعته الجدد ضد الفريق مما سبب في اندلاع مشدات كلامية وصراعات مشتدة بين الطرفين عن طريق رسائل عبر شبكات التواصل الالكترونية التي وجهة الى اعضاء فريقي وكذلك رسائل بعثت عبر اشخاص. وكان اخر الصراع الموقف الذي حدث خلال احتفال تنسيقية اكديم ازيك للحراك السلمي يومه التاسع من الشهري الجاري وللإشارة التنسيقية استدعت هذه المرة(محمد لطرش) فقط نظرا لصنعه لافتة تتضمن شعار الاحتفال هذا الاخير استدعى باقي افراد مجموعته المفتعلة للحضور والمشاركة من اجل التغطية الاعلامية
ومن جهة اخرى حضر الفريق الرسمي لكن مازاد الطين بله ليس مشاركة هؤلاء او محاولة تغطيتهم للفعل الوطني المنظم بل استهداف هذه المجموعة المفتعلة لأعضاء فريقي ومحاولة تشويهم في بداية الاحتفال جرت مشدات لفظية بين( محمد لطرش )و(محمود الحيسن) وذلك بسبب رفض( محمد لطرش )لان يصورمحمود الحيسن امام اللافتة لتي صنعها والمأجور عليها طبعا قال له حرفيا تلك لافتة انا صانعها ولا يمكن لك ان تصور من امامها رد (محمود الحيسن )على هذا الاخير محذرا اياه خاصة ان هناك حسابات اخرى من بينها تبني بعض من اعمال وانجازات الفريق الرسمي
وماهي إلا دقائق اندلعت مشادات باليد بين الغالية يسلم عمار عضو في فريق التلفزيون و عضو الفريق المفتعل( خدجتو الدويهه )لتندمج (حياة خطاري) في الصراع وتنشب اشتباكات خطيرة وعنيفة والأجدر بالإشارة ان سيدي السباعي كان يبتسم ويقهقه ما اثار غضب العضوين في الفريق الرسمي (محمود الحيسن )و(حمادي الجذيفي) لينهالوا عليه ضربا وصبا وشتما معتبرين انه راس كل خطيئة وسبب كل المشاكل التي تجري
(خدجتو الدويه) استدعت عائلاتها واستنجدت بعصابة اجرامية متكونة من عدة اشخاص حيث شنوا هجومهم على السيارة التي كانت بداخلها (حياة خطاري والغالية يسلم عمار) رفقة اباء اعضاء من تنسيقية اكديم ازيك والسيارة كانت للاب (لحبيب الصالحي ) للاشارة ان من بين اهداف سويدي السباعي الرفيقة الصالحة بوتنكيزة مما جعل عائلتها تتدخل لفض المشكل عنفيا مع السالف ذكره)
نتمنى ان تكونوا دائما على اضطلاع بما يجري داخل المناطق المحتلة خاصة في الاونة الاخيرة من مشاكل لتحاول ايجاد حلول صارمة تنهي ازمة الصراع الذي باتت تهدد وحدة الصف الصحراوي وخاصة عند توغل جهات خطيرة تخدم مصلحة العدو بين صفوف المناضلين الصحراويين:

الجمهورية الصحراوية تشارك في اشغال الدورة العليا الثانية لشبكة ترقية المرأة الافريقية في ابوجا

بحضور وفد صحراوي عالي المستوى برئاسة الأخت خديجة حمدي عضو الامانة الوطنية للجبهة وزيرة الثقافة الصحراوية، انطلقت اليوم بالعاصمة النيجيرية ابوجا اشغال الدورة العليا الثانية لشبكة ترقية المرأة الافريقية بحضور عدد من الرؤساء الأفارقة ورؤساء الحكومات واعضاء البرلمان والوزراء والفاعلين الجمعويين وكدا شركاء دوليين في مقدمتهم هيئة الامم المتحدة المكلفة بمرض فقدان المناعة المكتسبة الايدز.
الدورية العليا الثانية التي تهدف الى دراسة الاوضاع الصحية للنساء الافريقيات، المحصل من اهداف الالفية الثانية في ميدان محاربة فقدان المناعة المكتسبة (الايدز)، الحد من ممارسة العنف بحق القاصرات والنساء في مناطق النزاعات، انطلقت صبيحة اليوم الخميس 27 يونيو بحفل افتتاح مهيب تميز بمداخلات لرؤساء ليبيريا، ملاوي، نائبة رئيس غامبيا، نائبة رئيس وزراء زمبابوي، سيدة نيجيريا الاولي، وزيرة الدولة للخارجية النيجيرية وكدا المدير التنفيدي للأمم المتحدة لمكافحة الايدز. ضيف الشرف الرئيس النيجيري السيد كودلاك جوناتان اكد باسم القادة الافارقة على "الالتزام بترقية المرأة الافريقية وتحقيق اهداف الاتحاد الافريقي في محاربة الامراض الفتاكة وتعميم الحق في التعليم والصحة وادماج ضحايا العنف من النساء والقاصرات الافريقيات"، مشدداً على "ضرورة استغلال الدورة العليا الثانية لتدارك التأخر الحاصل وجعل اعلان ابوجا علامة فارقة في هدا الميدان".
يرافق الاخت خديجة حمدي وفد صحراوي يضم كل من الاخت فاطمة المهدي عضو الامانة الوطنية والامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، سكينة لارباس سعيد مستشارة برئاسة الجمهورية، الأخ ابي بشرايا البشير سفير الجمهورية الصحراوية بنيجيريا والاخ وداد المصطفي مكلف بمهمة في سفارة الجمهورية الصحراوية بأبوجا.

الأحد، 23 يونيو 2013

الألغام الأرضية بالصحراء الغربية تحصد أرواح المواطنين الصحراويين وشريحة الأطفال خصوصا

لا تزال الألغام المضادة للأفراد تحصد أرواح المواطنين الصحراويين وخصوصا الأطفال الذين جعلوا من هذه القنابل ألعابا لهم في الصحاري على طول الجدار العازل بين العائلات الصحراوية المقيمة بالأراضي الصحراء الغربية المحتلة من طرف المغرب والأراضي المحررة.
وكان لوكالة الانباء الجزائرية لقاء مع آخر ضحيتين من الأطفال الأول إسمه الزين ولد مولاي ولد دادي (12 سنة) آخر ضحايا الألغام بالصحراء الغربية اذ انفجر عليه لغم من مخلفات المستعمر المغربي في منطقة مهيريز الواقعة بالأراضي المحررة عندما كان يلعب الكرة مع رفاقه وهو يجهل أن الة الموت كانت تترصده من حيث لا يعلم.
ولم يتفطن هذا الطفل لوجود لغم مدفون في الأرض تسبب في بتر رجله اليسرى واصابة رفاق له بجروح وحدث ذلك منذ حوالي أربعة أشهر. أما الضحية الثانية (15 سنة) فاصطادته ألغام مزروعة في الصحراء بالأراضي المحررة و بالضبط في منطقة مهيريز وهو يحاول فتحها ضنا منه أنها ألعاب.
وحسب والدة الضحية فقد جاءت هذه الحادثة التي قلبت موازين العائلة على اثر مرافقة الضحية لوالده الراعي إلى منطقة مهيريز. وفي هذا الصدد أوضح ممثل جمعية ضحايا الألغام الصحراوية، في تصريح للوكالة أنه تم نقل الضحية مباشرة بواسطة طائرة مروحية لقوات المينورسو إلى القطاع الصحي بتندوف ثم إلى الجزائر العاصمة بسبب خطورة حالته.
وفي هذا الشأن أحصت جمعية ضحايا الألغام الصحراوية هذه السنة خمسة ضحايا منهم ثلاث أطفال وشخصين بالغين. وبدورها تقوم الجمعية التي تعد حديثة النشأة بتقديم مساعدات محتشمة إلى عائلات الضحايا تتمثل أساسا في مساعدات معنوية ومادية بسيطة كالألبسة والحفاضات.
ولتحسين نوعية الخدمات تقوم الجمعية الصحراوية بتنسيق العمل مع الجمعية الوطنية الجزائرية لمكافحة الألغام بهدف الاستفادة من التجربة الجزائرية في هذا المجال. كما تقوم الجمعية بالتحسيس بخطورة الألغام عن طريق توزيع المناشير وتنظيم لقاءات مع السكان والندوات.
وحول مكان وجود الألغام أكد المتحدث أنها تقع في كل المناطق المحاذية لجدار "العار" (الحزام العازل بين المناطق الصحراوية التي ترزخ تحت الاحتلال المغربي والجزء المحرر من الصحراء الغربية) ويبلغ طوله 700 كم. من جانبه أكد رئيس الجمعية الوطنية الجزائرية لضحايا الألغام محمد جوادي أن الصحراء الغربية تحصي حوالي 1700 ضحية بين متوفين وضحايا منهم 5 ضحايا تم تسجيلهم السنة الجارية.

مسيرة الحرية أو قصة العبودية في الصحراء الغربية

رغم العلاقة البنيوية ما بين ملف الرق ومستقبل السلم الاجتماعي من جهة وبناء دولة المواطنة بما تحيل إليه من مساواة وعدالة وندية بين المواطنين من جهة أخري فإن رؤية نخبة "البظان" لواقع الرق وتصور تجاوزه تتميز بالاختلاف والتباين وذلك من خلال التيارات التالية.:
ــ تيار تمثله الطبقة التقليدية ويضم الوجهاء وزعماء القبائل والفقهاء والأغلبية الساحقة من المسؤولين في مختلف قطاعات الدولة وكذلك القضاة والموظفين في قطاع العدالة وجل العاملين في حقل الثقافة من جامعيين وإعلاميين ويعبر أصحاب هذا التيار عن موقفهم الرجعي والسلبي من الرق في واقعه وفي النقاش الدائر حوله وذلك من خلا ل مسايرة المجتمع والتواطيء معه في ممارساته الاسترقاقية المباشرة وغير المباشرة، وفي نظري أن الفكرة المؤسسة لهذا الموقف هي استشراء وتمكن النظرة الطبقية التراتبية وتحكمها في الذهن البيظاني الذي يبدو كما لو كان يمتلك مناعة أو قوة خارقة ضد تيار التنوير والحداثة والخروج على فكرة وهذا التيار هو الذي يوجه ويؤطر موقف الدولة من ملف الرق.
ــ تيار السياسيين : يتعامل سياسيو الدولة الصحراوية مع ملف الرق اليوم في الصحراء الغربية حيث يختصرون الاهتمام بالموضوع في أنجع وسيلة دعائية انتهازية للحصول علي أكبر نسبة من المصوتين "ذوي البشرة السوداء" أما هموم هذه الشريحة المتعلقة بالفقر والجهل والإذلال الاجتماعي وغيرها من الأمراض والمصائب الناتجة عن وقوع هذه الشريحة تحت وطأة الرق لقرون طويلة فإن هذه النخبة لا تملك رؤية واضحة للتعامل معها.
وفي الوقت الذي تتزايد وتيرة الحركة المطلبية في هذه الشريحة نتيجة تنامي الوعي والتوثب نحو الحرية والعدالة الاجتماعية في صفوفها تزداد شرعية التساؤلات المتعلقة بمستقبل العلاقة ما بين "ذوي البشرة السوداء" والبيظان..
نخبة الحكومية تعاني من الحيرة وعدم وضوح الرؤية ولا تملك تصورا واضحا للتعامل مع هذه الشريحة الناهضة فهل يعني ان البيظان يحاولون وقف حركة التاريخ وقانون تداول السيادة.
أن عدم تفهم الحكومة الصحراوية لمشاغل وهموم "ذوي البشرة السوداء" اليوم وطبيعة العلاقة الجديدة التي يجب ان ينسجو خيوطها معهم سيشكل خطرا داهما علي التفاهم والتعايش السلمي بين الطرفين ومن خلالهما على مستقبل كيان الدولة الصحراوية ومن التغفيل البين أن تتوهم نخبة البيظان اليوم أن احتواء "ذوي البشرة السوداء" عن طريق الترقية السياسية التعيينات أو عن طريق الدمج في القبيلة البيظانية ما زال ممكنا لأن مثقفي "ذوي البشرة السوداء" ونخبتهم السياسية تعتبر النفاذ إلي الوظائف الإدارية والسياسية حقا من حقوق المواطنة كما أنها مدعومة برصيد انتخابي كبير تعمل على تأطيره وتسجل نجاحات كبيرة في سبيل عزله وفصله عن الأسياد السابقين كما أنها ترفض العودة لنظام القبيلة البيظاني لأنه لا يضمن لها الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وهو نظام اجتماعي أيضا أذاقها في الماضي كل أصناف الإقصاء والاضطهاد والإهانة.
ــ تيار الحركة الانعتاقية التنويرية: هذا التيار هو الضوء الذي ينير آخر النفق وبالرغم من ضعف هذا التيار مقابل قوة التيار التقليدي الظلماني الرجعي وبالرغم كذلك من عدم التعاطي الإيجابي معه من طرف المجتمع ومن طرف الدولة والنخبة السياسية الصحراوية التي تحدثنا عنها سابقا فإن هذا التيار يسعي جاهدا ليسمع صوته المنطلق من الرؤية الوطنية الجامعة التي تعمل علي تأسيس دولة المواطنة الحقيقية.
إن شرعية الحديث في قضية الرق تنطلق من عدة مبررات منها المكانة الكبيرة التي يكتسي الموضوع بالنسبة لأطر ومثقفي "ذوي البشرة السوداء" ومنها . وهي نقطة ترتبط بسابقتها أهمية هذه الشريحة المعنية قبل غيرها بالموضوع. علاقة الموضوع بحاضر ومستقبل السلم الاجتماعي ببلد مثل الصحراء الغربية تعود مواطنوه التسيب والفوضي ولم يعرف تقاليد الدولة الناظمة، ومنها رابعا تجاوز ثقافة الخوف والكتمان واعتماد المصارحة والمكاشفة منهجا في التعاطي مع القضايا التي يترتب عليها مستقبل البلاد.
بقلم : غالي احمد:

الصحراءالغربية: الإحتلال المغربي أو التجسيد الفعلي لقانون القوة.


لإشارة هذا المقال كتبته في سنة 2007 عند زيارتي لبريطانيا في فبراير من نفس السنة و أرسلته للنشر في جريدة القدس العربية بطلب من هيأة التحرير و أعيد نشره لراهنتيه.
الصحراءالغربية: الإحتلال المغربي أو التجسيد الفعلي لقانون القوة.
بقلم سجين الرأي الصحراوي :علي سالم التامك
تسعى هذه المقالة – الرأي- إلى إرساء مقاربة تواصلية منفتحة، في إتجاه بعض الإخوة المغاربة الذين لازالوا مسكونين، عن حسن نية بمقولة " مغربية الصحراء" و"الإجماع الوطني حول الصحراء" و"المغرب من طنجة لكويرة" . إن اشد مايرعب الشعاراتية الإختزالية والتبسيطية، التي تجعلها الأنظمة الإستبدادية سقفا، ل"تفكير" الأفراد، و أداة للتنشئة السياسية المبتذلة، هو إعمال العقل، والمسائلة المتحررة من تنميطاتها المجحفة و المكرسة فوقيا، والإنعتاق من التبسيطية السياسية الدوغمائية المثقلة بالشوفينية واللغط السياسوي، الذي يغتال العقل والإنسان.
كما انها محاولة متواضعة تضع ضمن مبتاغها تنوير الرأي العام العربي، من خلال الوقوف على الدعامات القانونية والسياسية والوطنية لكفاح الشعب الصحراوي. وتسليط الضوء على هذا الجرح النازف في خاصرة الأمة العربية، منذ أكثر من ثلاتة عقود.جرح ضمن باقي جراحنا العربية التي لم تندمل، والتي تستنزف الإنسان والأرض والجهد، وتعطل أحلام الوحدة العربية . الوحدة الإرادية الديموقراطية، وليس " وحدة" الإبتلاعات القسرية والإستئصالات للشعوب المستضعفة، والضم الإستعلائي .إن إحترام إرادة الشعوب في تقريرمصيرها، يعدالمدخل الضروري لكل بناء وحدوي حضاري، يدمج الإرادات الفعلية في صيغة مساواتية بين الأمم كبيرها وصغيرها.الأرضية القانونية والسياسية لكفاح الشعب الصحراوي.
شكل تاريخ الشعب الصحراوي موضوعا للكثير من الدراسات ألأكاديمية. كما دونت محطاته في شهادات لمجموعة من " المستكشفين" الغربيين. وكتابات المجندين، في صفوف الحملات الإستعمارية للصحراء الغربية والتي يتعذر التطرق لها هنا، بالنظر إلى ضيق المجال.
بإيجاز شديد، لقد تعرض هذا الإقليم على غرار باقي الدول العربية والإفريقية للإستعمار الغربي، حيث أحتل من طرف إسبانيا سنة 1884 بعد إنهاك المقاومة الصحراوية ، التي كان فعلها التحرري مسكونا بمقاربة دينية وجهادية، و وقع شيوخ القبائل إتفاقية مع الإحتلال الإسباني يحترم بموجبها، الإسلام والتقاليد الإجتماعية للسكان الصحراء الغربية.
وبعد أن اصبحت المسألة الإستعمارية في صلب إهتمامات الأمم المتحدة تم إدراج إقليم الصحراء الغربية سنة 1965( ضمن الأقاليم المستعمرة، التي يسري عليها القرار1514 . و ظلت الجمعية العامة للأمم المتحدة وفية لنص وروح ميثاق الأمم المتحدة، حيث أن كافة توصياتها وقراراتها منذ ذلك التاريخ إلى اليوم، تؤكد بشكل لايقبل الجدل على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
لكن السؤال المطروح إذا كان المركز القانوني للصحراء الغربية مكرس بشكل واضح في المواثيق الدولية، ماهي الأسباب التي حالت وتحول دون إعمال القرار1514؟ لاشك ان هذا السؤال يشكل مدخلا ضروويا لفهم الحالة الإستعمارية القائمة في الصحراء الغربية من جهة، والعقيدة السياسية التوسعية للنظام المغربي المحكومة بهاجس الإلتفاف والقفز على الشرعية الدولية من جهة أخرى.
عرفت الصحراء الغربية مدا وطنيا صحراويا قويا، منذ نهاية الستينات أربك حسابات الإحتلال الإسباني، مما جعله يشرع، خلال سنة 1974، في إ عداد إحصاء للسكان الصحراويين، بهدف تنظيم إستفتاء لتقرير المصير وفقا للشرعية الدولية. إلا أن النظام المغربي بمعية النظام الموريتاني الداداهي، عملا على إفشال هذا المسار الطبيعي، حيث سارعا إلى طلب رأي إستشاري من محكمة العدل الدولية، والتي أكدت بشكل ملموس في قرارها بتاريخ 16 أكتوبر 1975 غياب أية علاقات قانونية سيادية بين الصحراء الغربية والمغرب من جهة، وبين المجموعة الموريتانية من جهة أخرى، و بالتالي خلصت إلى أن إعمال تصفية الإستعمار من خلال تميتع الشعب الصحراوي في تقرير المصير، يبقى المخرج الطبيعي والقانوني للنزاع. وجاء هذا القرار منسجما نصا وروحا مع توصية بعثة الأمم المتحدة التي زارت الصحراء الغربية بتاريخ 12 ماي 1975، وأصدرت تقريرها، الذي أكد التفاف الشعب الصحراوي حول"البوليساريو" وبكون هذه الأخيرة تعتبر القوة السياسية الوحيدة و المهيمنة على الإقليم.
رغم كل هذه القرارات، التي تؤكد على حق الشعب في تقرير المصير، إلا ان النظام المغربي الذي كان يعيش مجموعة من الأزمات والتمردات المسلحة، والإنقلابات العسكرية والإنتفاضات الحضرية، حاول تجاوزحالة الإنحباس السياسي، من خلال مغامرة توسعية تكفل له إبعاد الجيش المغربي الذي شكل ولايزال مصدرخطر حقيقي لإستقراره وإستمراريته، لذلك شرع في غزوه للصحراء الغربية، مستفيدا من حالة الإرتباك السياسي ،الذي شهدته إسبانيا، في ظل إحتضار" الجنرال فرانكو". حيث قام النظام المغربي، في أكتوبر 1975، بتنظيم مايسمى" المسيرة الخضراء" في تحدي واضح للشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خصوصا القرار 380 بتاريخ 6 دجنبر1975 الذي ندد بهذه الخطوة وطلب من المغرب سحب كافة المشاركين في المسيرة من الصحراء الغربية.
ولشرعنة إحتلاله و تسويغ الأمر الواقع لجأ النظام المغربي الى صفقة سياسية ثلاثية أبرمت في مدريد، ترتب عنها تقسيم الصحراء الغربية، حيث آل جزئها الجنوبي للنظام الموريتاني الداداهي، وشقها الشمالي للنظام المغربي مع إحتفاظ النظام الإسباني بمجموعة من الإمتيازات الإقتصادية و العسكرية والثقافية والتقنية.
المقاومة الوطنية الصحراوية والإحتلال الثابت المتغير :
شكلت المقاومة الوطنية الصحراوية، ثابتا أساسيا، مهما تغير لون وشكل الإحتلال، حيث سارع الشعب الصحراوي خلال سنة 1968 إلى تأسيس" الحركة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، بقيادة المختطف ومجهول المصير " محمد سيدي إبراهيم بصيري"، وبعد إجهاضها من طرف الإستعمار الإسباني، وإختطاف زعيمها، لجأ الشعب الصحراوي، بقيادة مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد، إلى تأسيس" الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" بتاريخ 10 ماي 1973 و المعروفة إختصارا بجبهة "البوليساريو". حيث قادت العمل المسلح ضد الإستعمار الإسباني، إلى حين جلائه بعد "الإتفاقية الثلاثية". وأمام الفراغ القانوني والإداري الذي تركه، سارعت إلى إعلان " الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" بتاريخ 27 فبراير 1976 (معترف بها من أكثر من 82 دولة في العالم).
شكل إحتلال المغرب للصحراء الغربية، بداية مأساوية لحرب ضروس دارت أطوارها في الصحراء الغربية وموريتانيا وجنوب المغرب قادتها جبهة البوليساريو بإحترافية عالية، بالرغم من موازين القوى المختلة بشريا وماديا. حيث أجبرت النظام الموريتاني على الإنسحاب من الشطر الجنوبي من الصحراء الغربية، وتوقيع إتفاقية سلام مع جبهة البوليساريو بتاريخ 5 غشت 1979 والاعتراف بالدولة الصحراوية بعد ذلك،إلا أن النظام المغربي، سارع إلى إحتلال هذا الجزء أيضا.
ولقد إستمرت ضراوة المواجهات العسكرية بين جبهة البوليساريو والنظام المغربي، إلى أن تم الإتفاق على تنظيم إستفتاء تقرير المصير بتاريخ 30 غشت 1988 ،حيث قام الأمين العام للأمم المتحدة بإعداد مخطط أممي إفريقي ، صوت عليه مجلس الأمن بالإجماع في القرار 690 بتاريخ 29 أبريل 1991، ووافق عليه طرفا النزاع المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. إتفاق إنتظرته شعوب المنطقة بفارغ الصبر، بالنظر إلى المآسي، التي واكبت سنوات الحرب، حدد تاريخ وقف إطلاق النارفي 06 شتنبر 1991، وأرسى معايير تحديد هوية لوائح المصوتين، وأقر إجراء إستفتاء يختار الصحراويون من خلاله الإستقلال أو ألإنضمام إلى المغرب.
إلا أن النظام المغربي المتأكد من رغبة الصحراويين في الإستقلال، لم يذخر جهدا في عرقلة تنظيم إستفتاء تقرير المصير،من خلال مجموعة من الإجراءات السياسية والإدارية والتقنية. عطلت إشتغال. البعثة الأممية ، حيث كلما تقدمت هذه الأخيرة في تجاوز المشاكل إلا وابتدع النظام المغربي مبررات جديدة.
وخلال سنة 1997 توفق الأمين العام للأمم المتحدة في تعيين المبعوث الأممي الدبلوماسي الأمريكي جيمس بيكر الذي بذل مجهودات كبيرة و أشرف على مفاوضات شاقة بين الطرفين ، توجت بالتوقيع على إتفاقية هيوستن بين الطرفين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو.
خلال فترة الإعداد للإستتفاء ظل النظام المغربي، وفيا لنهجه السياسي، المبني على إعاقة كل الجهود الأممية لتسوية النزاع السياسي. وبعد تنكره لإلتزاماته السابقة، قام السيد"جيمس بيكر" بإعداد تسوية جديدة تحت عنوان" خطة السلام من أجل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية" وافق عليها مجلس الأمن بالإجماع من خلال قراره 1495 بتاريخ 30 يوليوز 2003، خطة تمنح النظام المغربي أفضليات سياسية كبيرة، أهمها إخضاع الإقليم للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لمدة تتراوح بين أربعة و خمس سنوات يتلوها، إجراء إستفتاء يختار من خلاله سكان الإقليم بمن فيهم المستوطنون المغاربة ألإنضمام للمملكة المغربية، الإستقلال، أو الإستمرار في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وبالرغم من أن هذه الخطة مسكونة بمجموعة من المخاطر السياسية، خصوصا أن النظام المغربي أثبث بالملموس، أنه لايحترم إلتزاماته الدولية ، بالإضافة إلى غياب تدابير زجرية لكبح كل خرق لمقتضياتها. إلا أن جبهة البوليساريو، وفي ترجمة حقيقية لرغبتها، في عدم تعريض المنطقة المغاربية لعدم الإستقرار، ولإرساء السلام العادل والنهائي في منطقة الصحراء الغربية، وتجاوز حالة الجمود السياسي، سارعت إلى قبول الخطة الأممية في حين رفضها النظام المغربي رغم تكريسها أمميا.
" الحكم الذاتي" أو في الشرعنة القهرية للإستعمار:
كلما أمعن المجتمع الدولي وقواه المدنية في المطالبة بضرورة إعمال الشرعية الدولية بالصحراء الغربية، وتمتيع شعبها بحقه في تقرير المصير إلا وسارع النظام المغربي للترويج للحلول الإستعمارية. ولعل أخر ماتفتق عنه ذهن النظام المغربي، هو مقترح الحكم الذاتي ، البدعة واللازمة الإستعمارية ، التي روجت لها، كل الأنظمة الإستعمارية قبل جلائها واندحارها تحت ضغط الشعوب المستعمرة.
إن مقترح" الحكم الذاتي"، يفتقد إلى السند القانوني، حيث أن اللائحة1514 تنص على ضرورة، تمتيع الشعوب المستعمرة في حقها في تقرير المصير، وليس إلى إختزال مصيرها في خيار وحيد تحدد وعائه وسقفه السياسي مسبقا القوى الإستعمارية . ثانيا أن إقليم الصحراء الغربية مستقل، سياسيا وقانونيا عن المغرب، وبالتالي إطاره الحقيقي هو الترسانة القانونية للأمم المتحدة والقانون الدولي بشكل عام، وليس الضوابط القانونية المغربية. إلا أن السؤال الذي يطرح بقوة ما الذي جعل المغرب يقبل على هذه الخطوة في الظرف الحالي، ويهرول في كل الإتجاهات ، لعله يجد من يقاسمه طعمها السياسي الرديء ؟
إن هذه الهرولة السياسية- الحكم الذاتي- هي نتاج" طبيعي" ورد سياسي لاعقلاني على إنتفاضة الشعب الصحراوي المندلعة في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية منذ 21ماي2005. والتي إلتفت حول ثابتين أساسين لايمكن بأي حال القفز عليهما،. أولا ، "جبهة البوليساريو" هي الممثل الوحيد والشرعي والتاريخي للشعب الصحراوي، وثانيا أن تقرير المصير من خلال إستفتاء حر وديموقراطي، يعد مطلبا جوهريا وأساسيا للشعب الصحراوي.
لاشك أن إستمرار الإنتفاضة والكثافة السياسية والوطنية لشعاراتها، قد أسقطت ورقة التوت عن الخطابية المغربية الرسمية غير المقنعة. والتي ظلت تلوك لغة خشبية بدائية، مثل"الإجماع الوطني" و"الوحدة الترابية" و"تشبت الرعايا الصحراويين بمغربية الصحراء".
إن الإنتفاضة التي تعرفها الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية ومناطق جنوب المغرب، ليست معزولة عن سياقها التاريخي والسياسي بل هي محطة، وتراكم ضمن المسيرة الوطنية للشعب الصحراوي. وتبقى الجرائم القمعية التي صاحبتها، كما تشير إلى ذلك، تقارير المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، التي زارت الإقليم في ماي 2006 أكبر دليل على إستماتة الشعب الصحراوي في الدفاع عن حقه في تقرير المصير.
الإحتلال المغربي ووضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية
يرتبط الإحتلال المغربي للصحراء الغربية ، وألإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان إرتباطا وتلازما عضويا وبنيويا، كما أن أية محاولة للفصل بينهما، تبقى مسكونة بسذاجة غير مبررة أخلاقيا، وغير بريئة سياسيا، عن الإحاطة بالعمق البنيوي للإشكالية الإنسانية في الصحراء الغربية.
لقد تلازم الإحتلال المغربي مع الإنتهاكات الجسيمة في الصحراء الغربية. وكان من نتاج ذلك فظاعات إنسانية وأخلاقية، ستبقي محفورة في الذاكرة والمخيال الجماعي للشعب الصحراوي. بدءا من قنبلة مجموعة من المداشر والتجمعات البشرية الصحراوية بالنبالم والفوسفور الأبيض المحرمين دوليا، في "الكلتة" و "تفاريتي" و"أم دريكة".
كما أقبل النظام المغربي على مجموعة من الأساليب الهمجية، كتسميم الأبار، وإتلاف الثروة الحيوانية (الإبل والماشية) لإجبار الساكنة الصحراوية، على الإنتقال إلى المدن، بدعوى أنهم يساهمون في تموين مقاتلي "جبهة البوليساريو".
ولجأ النظام المغربي كذلك إلى شن حملة إعتقالات وإختطافات عشوائية و اسعة، شملت كل الشرائح الإجتماعية، ترتب عنها قضاء بعضهم مدد تناهز17 سنة في مراكز الإحتجاز السري ب"قلعة مكونة" و"أكدز" و"الريش" ومركز" قوات التدخل السريع" بمدينة العيون المحتلة، توفي منهم 68 صحراويا من ضمنهم إمرأتان. كما لازال 521 مختطفا صحراويا، في أعداد مجهولي المصير، حسب الإحصائيات الرسمية لمنظمة العفو الدولية. ومن ضمن الفظاعات، التي إرتكبها النظام المغربي في الصحراء الغربية، رمي الصحراويين أحياء من طائرات الهيلوكوبتر، و دفنهم في مقابر جماعية بالعشرات، في "أجديرية" و"لمسيد" و"السمارة". بالإضافة إلى الأعداد الهائلة من المحاكمات الصورية، والتهجير الجماعي، والتعذيب ، والإختطافات، وسياسات قطع الأرزاق، والتمييز العنصري وإبادة الهوية الثقافية، من خلال الإدماج القسري،.والحصار الأمني والسياسي والعسكري والإعلامي ، وفي هذا الإطار ولحجب ماجرى ويجري من إنتهاكات لجأ النظام المغربي إلى طرد مجموعة من الوفود الأجنبية، كما هو الحال مع وفد البرلمان الأوروبي، بتاريخ 6 أكتوبر 2006.
إن الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، تختلف في سياقها التاريخي والموضوعي، عن تلك التي عرفها المغرب. حيث أن الأولى ترتبط بالنزاع السياسي والعسكري في الصحراء الغربية، و لايمكن إطلاقا تجاوزها ،إلا من خلال تمتيع الشعب الصحراوي بحقه الغير قابل للتصرف،في تقرير المصير، أما طبيعة الإنتهاكات الجسيمة التي عرفها المغرب، فقد ظلت محكومة، بالصراع حول السلطة والإشكالية الديموقراطية.
هذه الخلاصة الجوهرية، أكدت عليها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بعد زيارتها إلى الصحراء الغربية، حيث أشارت، إلى أن كل إنتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ترتبط بنيويا وعضويا بمصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال.
الخطاب الرسمي المغربي: أوهام وتناقضات
ظل الخطاب الرسمي المغربي، مؤسسا على مجموعة من المفردات السياسية، تستهدف إعطاء مشروعية لإحتلاله للصحراء الغربية. لعلها أبرزها مغالطة " الإجماع الوطني"، وهنا أريد أن أشير إلى نقطتين:
أولا: أن الإجماعات على ثوابت معينة، هي تقليد ديموقراطي، حيث تقر أطراف الحقل السياسي، من خلال توافقات سياسية، إرساء ثوابت معينة، مثل الجمهورية والعلمانية في فرنسا. وأعتقد أن المغرب لم يكن ديموقراطيا، يوم ما ليفرز هذه الإجماعية الديموقراطية التوافقية.
ثانيا: أن مغالطة" الإجماع الوطني" تكذبها التضحيات الجسيمة (الاستشهاد، الاعتقال، النفي...) والمواقف الشامخة لمناضلي" النهج الديموقراطي"، ومنظمة "إلى ألأمام" سابقا و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، الذي قضى بعضهم أكثرمن 17 سنة من الإعتقال السياسي، دفاعا عن قناعاتهم السياسية ومن ضمنها حق الشعب الصحراوي في الوجود.كما أن الخطاب المغربي الرسمي لازال يستبلد، المجتمع المغربي، من خلال الإدعاء أن الصحراويين المتواجدين في المخيمات، هم مجرد" محتجزين". مع العلم أن مخيمات اللاجئين، تشهد كل أسبوع زيارة عشرات المنظمات الإنسانية، والوفود الأجنبية.كما أن الأمم المتحدة تشرف على برنامج لتبادل الزيارات بين المناطق المحتلة و مخيمات اللاجئين. وتتواجد أربعة مكاتب ثابتة بهذه الأخيرة، لمنظمة غوث اللاجئين. وهذه الأكذوبة فندها بجلاء الصحفي المغربي الديمقراطي المعروف "علي لمرابط" ليعاقبه النظام المغربي، بالمنع من ممارسة الصحافة، لعشر سنوات جزاءا لجرأته "الزائدة"، كما أن الصحفي أبو بكر الجامعي وجد نفسه مجبرا، على مغادرة المغرب، بعد الضغوطات التي تعرض لها من قبل النظام المغربي، إثر تكذيبه لتقرير مطبوخ حول "جبهة البوليساريو". إن الإجماعية المبنية بالحديد والنار، هي مجرد إجماعية إستبدادية بدائية فارغة أخلاقيا وسياسيا كما أن الشعاراتية الإختزالية، الممثلة في لغة الإجماعات الكاذبة هدفها الأساسي، التشويش على الطابع التحرري والعادل لنضال الشعب الصحراوي، وشحن الأشقاء المغاربة، بشوفينية قاتلة وعدائية، وتحويرالمواجهة، من صراع بين النظام المغربي والشعب الصحراوي، إلى صراع بين الشعبين الشقيقين. و مع ذلك فإن عبقرية هاذين الأخيرين كفيلة، بإسقاط هذا النوع من المراهنات السخيفة.
إن الحكمة السياسية والأخلاقية تقتضي إحترام الشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة المغاربية المآسي الإنسانية، وبناء الخيارات الإستراتجية للمنطقة، من خلال إحترام إرادة الشعوب والأفراد، وليس على "المنطق" الترابي التوسعي، الذي شكل ثابتا في التاريخ السياسي الحديث للنظام الديكتاتوري المغربي.
بقلم سجين الرأي الصحراوي :علي سالم التامك 

أنباء عن مقتل عدنان أبو الوليد

نشرت أكثر الصحف الجزائرية أن قوات الجيش الجزائري شنت عملية بالمنطقة المعروفة بعرق شاش جنوب غرب رڤان، بعد اشتباك مع عناصر مجموعة عدنان أبو الوليد التي كانت متجهة إلى أدرار.
وحسب مصادر مختلفة، فإنه يحتمل أن يكون من بين المسلحين المقضي عليهما أبو الوليد الصحراوي أمير مجلس الشورى والمتحدث الرسمي والقيادي بحركة التوحيد والجهاد النشطة بمنطقة الساحل.
و يعد ابو الوليد الصحراوي أمير مجلس الشورى المتحدث الرسمي لجماعته، أبرز الشباب الصحراوي المنخرط في التنظيمات الجهادية و اسمه الحقيقي"لحبيب" من  قبيلة الرقيبات من عائلة معروفة بالكرم و الشجاعة و الأخلاق الحميدة و التمسك بالدين الإسلامي الحنيف ترعرع في الصحراء الغربية أرضه و أرض أجداده، كنيته: "عدنان أبو الوليد" ، درس بالجزائر حتى نال الشهادة الجامعية يتكلم 3 لغات أجنبية، إنتقل بعد دراسته إلى العمل في اتحاد شبيبة الساقية الحمراء و وادي الذهب، من سكان دائرة الحكونية ولاية العيون خريج جامعي ويتكلم 3 لغات، وقد أكد الذين عاشرو الرجل طويلا خاصة زملائه في الدراسة بالجامعات الجزائرية على طيب خلقه وبساطته رغم انه اختار طريق يختلف الكثيرون معه فيه.

المنظمة الدولية لحقوق الإنسان تنتقد المغرب على محاكماته "غير العادلة" للنشطاء الصحراويين


شجبت المنظمة الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان هيومن رايتس وتش يوم الجمعة العدالة المغربية على المحاكمات "غير العادلة" ضد الناشطين الصحراويين، داعية المحاكم المغربية إلى إلغاء الأدلة المزعومة القائمة "على اعترافات تم الحصول عليها من خلال التعذيب أو المعاملات السيئة".
وفي تقريرها الذي أصدرته اليوم الجمعة أكدت "هيومن رايتس ووتش" الموجود مقرها بنيويورك أن محاكم المغرب "تدين المتهمين الصحراويين بناء على اعترافات تم الحصول عليها من خلال التعذيب أو أنها مزورة من قبل الشرطة"، مشيرة إلى انه لن تكون هناك محاكة عادلة إلا إذا أبعدت المحاكم كل التصريحات التي تم الحصول عليها من خلال التعذيب أو التحرشات.
وتأسفت السيدة سارة ليح ويتسون، مديرة فرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ"هيومن رايتس وتش" قائلة "عندما تحصل الشرطة المغربية على تصريحاتك فهذا لا يعني انه بداية محاكمة حيادية تبحث عن اكتشاف الحقيقة بل معناه انك ركبت قطارا يتجه صوب الحكم بإدانتك".
ويدرس هذا التقرير الذي يحمل عنوان "وقع هنا فقط: محاكمات غير عادلة في المغرب قائمة على اعترافات للشرطة" والذي يضم 100 صفحة يدرس بالتفصيل خمس محاكمات جرت بين 2009 و 2013 وخصت 77 صحراويا منهم خاصة ناشطين يطالبون بالحق في تقرير المصير، مؤكدا أن المحاكم أدانت 76 متهما من بين 77 و أن 38 منهم ما زالوا في السجن.
واكتشفت "هيومن رايتس وتش" في قضايا درستها أن القضاة لم ياخذوا بجدية تصريحات المتهمين بان اعترافاتهم تم الحصول عليها بطرق غير قانونية قبل أن تصبح القاعدة الأساسية لإدانتهم بل الوحيدة.
وصرحت "هيومن رايتس وتش" أن "سلوك المحاكم هذا يشجع الشرطة المغربية على استعمال التعذيب والمعاملة السيئة من اجل الحصول على اعترافات". في حين أن القانون المغربي يعاقب التعذيب ويمنع المحاكم من استعمال كل تصريح تم الحصول عليه من خلال العنف أو الضغوطات ولاحظ التقرير انه خلال المحاكمات الخمسة التي درستها "هيومن رايتس وتش" "لم تدرس المحاكمات بوعي ادعاءات تحرشات الشرطة التي قدمها المتهمون قبل قبول اعترافاتهم كدليل رئيسي لادانهتم".
وأكدت المنظمة الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها أنها تابعت سير المحاكمة ودرست الوثائق الرسمية للمحاكم وتحادثت مع محاميو الدفاع وأدرجت في التقرير معلومات أخرى. و"وصف العديد من المتهمين الصحراويين لهذه المنظمة الدولية كيف تعرضوا للضرب وهددوا من طرف الشرطة خلال استجوابهم وكيف أرغموا على توقيع تصريحات لم يتم السماح لهم بقراءتها ورفضوها فيما بعد أثناء مثولهم أمام المحكمة في حين أن متهمين آخرين تمكنوا من قراءة تصريحاتهم وأكدوا أن السلطات زورتها لكي تورطهم في الجرائم"، حسبما أوضحت هذه المنظمة غير الحكومية.
وأشارت المنظمة من جهة أخرى إلى أن أغلبية الحالات التي درستها لم يحصل المتهمون الصحراويون على محامي سواء قبل أو بعد استجوابهم أو عندما قدمت لهم الشرطة تصريح لتوقيعه. "وعندما كشف المتهمون لقاضي التحقيق عن أعمال العنف الجسدية التي تعرضوا لها أو لقاضي المحكمة "لم يفتح القضاة أي تحقيق وفي بعض الأحيان رفضوا هذه الادعاءات قائلين أنهم لا يرون أي اثر في جسم المتهم أو انه كان عليه تقديم هذه الادعاءات من قبل" تضيف المنظمة.
وأكد التقرير انه في قضية أمر فيها النائب العام بإجراء فحص طبي للمتهمين "كل الوقائع تفيد بأن الفحص الطبي كان سطحيا وبعيدا عما تفرضه المعايير الدولية". وعلى أساس هذه المعاينة قدمت المنظمة غير الحكومية العديد من التوصيات للعدالة المغربية تحثها أولا على ضمان أن يتم إعلام كل الصحراويين المحبوسين فورا بحقهم في الحصول على خدمات محامي والسهر على أن تعطي المحكمة للمتهمين الصحراويين حقيقة فرصة قراءة المحضر الشفوي للشرطة ورفض أي تغيير في الأقوال وتقديم في أي وقت من التحقيق أو المحاكمة ادعاءات بالمعاملة السيئة أو التعذيب أثناء الحبس.
وطالبت بضمان أن تدرس المحاكم كل ادعاء بالتعرض للتعذيب يقدمه المتهمون الصحراويون ورفض كدليل كل تصريح تم تحت التعذيب مثلما ينص عليه القانون المغربي وأن يحيلوا اتهام التعذيب -الذي يعتبر جريمة- أمام النيابة العامة. وطالبت "هيومن رايتس وتش" من جهة أخرى السلطات المغربية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين الصحراويين ال21 لمجموعة اكديم ازيك والمعتقلين الـ17 في قضية بليراج الموجودين حاليا في السجن أو منحهم محاكمة جديدة وعادلة.
وبخصوص متهمي اكديم ازيك اقترحت المنظمة غير الحكومية أن "كل محاكمة جديدة يجب أن تجري أمام محكمة مدنية بدل المحكمة العسكرية التي أدانتهم المرة الأولى".

لا قضية للمغرب، ولا ذنب للمغاربة

في مقال سابق، حاولت تسليط الضوء على بعض المفاهيم حول الصراع الصحراوي المغربي الذي طال أمده، فالنظام المغربي يراهن على " شوارب جمل" متى تسقط، أو محاولة " تطياب الصحراويين فآفار" علهم يتساقطون الواحد تلو الآخر تحت حجج خلافاتهم أو طمعهم أو فقدان أملهم في قضية تتطور فعلا لكنها تواجه انسدادات كلما لاح في الأفق بصيص حل نتيجة تعنته، والصحراويون يراهنون على دماء وتضحيات قدموها في سبيل حقهم في تقرير المصير والاستقلال الوطني، فالدم عندما يسيل معناه اللاعودة مهما كان الثمن غاليا، والذي تعتبر الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كيانهم الوطني الجديد أهم بواكير نصره فهي التي لملمت شتاتهم وانتقلت بهم من شعب بدوي ممزق، فقير يعيش على فتات " الزون" أو " ليسعاف" في البلدان المجاورة إلى شعب موحد، مسيس، تتضح مطالبه، وتتضح له آفاق المستقبل.
صحيح أن الأمور ليست بالبسيطة خاصة أمام الجيل الجديد أو جيل مابعد وقف إطلاق النار 6 سبتمبر 1991، كون الحرب التي عاشها الشعب الصحراوي في مواجهة الإحتلال المغربي حوالي عقدين، قد ألغت كل الإنشغالات الطبيعية للناس، فإنصهر الكل في تلك الحرب التي يعيش الكثيرون اليوم على ندم وحرقة توقفها، إنطلاقا من مبدأ أن ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بها.
الكثير من تلك الإنشغالات طفت بشكل كبير على السطح، لاسيما على مستوى تشغيل الشباب وإحتوائه وتحقيق له أدنى المطالب لحياة مقبولة في المخيمات، فالأزمة الإقتصادية العالمية تثقل كاهل الدول المانحة وتنعكس بالتالي على الدعم الإنساني الذي بالكاد يساهم في ضمان الحد الممكن من الأولويات الغذائية والتربوية والصحية، على الرغم من ذلك، لايزال النظام المغربي يخطئ في حساباته ومعالجته لملف هذه القضية، الأمر الذي يجعلني دائما أكرر أنه آن الآوان فعلا للأشقاء المغاربة من مثقفين وإعلاميين أن يدركوا أهمية دورهم في تنوير الرأي الوطني المغربي، بل وإيصال وجهة نظرهم الشجاعة حول ملف ليس" بالوطني"، ولايدخل في مجال الإنشغالات العادية للإنسان المغربي اللهم إلا من باب مايخلقه من إرهاق لميزانية الشعب المغربي سواء في خلق " لوبيات" أمريكية وأوروبية أثبتت عجزها عن إخراج القضية الصحراوية من خانة الشرعية الدولية كما عجزت عن إقناع الرأي العالمي بصحة الأطروحة المغربية المتجاوزة خاصة عندما يتعلق الأمر بتعليق المشكل على الشماعة الجزائرية، تماما كما أرهقتها بالأمس القريب متطلبات الحرب الجائرة من إمكانيات مادية وبشرية كان أبسطها من حيث العدد آلاف الأسرى المغاربة الذين قضوا أجمل سنوات شبابهم في الأسر لدى جبهة البوليساريو، وعلينا أن نتصور الخسائر المترتبة عن ذلك على مستوى كل واحد وعلى مستوى أسرته دون أن نتطرق إلى موت وفقدان الآلاف كذلك في حرب خاسرة أقتيد لها أبناء فاس ومكناس والدار البيضاء وأقادير ووارزازات وغيرها، فماذا صنع هؤلاء في تلك الحرب وهل بالفعل حققت نصرا للنظام المغربي أو حسمت الصراع لصالحه؟ وإن كان الأمر كذلك، فما معنى توقيعه لقرار وقف إطلاق النار مع جبهة البوليساريو تحت شهادة ورعاية الأمم المتحدة والذي ترتب عنه وجود البعثة الدولية لتنظيم الإستفتاء بالصحراء الغربية( مينورصو).
هذا الميكانيزم الذي لازال عاجزا لاسيما في مجال الإقرار بالإنتهاكات السافرة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، لكنه يبقى رغم كل شيء شاهدا حتى وإن كان أبكا وأصما وأعمى كما تفنن في وصفه الشباب والطلبة الصحراويون الذين قادوا حملة دولية لتعريته عبر العالم.
المهم أن الكثير من الأقلام المغربية تحاول معاتبة المخزن لأنه لم يوفق في التعاطي مع ملف الصحراء الغربية لحد مطالبته بمراجعة مقارباته الأمنية والتنموية في ما يسمونه" بالأقاليم الجنوبية".
إن الفشل المخزني سيظل قائما مهما كانت التصورات والمقترحات، ومهما كانت الرؤى والأفكار، لأن المشكل في أصله يظل بعيدا كل البعد عن هكذا معالجات حتى وإن تعلقت بالجهوية الموسعة والتقسيم العادل للخيرات، والإحترام المطلق لثقافة وهوية الصحراويين، والتركيز على مفهوم " الكرامة" عندهم لأن الصحراوي " يشبع بأذنه لا ببطنه" كما يعتقد البعض، لكن عن أية كرامة يتحدث هؤلاء أمام ما يعانيه شعبنا في الأرض المحتلة من ممارسات حاطة بالكرامة، إغتصاب النساء والرجال، السحل في الشوارع، الرمي في المناطق النائية، قطع الأرزاق، الإهانة اليومية للناشطين والناشطات الحقوقيين، مداهمة حرمة المنازل والعبث بممتلكات الناس، بعد رصيد لايحسد عليه النظام المغربي من الظلم والتعسف لازالت ذاكرة الكثيرين تختزنه من المختفين والمعتقلين في قلاع الموت الرهيبة بمقونة وآقدز والبيسي سيمي، والسجن لكحل، مرورا بسجون القنيطرة وآيت ملول وتيزنيت وسلا مقصلة الحياة أين يقبع اليوم أبطال "أقديم إزيك".
إن حل قضية الصحراء الغربية، وهذا ما على الأحرار المغاربة إدراكه جيدا، لايتعلق بحلول إقتصادية أو إجتماعية تضمن " الخبز" للشعب الصحراوي، وإلا مامعنى إنتفاضة " أقديم ازيك" التي أدت بالنظام المغربي إلى الإدانة الدولية لما إرتكبه من حماقات وتجاوزات جعلته يرتد إلى عهود بالية، مؤكدة للعالم أن المغرب الحديث، مغرب المصالحة والديمقراطية ماهو إلا أضحوكة مفبركة يستأنس بها النظام لنفسه، ويبيح بها لعشاقه إمكانية الشبع من " طاجين سلاوي" الشهي والشاي المنعنع على مرأي من جياعه ومتسوليه.
القضية الصحراوية، قضية كل الصحراويين المؤمنين بحتمية النصر، مهما إختلفت وجهات نظرهم حول واقعهم اليوم وماتشوبه من شوائب أفرزها طول الإنتظار لهذا يتناثرون بحكم السلام الذي قبلوه على مضض، لكنهم يجتمعون وقت الشدة، لهذا يصيغون عبر إنتفاضة الإستقلال المباركة بالأرض المحتلة روائع معركتهم السلمية، وهي رؤية جديدة للمقاومة إستوعبها الصحراويون الذين شهد لهم بالتفنن في القتال والجهاد، وهاهم اليوم يتفنون في ترويض السلام لصالحهم.
وخلاصة القول أن كل الحلول المغربية التي قدمت إلى حد الآن، ومن أبرزها " حل الحكم الذاتي" لن تجدي نفعا وإن فرضت بأي شكل من الأشكال فلن تكون إلا " عملية قيصرية" ضد إرادة شعب ومحاولة لإبادته من جديد، والأخطر أن المشكل سيظل قائما مالم تحترم إرادة هذا الشعب في تقرير المصير كون ذلك هو القاعدة المشروعة لحل جذري ونهائي لهذا الصراع ورسائل الإنتفاضة وتشبث الجيل الجديد من الصحراويين بهذا الحق مهما كان عتابهم للجيل الأول وكيفية تعاطيه مع الحل السلمي وتسيير المؤسسات الوطنية بحكم أن لهذا الجيل الجديد نظرته الموضوعية للنقد والتغيير وتصوره الناضج لشكل الحكم والدولة أمر يعزز ثقتنا في حفظ القضية الصحراوية وتعاقب الأجيال لإنتزاع هذا الحق المشروع اليوم وغدا. أما مسألة الديمقراطية في المغرب فهذا شأن مغربي على المغاربة وحدهم فرضه بأساليبهم المتاحة إنطلاقا من خصوصيتهم التاريخية والسياسية.
بقلم: خديجة حمدي.


أكثر من ثلاثين جريح، وحالة لتحرّش الجنسي، أثناء تفريق مظاهرتين سلميتين مساء السبت بالعيون المحتلة ـ شريط فيديوـ

أفادت شبكة مراسلي ميزرات الإعلامية الإلكترونية من العيون المحتلة، في إطار تغطيتها الإعلامية لمظاهرات السبت 22 يونيو/ حزيران 2013، والمتزامنة مع زيارة وفد أوروبي رفيع يتقدمه مجموعة الديمقراطيين الأوربيين بالبرلمان الأوربي ، أقدمت سلطات الاحتلال المغربي الى تفريق مظاهرتين سلميتين مطالبتين بتقرير المصير والاستقلال وحماية أممية من آلة البطش والقمع المغربية ، هتين المظاهرتين إنطلاقتا في وقت متزامن من مساء السبت ، الأولى دعت إليها تنسيقية الفعاليات الحقوقية الصحراوية وانطلقت من شارع مكة، والثانية دعت إليها تنسيقية ملحمة أكديم أيزيك للحراك السلمي وإنطلقت من أمام حي معطلى.
قوات القمع المغربية بمختلف أجهزتها الأمنية من بوليس بزي مدني ورسمي مدعمت بعشرات الآليات، هاجمت المتظاهرين الصحراوييـــــن بالقوة المفرطة، مستعملة فيها رمي المتظاهرين بالحجارة والضرب المباشر بالعصي، إضافة إلى السب والشتم و الإهانة بل وحتى التحرش الجنسي، مما أدى الى إصابة ما لا يقل عن 30 جريح ونذكـــــَـــــر منهـــــَـــــم : بشريا أباهي، مريم البورحيمي، بابيت عائشة، إزانة اميدان، بيزا أعزيزة، لفقير محفوظة، السالكة أندور، جعفر أنكية، سيدمو حسناء، عبد الصمد أيوب، كبارة بابيت، سلم نومريا، علالي بوتكيزة، بمبا لفقير، لحبيب الصالحي، أعلي سالم بابيت، بوكرفة عبد الرحمان، أحمد سالم لفقير، حمادي الفخار، نصرة اميدان، عيادة اميدان، فاطمة اميدان، صالحة بوتنكيزة، الكنتاوية بابيت، خديجتو الدويه، أم لخوت لعروسي، حديدهم لعروسي، حدهم فريك، خديجتو شيخي، مصطفى الدويه، باهية اللود، أسماء مخلص، لمات زغمان، السالكة منت اعلي سالم البلال، خديجة الدويه، كما تم توقيف براهيم المذكوري.
ولم يكتفي الأمربالقمع والترهيب فقط بل وصل حد التحرس الجنسي بالنسائنا، وفي هذا الصدد ٬ قالت الناشطة الحقوقية الصحراوية إزانة اميدان٬ خلال حديثها لمراسل شبكة ميزرات ان قوات من الشرطة الخاصة، قامو بالتحرش الجنسي بها أثناء توقيفها مؤكدتا أنهم قاموا بنزع ملابسها وجرها وتهديدها بالاغتصاب.
هذا والتزم المتظاهرين الصحراويين بالتظاهر السلمي، وذلك تمسكا منهم بسلمية مظاهرتهم، ولاثبات وحشية قوات القمع التي اصيبت بهيستيريا شديدة توجسا منها من حراك الشارع الصحراوي.
من جهة أخرى عمدت سلطات الاحتلال ايضا الى محاصرة مستشفى الحسن بن المهدي حيث تم نقل عدد من المصابين إليه.
كما عمدت سلطات الاحتلال منذ الساعات الاولى ليوم السبت إلى قطع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من مدينة في محاولات يائسة قُصد التشويش .

الولي لم يمت

يحتفل الشعب الصحراوي هذه السنة بمرور أربعين سنة على تأسيس رائد كفاحه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب ذلك الإشعاع الحضاري الذي نقل الإنسان الصحراوي من ظلمات الجعل و التفرقة إلى نور العلم و' الوحدة الوطنية ' ,كما يحتفل هذا الشعب اليوم بالذكرى السابعة والثلاثون ليوم الشهيد وهو الذي (الشعب) لا يكاد يخلوا بيت من بيوته من شهيد أو اثنين من قوافل الشهداء الذين عبدا بهم طريق الحرية و الانعتاق و لم يزده ذلك إلا صرارا على مواصلة النضال , رغم كل المؤامرات التي يتعرض لها ,فبإصراره استطاع أن يحبط كل محاولان القدر و الخيانة و أن يضرب مثلا في التحدي و العزم, فرحم الله جدتي التي كانت دائما تقول عند ما ندعوها للخروج إلى البادية وقد اشتدا عليها المرض " لن اخرج إلا إلى احد الوجهتين إما العيون حرة مستقلة و إما مقبرة السمارة.
كما لا يكاد ينتهي أي حديث عن الثورة دون أن يتوقف أو يضرب مثلا بشهيد الحرية و الكرامة, قائد وملهم كفاح شعبنا العربي المسلم في الساقية الحمراء وواد الذهب ' الولي مصطفي السيد ' و منها مثلا انه كان متواضعا و كان مثابرا مؤمننا بقدرة الشعب الصحراوي على صناعة التاريخ و منها انه كان ذكيا و مجتهدا و كان صارما و و و ومنها ما سمعت ذات مرة و أنا اجلس بالقرب من المذياع (أراديو) بمناسبة احد الاحتفالات بيوم الشهيد فتحدث من كان خلف المذياع فقال "يحتفل الشعب الصحراوي اليوم بيوم استشهاد ابنه البار ...و أضاف ضريح و قبره مجهول ..." ولم افهم بسبب صغر السن وقتها معنى هذا الكلام مما دفعني إلى الاستفسار من من كانت بجانبي فأجابتني انه " لا يوجد مكان مؤكد على انه قبره...وأضافت بشي من الرجاء ربما لم يمت..." و منذ ذلك الوقت و أنا اعش على وقع انه مازال على قيد الحياة وانه سيعود ذات يوم.
فمن قال انه مات الولي هو من كان يقود معارك جيش التحرير البطولية التي خاضها ضد العدو الغربي و الاسباني من قبل و أذاق العدو الهزيمة كاس حنظل تجرعها في أكثر من مرة في الخنكة و اخواتها .
الولي كان يؤمن بالعنف الثوري ولأنه كان يتخذ من العنف الثوري وسيلة لتحرير شعبه فمن المؤكد انه لن يكن راضي عن فكرة وفق إطلاق النار مما دفعه إلى تأجيل ظهوره و فضل قيادة العمل الثوري من المدن المنتفضة ضد العدو فالولي هو من قاد الانتفاضة من الطنطان و من قليمم وهو من قادها من العيون و من الداخلة و من السمارة و من بوجدور , الولي هو من خطط و من نفذ المعركة "اكديم ازيك " , الولي هو من فتح المفاوضات مع الاحتلال الاسباني و الجبهات مشتعلة و يد الولي مع يد المفاوضين , الولي استطاع أن يخلد في أذهان الشعب الصحراوي و أن يسكن قلوب كل الصحراويين ألانه أمنا بقدرة الإنسان على الخلود فسخر نفسه خدمتا للجماهير, فمن منا لم يسمع الكلام المأثور الذي يكرره كل الشعب و الذي مفاده انه الو كان الشهيد الولي بيننا اليوم لكان بالمكان أفضل مما كان .
الولي لم يمت لأنه لم يكن لمجموعة أو حزب أو تنظيم يل عاش من اجل الشعب و قد امن بأجود الشعب و انه لا تنظيم إلا لتنظيم السياسي للجبهة فالولي لم يمت ألانه صدق عند قوله "إذا أردت حقك يجب أن تسخاء بدمك " فسخاء بدمه و صدق قوله مثل ما صدق المحفوظ اعلي بيبا في قوله " إذا أراد الصحراويين أن يكون مغاربة فانا لان أكن مغربي... ".
الولي لم يمت ألانه اختار و رفاقه أن يموتوا موحدين ولا يعيشوا متفرقين فهم لن يموتوا ألانهم أسسوا لفكر سيظل واقف مهما حاول العدو عبثا.
فالولي لم يمت فقد أراد له الله عزا وجل أن ببقاء مع شعبه إلى الأبد, فقال عزا من قائل " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170 " فهو اليوم ينعم مع رفاقه أمثال الشهيد حماد و الشهيد وليد و بيكا و سيدي حيذوك و سيد براهيم بصيري و المحفوظ والخليل وكلهم في جنان ألخلدي وهم لا شك يشاهدون من حيث لا ندري ما أصاب القضية الوطنية من فتور و لو سألناهم لكان عندهم جواب لكل إبهام و جوابهم " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"
بقلم: محمدعمار محمد سالم

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

سلطات الاحتلال تمنع بالقوة تنظيم مظاهرة لتنسقية اكديّم إيزيك، مخلدة لذكرى انتفاضة الزملة التاريخية بالعيون المحتلة

أفاد مراسل شبكة ميزرات الإعلامية الإلكترونية من مدينة العيون المحتلة ، مساء اليوم الأثنين ، ان سلطات الاحتلال المغربية لجأت لمنع مظاهرة لتنسيقية اكديّم إيزيك للحراك السلمي ومجموعة من الفئات المنضوية تحتها، من تنظيم مظاهرة سلمية تخليداً لذكرى الثالثة والأربعين لانتفاضة الزملة التاريخية، وتكريما لرائدها الفقيد البطل محمد سيد براهيم بصيري.
المتظاهرون الصحراويون الذين انطلقو في حدود الساعة السادسة حسب التوقيت المحلي الخامسة حسب غرينتش من شارع السمارة، حيثلم يتمكو من الوصول إلى المكان المخصص لهذه المظاهرة، بسبب الحصار المضروب على المنطقة، والذي أشرفت عليه مختلف الأجهزة الاستخباراتية بشكل أدى بالمحتجين الى نقل احتجاجهم السلمي إلى مكان آخر خاصة، خاصة في شارع مزوار، وشارع ددش، قبل أن يفاجئوا مجددا بمنعهم ومصادرة حقهم في التعبير والتظاهر للمطالبة بالحرية والكرامة واختفاء نظام الاحتلال.
واستمرارا منها في نفس السياسة القمعية، عمدت عناصر الشرطة والقوات المساعدة إلى مهاجمة عشرات المواطنين الصحراويين، وهو ما أدى بحسب اللجنة الإعلامية لتنسيقية ، إلى إصابة مجموعة منهم وأغلبهم من النساء بجروح متفاوتة ويتعلق الأمربــ ـ لحبيب الصالح،بوصولة محمد، حمادي الفخار، سيد القطب السباعي، أحمد لحويج،مكبولة حماد،حدهم لعروسي،يهديها البلال،محفوظة لفقير،سلم نومريا،فاطمة التيقي،إزانة أميدان.
هذا و تظل سلطات الاحتلال بمختلف أجهزتها تواصل حصارها لمختلف الأحياء والساحات والأزقة والشوارع، بهدف مصادرة الحق في التظاهر السلمي لمختلف الفئات والشرائح السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بسبب مطالبتها العلنية بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستفادة من الثروات الطبيعية للصحراء الغربية.

فرار الرئيس و عجزه عن مواجهة المواطنين

على جانب الإحتفال المحتشم المخلد للذكرى العظيمة 17 يونيو التاريخية، تظاهر مجموعة من المواطنين الصحراويين أصحاب البشرة السوداء من أنصار مجموعة حرية و عدالة أمام وزارة الثقافة الصحراوية أين عقدت ندوة فكرية، يرددون شعارات مطالبة بحريتهم و لقاء الرئيس، و بعد محاولة فاشلة لدخول الوزارة، تمكن المتظاهرين من تطويق بوابة وزارة الثقافة، حيث حاول الرئيس الخروج لهم و لكنه تفجأ بذلك الزخم الجماهيري المتجه نحوه مما أربكه و سارع بالفرار إلى داخل الوزارة، و بعد دقائق لاذ الرئيس بالفرار مجددا مسرعا و غاضبا من الباب الخلفي لوزارة الثقافة متخفي بين المارة من المواطنين نحو سيارته الواقعة في مقر الشبيبة الصحراوية أين كانت العروض المخلدة للحدث.
و في وقت كان على الرئيس العائد منذ أيام من بلد الديمقراطة الولايات المتحدة الأمريكية و إحترام حقوق و كرامة الإنسان، أن يستمع لمطالب مواطنيه، هم بالفرار غير مبالي و لا مستمع لمطالب مجموعة من المواطنين الصحراويين في واضح النهار، متنكرا لمطالبهم المشروعة في الحرية و الكرامة أو على الأقل الإستماع لمطالبهم.
لكن الطريقة العنيفة التي تظاهر بها المحتجون أمام الوزارة لم تكن سليمة حيث كادت تسقط معها أبواب الوزارة، كما لم تكن في مستوى مطالبهم من أجل الحرية و المساواة، و كذا إفساد نكهة رمزية الحدث و التشويش عليه، وهو ما إستنكره المواطنين المشاركين في الحدث الذي يصادف الذكرى ال43 للانتفاضة 17 يونيو1970 بحي الزملة وسط مدينة العيون، الحدث الذي يعتبر نقطة تحول" مفصلية" في تاريخ الحركة الوطنية الصحراوية الذي لعب فيه مؤسسها الفقيد الشهيد محمد سيد إبراهيم بصيري، دورا محوريا في مواجهة السلطات الاستعمارية الاسبانية بطريقة سلمية عبر مظاهرة مطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الصحراوي.

عباد الأطماع الوقحة داخل البرلمان

إن من يتابع اليوم ما يحدث في البرلمان الصحراوي ومتملقيه الأشداء في خيانة تطلعات الشعب المسكين و تمحيص أفعالهم الرخيصة المتناقضة و الداعمة لسلطة الفساد في أول النهار والقسم على الولاء لها مساءه، يدرك ببساطة هشاشة هذه الطبقة و ضعفها المتمسكة بأظافرها التي لم تعرف التقليم يوما خوفا من السقوط، بعد تبين جشعها وعدم مسؤوليتها إتجاه المواطن البسيط من شدة طمعها و خوفها من تجميد نفقاتها المتحصل عليها تملقا و تزلفا، فالطامع والخائف لا يصنعان الحرية قطعا و إنما يرسخان الخنوع و التشرذم و الإنقسام المدفوع بالتعصب الفردي و القبلي، ليس فقط في البرلمان و إنما سيرمي بظلاله إلى داخل الشعب و مستقبل القضية .
لقد إتضح زيف وطنية مثل هؤلاء، يوما بعد يوم تثبت هذه الفيئة عظم نفاقها و زيغ سعيها، وضعف بنيتها و مطالبها الباطلة بعد تجردها من إنسانيتها و سقوطها نحو الحضيض و الهاوية و تساقط أوراقها في واضح النهار.
إن ما يحدث اليوم هو خديعة كبرى ومؤامرة دنيئة ضد الشعب الصحراوي ونوابه الأحرار
، يقودها سفراء الحكومة في المجلس لتعطيل مؤسسات الدولة و البرلمان أولها، وإنهاك مواردها وطاقاتها، واستنزاف أوراق قوتها وشغل الرأي العام فيها بصراعات تغدي تحالفات بين لصوص المال العام وأباطرة الفساد والتطبيع مع الحكومة في كل شيء حتى و إن كان ذلك على حساب المواطن المريض الذي يأكل المرض الخبيث جسمه و يتلاعب أرباب التملق و النفاق عديمي الأنسانية و الأخلاق بمصيره، مثلما لا يترددون  في التنكر لمسيرته و تضحياته، لكن المسرحية بمشهدها الهزيل الهادفة إلى صرف النظر عن هموم المواطن الغارق في الفقر والعجز عن توفير أدنى احتياجاته والمنهك بالأمراض والجهل و الإحباط و ضبابية المصير ، لن تنطبق بعد اليوم على الأحرار داخل المجلس، الشرفاء المتمسكين بالحق و قوة الحق، و حكم القانون المستوحى من قيم الإنسانية النبيلة و الهوية الصحراوية القحة و الصامدة و الوفاء للعهد المرسع بتضحيات الشهداء الأبرار .
وهي سانحة أحيي فيها رواد التجارب المريرة في إعلاء صوت الشعب، وأشد على أيديهم، مثمنا أهمية دورهم  في الرقابة و كبح المفسدين، و نهنيئهم  كنواب تدفعهم الغيرة على الوطن من أجل المواطن و الشعب، رافضين إذلال كرامة الشعب معلنين الثبات و الصمود كالشجر من أجل الحق أمام التاريخ  .
إن الخطة الفاشلة الرامية إلى تتبع الحكومة في كل ما تشتهيه  من ما طاب و لذ والعمل على تكريس واقعها المر دون إرادة الشعب الرافض لكل ملفات الفساد و التي يبقى أهمها ملف المخدرات و إمتداده، و وضع حالات الإنتظار المرضية وارتفاع الأسعارالمستشري، وملف التعليم المعقد و الإحصاء و حرب التعدين و أكاذيب الخارجية التي لا تقف و لا يكل أصحابها في تجديدها زورا و الناس تموت، ما من مغيث ولا حسيب ولا رقيب، كلها معوقات كانت أولى أن تكون مدار حديث الساعة و الإهتمام و المناقشة داخل المجلس، لكن رفض عرضها للنقاش زاد من حدة الإحتدام و عمق الصدع و نسف بقايا الحرية و الإنسانية و الواجب الأخلاقي و الديني للفيئة التي أرادت أن يكتب لها التاريخ صفحة سوداء تعانق فيها و تتضامن مع سلطة الفساد، إذ كيف تخول لهم أنفسهم وهم صوت الشعب فعل العار و التنكر لمن منحوهم ثقتهم أملين في رد الإعتبار من أجل المصلحة الوطنية التي عٌرف منذ هذه اللحظة أهلها الذين يسيرون إلى الوراء  كلما حاول رفاقهم الأحرار التقدم إلى الأمام.
إن صراع بين نواب المجلس أبان عن فيئة عباد الأطماع الوقحة داخل البرلمان الصحراوي تدور أطماعها النذلة بين أقطاب الفساد الممنهج الذي يجسده الوجه الحقيقي المنحط لهذه الفئية التي أصبحت تعرف بمُداح الحكومة، كما يجسد العجز الحقيقي و المتفاقم للبرلمان المنهك و المنقسم كرها بين من أضحى طرفا تابعا في صراعه مع الحكومة من أجل خدمة الفساد، و مدافع حر عن تطلعات الشعب.
لقد بات واضحا أن أنصار الحكومة في المجلس تقف على لغم يكاد ينفجر في أول محاولة للتحرك عندما طبلت للأزمة فبكت على عجزها و سارعت في تقزيم دورها لتكون بذلك ضحية ظلم واستهداف سياسي بشع يشتت وحدة المجلس، ولم تجد متسعا من الوقت لتكتشف أن ما يجمعها من روابط  أكثر مما يفرقهما، وأنهما في النهاية حتى لو تعاركت بعنف ودموية، لا يمكن لأي منهما الاستنجاد بالحكومة التي تملك رقاب معظمهم بالمال.
لكنه بات من الواضح و نحن نتابع معارك فرقاء المجلس، أنه يحز في وجداننا أن يظل المواطن الصحراوي يسدد فاتورة الأطماع الوقحة بين الحكومة و زمرتها داخل المجلس الذي يعد واجهة للدفاع عن الشعب وليس لظلمه و التقطرس عليه .
ومن المهم بما كان أن نقول للصحراويين أنظروا لمن منحتموهم ثقتكم، إنها فيئة تصارع فقط من أجل مصالحها، كما يدفعها العناد المتخلف و المنحط إنسانيا و أخلاقيا، فهل يمكن التعويل على من أذاب هموم البلاد والعباد في صراع من أجل المادة و التمصلح؟.

 بقلم: برلماني سابق.

لماذا لم تستأنف تمثيلية التشيك عملها ؟ وماذا فعل الوزير بميزانيتها؟

إن هذا الموضوع ماكان لينشر عبر مواقع الأنترنت إلا بعد ما أوصد الوزير الأبواب وأصم الأذان وضرب بمقررات وتوصيات المؤتمر الشعبي العام للجبهة عرض الحائط، وأدار ظهره لدستور وقوانين الجمهورية الصحراوية، وركل برجله اللوائح المنظمة لعمل السلك الدبلوماسي الصحراوي، مستغلا في ذلك هشاشة التنظيم السياسي، حيث غابت المراقبة والمحاسبة، ومستفيدا من عدم وجود محاكم ذات مصداقية ونزاهة تستطيع تطبيق القوانين بموضوعية، ومتسللا عبر الثغرات التي تثقل كاهل التشريع الوضعي الصحراوي، و أفدحها عدم سن قانون إداري يلجأ إليه عندما تكون الدولة طرف في الدعوى القضائية، ولنذكر الوزير أنه إذا نهج طريق التعالي على الهيئات التنظيمية، ولم يعر إهتماما لمؤسسات الدولة فإننا نحن نعيش على وقر ما رضعناه من أمهاتنا العريفات، بأن للثورة هيئة مراقبة، ومجالس إنضباط تحاسب كل المناضلين على أخطائهم دون تمييز، ونؤمن حسب الأعراف و المواثيق الدولية أن للدولة محاكم تسهر على حماية المواطنين و إقرار العدالة، وندرك بأن للبشر أسلوبه الخاص في إستفاء الحق بالذات، ونقر أنه ( أي إستفاء الحق بالذات بعد فشل أساليب التفاهم) ثقافة الأباء و الأجداد عبر مسيرتهم التاريخية والتي ليسا وليدة 1973، و قبل اللجوء إلى مجالس الإنضباط و ولوج أبواب المحاكم أو إستفاء الحق بالذات نحتكم إلى الرأي العام الوطني، ولكي يكون الحكم موضوعيا لابد من توضيح أسباب عدم إستمرار تمثيلية التشيك الأوروبية في ممارسة عملها وهي كالأتي :
ـ عندما عين ممثل للجبهة بجمهورية التشيك بمرسوم رئاسي التحق فورا بمقر عمله، ونتيجة لطبيعة قوانين العمل بالدول الأوروبية كان لابد من الحصول على بطاقة الإقامة تؤمن بها وجودك وتمكنك من ممارسة نشاطاتك بحرية، ومن هذا المنطلق عمل الممثل على إستخراج وثيقة الإقامة وبذل كل الجهود في سبيل ذلك، وكان العائق الوحيد أمام تحقيق هدفه هو إيداع مبلغ مالي في حسابه البنكي ( وللعلم فإن المبلغ المطلوب أقل بكثير من تكاليف مهمة وزير الخارجية إلى أقرب دولة للجوء وهي موريتانيا!!) أبلغ الممثل جهته التنظيمية بالموضوع لكنها لم تستجيب له فإضطر إلى مغادرة مقر عمله، خوفا من الإجراءات القانونية التي قد تطبق في حقه ومنها " الترحيل القسري أو السجن و الغرامة" .
وبعد تشكيل اللجنة المكلفة بإعادة هيكلة السلك الدبلوماسي و التي إستبشرها الشارع الصحراوي لأنها ستعتمد الأسس العلمية و القانونية الكفيلة بدفع عجلة الدبلوماسية الصحراوية إلى الأمام بعد سنوات عجاف تخللها التقوقع و الضعف، كما إبتهج لها الوزير لأن الأمر وضع بيده و الصلاحيات أعطيت له بعد ما كان يروج في خاصيته أن الأمر الناهي في ملف الخارجية هو الرئيس، وهو مجرد "محقن الرواية ما إميل ما يقعد" فظهرت بصمته في التعينات الأخيرة، المانيا بحكم القرابة و فنزويلا بعامل الصداقة وفي التمثيليات بإسبانيا، أما في التشيك فتأسد الحمل الوديع فعرقل إلتحاق الممثل بعمله وتلاعب بميزانيته أخذا بمعيار الكيل بمكيالين .
ونواصل توضيح قضية تمثيلية التشيك لنؤكد بأن أحد أعضاء اللجنة المشار إليها أنفا إتصل بالممثل و أبلغه بالمبررات التي سردها الوزير حول عدم ممارسة التمثيلية لعملها، ملمحا أن الأسباب ذاتية تتعلق بالممثل فرد الممثل بالنفي القاطع وفند ماجاء على لسان الوزير، فلجأت اللجنة إلى الإجتماع بالممثل والوزير معا وعندها إقتنع الوزير وتعهد بتذليل الصعاب ومنها :
ـ تجديد جواز سفر الممثل ( وحتى الأن لم يجدد الجواز وهذا غير مألوف في عرف الدبلوماسية الصحراوية ) حيث لا تتجاوز إجراءات تجديد جوازات أعضاء السلك الدبلوماسي شهرا) .
بعد ذلك سافر الممثل إلى الجزائر العاصمة لمتابعة الموضوع عن كثب إلا أنه فوجئ بأن الوزير قد تصرف في ميزانية التمثيلية حسب أهوائه، فحاول لقاء الوزير لمناقشة الموضوع لكن الوزير تهرب وبقي الموضوع مفتوح إلى حد الساعة .
وهنا نذكر الوزير بأن سياسة الكيل بمكيالين لا ينطلي على أحد خاصة العارفين بك وبمراوغاتك و تثعلبك !‼ و لكيف تصرف الوزير بالميزانية على أنه قانونا يعتبر إختلاسا وشرعا عرفا يسمى "سرقة"، لذا فإننا نطالب الوزير بإرجاع الميزانية إلى خزينة الدولة و إلا فإن القضاء الصحراوي لا يمكن أن يدفع بعدم إختصاصه في نظر الدعاوي المرفوعة أمامه بخصوص الإختلاس و السرقة، وبهذه العبارة نختم الموضوع ونترك الحكم لمن قرأه أو سمعه، ويبقى الصراع مع الوزير مفتوح على أبوابه التنظيمية و القضائية و الشخصية حتى إقرار العدل و إرجاع الحق إلى أصحابه و ليتضح لسيادة الوزير أننا لسنا الحلقة الضعيفة التي تمكنه من فعل ما يحلو له.
بقلم : عبد الودود ولد ميارة .

الاسرى الصحراويين بموريتانيا المنسيين

عندما خرجت اسبانيا من الصحراء الغربية في خريف عام 1975 كان الوضع على الارض عبارة عن نكبة حقيقية. كان هناك جيشان مدججان بالسلاح و زاحفان من الشمال و الجنوب كأنهما ملقاط متربص للانقضاض على الارض. و بين هذين الجيشين كانت هناك موجة بشرية جائعة، عطشة، منهكة و متجمدة من البرد أغلبها من الاطفال و النساء و العجزة تائهة في الصحراء و بدون من يحميها الا بضعة رجال من وحدات البوليساريو الصغيرة و التي كانت تعمل فوق طاقتها.
في خضم تلك الفوضى العارمة كان على البوليساريو معاينة و ايواء و حتى حماية تلك الموجة البشرية الفارة من جحيم الغزاة. و لكن في الوقت نفسه او كجزء من استراتيجيتها في الدفاع عن السكان، كان على البوليساريو أيضا القتال على الجبهة الشمالية ضد الغزاة المغاربة في اجديرية، توكات و حوزة، الخ. و في الوقت نفسه، القيام بعمليات عسكرية اخرى في الجبهة الموريتانية على الجنوب في لگويرة، اينال، بئر ام گرين و عين بنتيلي. و في خضم كفاحها في تلك الجبهتين، كانت البوليساريو تعالج الضحايا المتناثرين بسبب قصف 5 طائرات ال F-5 المغربية يوم الثامن عشر من فبراير عام 1976 في أم ادريگة، وسط الصحراء الغربية.
الممر الجغرافي الضيغ بمنطقة لگويرة جعل المقاومة في تلك العملية من الاشرس اطلاقا. بعد العملية التي استمرت خلال تسعة ايام متتالية بلياليها، انسحبت وحدات البوليساريو تاركة وراءها خمسة عشر اسيرا في ايدي الموريتانيين. في مكان ابعد من تلك على الجهة الشرقية و لكن في نفس الجبهة، كانت هناك عملية گلب إينال و التي دامت مدة اقصر من تلك التي جرت في لگويرة و لكن بنتيجة اكثر في ما يتعلق بعدد الاسرى في ايدي العدو.
بذلك تبدأ قصة صعبة لمجموعة من الرجال الذين عانو ما يند له الجبين في السجون الموريتانية. و بعد سنوات قليلة من تحريرهم كانو قد عانو ايضا من التهميش حتى داخل المجتمع الصحراوي بالرغم مما قدموه من تضحيات هامة في التاريخ الحديث للشعب الصحراوي.
ليس فقط نظرا لكونها الحلقة الاضعف في النزاع و انما نظرا لكون طعنتها قد المت اكثر من تلك المتلقية من النظام العلوي، تحولت موريتانيا الى الهدف المفضل لضربات الجيش الصحراوي. بعد الدّافع المعنوي الذي تركته سلسلة الانتصارات على الجيش الموريتاني في عين بنتيلي يوم العشرين من يناير عام 1976 و آوسرد في الثامن من فبراير عام 1976 ،قرر الصحراويون قطع مسافة 1000كلم لتوجيه ضربة الى موريتانيا في قلبها. في صباح يوم الثامن من يونيو 1976 هاجمت قوات البوليساريو بقذائف المورتر القصر الرئاسي في نواكشوط و في مساء نفس اليوم كررت نفس الهجوم على القصر. في اليوم التالي، ما وقع بعد الساعة الحادية عشر صباحا و قبل الثانية ظهرا، في التاسع من يونيو، فكلنا على دراية به. و لكن ما لا يعلمه احد او لا يراد تذكيره هو انه في ذلك اليوم و الذي سبقه وقعت مجموعة من الرجال اسرى في الايادي الموريتانية. كانت الخسارة المؤلمة و المتجسدة في سقوط القائد، جعلت البوليساريو تركز كامل قواها على الجبهة الموريتانية وخاصة ابتداءا من اغسطس عام 1976 بما اطلق عليه "هجمة الولي". كان سقوط الشهيد الولي بمثابة سكب الزيت على النار من الطرف الموريتاني.
في بضعة اشهر فقط قام الصحراويون بكسر كافة الارقام القياسية في ما يتعلق بقطع المسافات و السرعة في الصحراء سواءا على ارجلهم او باستعمال السيارات و كذا في القدرة على التحرك و التضحية. من اجل ضرب اهدافها داخل العمق الموريتاني، كانت بعض الوحدات تقطع مسافات اكثر من 7000كلم في رحلتها ذهابا و ايابا و التي احيانا تستمر لبضعة اشهر متتالية. كانت البوليساريو ايضا تضطر الى التوغل داخل التراب المالي بهدف التمويه و ضرب بعض المواقع في العمق الموريتاني.
لم تكن هناك اي قطعة من التراب الموريتاني بمنأى عن ضربات البوليساريو. في يناير 1977 تم الاستلاء على عدة مواقع في الشمال الموريتاني في الحنك، كلمسربيين و الشاكات. و في يوم العشرين من يناير عام 1977 وقع اول هجوم على ازويرات و بعد ذلك تمت مهاجمة تيشيت. في الفاتح من ماي تمت مهاجمة ازويرات للمرة الثانية اين وقع عدة فرنسيين في الاسر. في الثالث من يونيو، و في أناء الصيف، قامت البوليساريو بالثأر من سقوط قائدها و هاجمت العاصمة انواكشوط للمرة الثانية.
في صيف 1977 و بعد اكثر من شهر من السير، قامت مجموعة مكونة من 150 مقاتل بمهاجمة مدينة "باسكنو" في اقصى الجنوب و المحاذية لمالي و السنقال. بعد انسحابهم خرجت كتيبة للجيش الموريتاني من "النعمة" لملاحقة المهاجمين و لكنهم تمكنوا من نصب كمين لها و ابادتها عن بكر ابيها.
في سبتمبر 1977 وقعت كتيبة خاصة من المظليين المغاربة قادمة من "سابى" (الكونڨو) و التي وكلت لها مهمة اسناد القوات الموريتانية الضعيفة، وقعت في كمين من طرف البوليساريو عند "سبخة ام الضروس" و تم ابادتها بأكملها.
في الثاني عشر من ديسمبر تمت مهاجمة سكة قاطرة ازويرات مرة ثانية و وقع ما يقارب من ستين جندي موريتاني تحت الاسر. و عند الانسحاب استهدفت طائرات "الجاكوار" الفرنسية القادمة من قاعدة "اوكام" بدكار، في السنقال، المجموعة المهاجمة. بعد مرور اسبوع تمت مهاجمة "اتميميشات" مرة اخرى اين وقع ثمانية وسبعون جنديا موريتانيا في الاسر و لكن سقط ستون منهم تحت نيران طائرات الجاكوار و التي هاجمت وحدات البوليساريو المنسحبة في منطقة "اعظم لحمار".
قبل اعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد ضد موريتانيا في الثاني عشر من يونيو 1978 ، على خلفية الانقلاب ضد المخطار ولد داداه استطاعت البوليساريو نقل الحرب الى قلب موريتانيا من خلال مهاجمة انواكشوط، وادان، شنكيطي، اطار، تيجكجا، أجريف محمد فاظل، باسكنو، النعمة، بوجرطالة، ازويرات، بئر ام اكرين و عين بتنيلي، الخ. كل التراب الموريتاني تقريبا كانت تحت النيران. في مارس 1978 كانت قاطرة ازويرات، و التي تعتبر القاعدة الاساسية لاقتصاد موريتانيا، قد تم تعطيل تسعة من عرباتها الستة و العشرين، نتيجة لضربات البوليساريو.
في الحقيقة، للقدرة على خوض حرب من هذا الطراز و البعيدة كل البعد من القواعد الخلفية و اللوجيستية، كان على الجيش الصحراوي دفع ثمن غالي جدا في الارواح البشرية و اسرى الحرب.
خلال الاشهر الاثني و الثلاثون التي دامت الحرب ضد موريتانيا، وقع ما يقارب ال230 رجلا تحت الاسر، اكثر بقليل من خمسين منهم كان مدنيا و لكن اعتقل و كأنه عسكريا. بعض المدنيين اعتقل في المدن الموريتانية و آخرين من الرعات تم اعتقالهم في العرى، و الذين تمت مصادرة قطعانهم الحيوانية حتى يومنا هذا، و زج بهم في السجون. بالرغم من براءة هاؤلا قامت موريتانيا بسجنهم و تطبيق عليهم نفس المعاملات القاسية التي كان يتلقاها رجالنا البواسل و الذين أُوسِِروا و اياديهم على الزناد.
ان قساوة السجون الموريتانية اسطورية و معانتها تبدأ نفس اليوم الذي يتم فيه الاعتقال. كان العقيد "فياه ولد المعيوف"، الذي لا يزال حيا و لكنه متقاعد حاليا، قد بدأ بتطبيق "سياسة" تتجلى في اعدام اسير واحد بعد انتهاء كل عملية يتم فيها سقوط اسرى. تم تطبيق هذه السياسة مثلا بعد عملية "اگليبات لگلية". في منتصف تلك اليوم و بموقع العملية امر "فياه" بجمع كل الاسرى و قام باختيار احدهم يسمى محمد عالي ولد النعمة ولد سيديا عن طريق الصدفة. بعد ذلك امر احد ضباطه بالرمي عليه و لكن رفض الضابط تطبيق الامر و رمى الطلقات على الهواء. عند رؤيته لما فعله الضابط جن جنون العقيد "فياه" و قام بشتمه و اخذ منه سلاحه راميا بنفسه على صدر الاسير الصحراوي الذي وقع فورا على الارض. بعد ذلك قام بمنادات احد اطبائه للتأكد من موت الاسير الذي امر بدفنه في احد الكثبان الرملية القريبة.
في البداية كان "فياه" مديرا للدرك و قام باحتلال مدينة الداخلة. لكن في ما يبدو ان اسلوبه الدموي في الحرب و قساوة معاملته اعجبت معلمه ولد داداه و الذي قام بترقيته بعد عملية آوسرد الى رتبة عقيد. هذا الرجل و بالرغم من مقاومته الشرسة لم يقدر على تجنب الانقلاب الذي اطاح بولد داداه في يوليو عام 1978. بالاضافة الى كل ما ذكر عنه سلفا، فان "فياه" متهم ايضا باعدام عمال ازويرات خلال المظاهرات العمّالية التي جرت في ماي 1968 و التي، بالمناسبة، كان اكثرهم من الصحراويين.
اذا كانت اول مجموعة من الاسرى الصحراويون قد وقعت في ايدي القوات الموريتانية عند الحدود في شهر ديسمبر 1975 فان آخر اسير صحراوي قد وقع تحت الاسر و هو جريح في منطقة "بوجرطالة" اسابيع قليلة فقط قبل الانقلاب. اصغر اسرانا كان في السادسة عشر فقط من العمر عندما تم اسره و الاكبر كان في الستينيات من عمره. كما تم، كذلك إعتقال ثلاثة اخوة من طرف موريتانيا، اثنان منهم توأم، و هم يرعون قطعة إبلهم المكونة من ثلاثة مئة رأس.
في البداية تم اقتياد الاسرى الى سجن "توجينين" و الذي يقع على بعد عشرة كيلوميترات شرق نواكشوط و بعد ذلك بايام قليلة تم تحويلهم الى سجن "عيون العتروس" المتواجد 700كلم شرق انواكشوط. هنا كان السجن عبارة عن بناية على شكل بيت و الذي يقبع فيه السجناء طوال اليوم و هم مقيدي الارجل و اليدين بالاصفاد. لا يُسمح لهم بالخروج الا عند قضاء الحاجة و هو، على الاقل, الوقت الوحيد الذي تنزع عنهم فيه الاصفاد من الارجل. كانو يناموا بالاصفاد و يستيقظوا بها و يأكلون و هم مكبلين. بالاضافة الى ذلك كان ملبسهم الوحيد هو عبارة عن بنطلون قصير سواءا في الصيف او الشتاء و هذا بالاضافة الى انهم كانو يعانون من أشد الظروف سوءا في التغذية و العطش و الامراض التي تركت آثارا سلبية جدا على جميع الاسرى. حسب الاسرى الصحراويون المحررون قد تم احصاء تسعة عشر ضحية على الاقل من زملائهم في السجون الموريتانية.
خلال الفترة الطويلة في السجن، لم يتلقى الاسرى اي نوع من الزيارات الا بعد الانقلاب على ولد داداه حين تمت زيارتهم من طرف ولد الطايع و ولد هيدالة و هم الثنائي الذي وصل بعد ذلك الى القصر الرئاسي الذي هاجمه بعض من هؤلا المساجين سابقا.
في ديسمبر 1978 قامت البوليساريو بتحرير 200 اسير حرب موريتاني و الذين تم اسرهم خلال الحرب. بالمقابل قامت موريتانيا بتحرير بضعة رجال فقط و الذين لم يكونو حتى عسكريين و انما مدنيين. في الحقيقة كان قد تم اعطاهم الحرية فقط في الخروج من بوابة السجن و لم تكون هناك اية عملية مبادلة اسرى مع جبهة البوليساريو. بعد ذلك بوقت و في التاسع عشر من يونيو1980 تم تحرير مجموعة اخرى و تسليمها للبوليساريو في مكان ما بين منطقتي ازويرات و ميجك. آخر مجموعة تم نقلها من انواكشوط الى تندوف عن طريق طائرتين من نوع Boing و CDC جزائريتين في 11 من اغسطس 1980.
و لكن في 1980 لا زالت الحرب مستمرة و لم يكن هناك وقت للحفلات الرسمية او اي شيئ من هذا القبيل. بعد تحريرهم مباشرة انضم الاسرى المحررون الى صفوف وحداتهم، التي كانت احدث مما تركوها، للاستمرار في تأدية واجبهم. في منطقة "اثنيات ألشعاب" بالقرب من حوزة، سقط في السادس من ماي 1985 اول الاسرى المحررون و هو السيد سيد الحافظ نناه احميدة و الذي قد اسروه الموريتانيين في آوسرد يوم الثامن من فبراير 1976، سقط هذه المرة اسيرا في ايدي المغاربة. من غير المفهوم ان هذا الرجل قرر قبول الشروط المقدمة له من طرف المغرب و الانضمام الى صفوف العدو.
و لكن هناك دائما رجال من طينة اخرى و عازمين على التضحية بكل ما اوتوا من قوة حتى النهاية. من بين هؤلاء السيد التاقي حمة بهية. في الايام الاولى من يونيو 1976، اربعة ايام فقط قبل استشهاد الولي و خلال الهجوم على "تورين" سقط التاقي اسيرا في ايدي الموريتانيين و لكن تم تحريره في 1980 و قرر الانضمام من جديد للكفاح و القتال الى جانب زملائه. الا انه و للاسف سقط اسيرا مرة اخرى،7-7-1986، في معركة "اگليبات الفولة" و هذه المرة في ايدي المغاربة.
يمكننا تخصيص صفحات عديدة لمواصفة كل انواع التعذيب و المعاملات السيئة و المعانات التي تعرض لها السجناء الصحراويون في موريتانيا و لكن هناك قضية اخرى تهمنى اكثر في هذا المقام و هي المتعلقة بشيئ بسيط الا وهو انقاذ ذاكرة هؤلا من النسيان. رسميا و بعد مرور اكثر من ثلاثين سنة منذ تحريرهم لم يتم الاعتراف بهم بعد. خلافا لما حدث مع الاسرى المحررين من المغرب، لم تقدم ابدا اية مدالية و لا عرفان لهؤلا و لم يتمتعو بامتيازات اخرى و حوافز قدمت لمجموعة الاسرى المحررين من المغرب.
حتى على مستوى المجتمع المدني لم يكونو هؤلاء افضل حظ نظرا لكون بعضهم قد توفي بدون حتى العلم بأنه كان اسير حرب لدى موريتانيا.
لكن ما يؤلم اكثر من ذلك هو النسيان و الصمت التام عن الموضوع، من طرف وسائل اعلامنا سواءً الرسمية او الغير رسمية منها. انه حقيقة لمن غير المفهوم ان احدى أهم وسائل الاعلام الصحراوية و التي فتحت صفحاتها على مصرعيها خدمة لإسماع صوت رئيس المنظمة الموريتانية "ذاكرة و عدالة" من خلال مقابلة - التي إعترف في نهايتها من خلال جوابه على السؤال ما قبل الاخير - بالشكوك حول ميول المنظمة للمغرب. و لكن خلافا لذلك لم يتجرأ هؤلا على نشر و لو قصة واحدة او تجربة من التجارب المرة التي عاشها اسرى الحرب الصحراويين في موريتانيا.
يمكن للقراء انفسهم التأكد خلال هذه الايام، و التي تم الحديث فيها كثيرا عن سقوط الشهيد الولي و عن عملية انواكشوط، و لكن بدون ذكر حتى كلمة واحدة او ذكرة واحدة لأحد هؤلاء الرجال البواسل. رأينا حتى كيف يتم نقل بندقية الشهيد الولي من ايدي امرأة الى المتحف و لكن بدون كلمة للتذكير بالرجال الذين رافقوه في رحلة الكفاح الشاقة و الاسطورية التي سقط فيها شهيدا و هم اسرى في البلد الذي كان شاهدا على سقوطه. نعم...انه لشيئ مؤلم. مثلا ان ينتظر الشعب الصحراوي حتى ال20 من يونيو للاطلاع على وفاة الولي من خلال بيان رسمي تمت سياقته من طرف محمد لمين احمد و ان يصل اسرانا الخبر في اليوم التالي لسقوطه. اي انه في العاشر من يونيو دخل سجاني اسرانا عليهم و هم ضاحكين ملئ افواههم لاخبارهم "بنهاية الحرب" نظرا لسقوط الشهيد الولي. و لكن في هذه اللحظة قام رجل عظيم وهو بلاهي الطالب عمار-رحمه الله-باستعمال اساليبه العميقة في الاقناع للرفع من معنويات الاسرى.
خلال هذه الايام من شهر يونيو رأينا في كل من "المستقبل الصحراوي" و "راديو- تلفزيون اميزيرات" عرض كل انواع الشخصيات للحديث عن الشهيد الولي و عملية انواكشوط في الثامن من يونيو 1976 و لكن لم يتقدم اي من تلك المواقع على مبادرة لاجراء و لو مقابلة واحدة او اخذ وجهة نظر لأحد اسرى الحرب الصحراويين السابقين لدى موريتانيا.
في الاخير، اود ان استغل يوم التاسع من يونيو التاريخي لتكريم كل هؤلا الرجال الذين قدمو افضل ما لديهم للدفاع عن الحرية و الاستقلال لشعبنا و هم الذين عانو ما لا يمكن ذكره داخل السجون الموريتانية بالاضافة الى تعرضهم للنسيان حتى من قبل مجتمعهم الذي قدموا من اجله كل هذه التضحيات.
لقراءة المقابلة مع رئيس جمعية "ذاكرة و عدالة" أضقط هنا:
http://www.elhora.info/online/index.php?option=com_content&view=article&id=796:%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A&catid=62&Itemid=762 
بقلم: حدامين مولود سعيد، ترجمة: ا زروگ لولى.

الأحد، 16 يونيو 2013

من المسؤول عن واقع قضيتنا اليوم؟


اصبحنا اليوم امام واقع جد معقد وشائك وخطير اذا لم يخونني التعبير نظرا لما تعرفه او تعاني منه قضيتنا العادلة من انشقاقات و خلافات و صراعات سببها من يدعون انهم اسياد القضية و على انهم هم المحرك الرئيسي و الفعال لكل حراك جماهيري معين تعرفه او تشهده المنطقة و ذالك بطبعة الحال ومن البديهي على الحيثيات و التفاهات المتمثلة في سرقة الاضواء و التسابق نحو الشهرة و تجاذب المناضلين لتمرير خطاباتهم وحتى تصفية الحسابات الضيقة بين هؤلاء كما اشرت عن طريق بعض الاشخاص من نوع الطفيليات والطحالب من البيادق و الطبالين المواليين لهم و بعض المناضلين الذين لاذنب لهم لكنهم اشرف من الشرف من حيث المبدأ والقناعة والموقف, وتجد او تكتشف ان عامل الا لية الدعائية المعتمدة عند هؤلاء هي الشئ الاساسي في حياتهم النضالية والفكرية لانها تلعب دورا كبير في صنع الابطال من الورق من اصحاب اعتقالات الصدفة او بمعنى اخر الضريبة المجانية و المنظرين في المجالس الشعباوية اوالمقاهي, لكننا هنا وحتى لا نكون صارمين ولنكون موضوعيين اكثر في حق هؤلاء من اسياد الفكرالا نتهازي و الضيق.
فالضريبة والموقف و حتى المبدأ هذا اذا كان لا زال راسخا فقط هو الذي يفرض علينا احترام وتقدير هؤلاء الذين في حقيقة الامر لا يتعدى نضالهم سوى *دراعة من ازبي* او الجلوس بجانب *طبلت اتاي* و الحديث او الكلام من اجل الكلام اي بمعنى اخر الثرثرة وادعاء المعرفة والطعن في المناضلين الشرفاء اي بمعنى اوضح *تمراك الاصابع*من المناضلين, وعندما تسأل احدهم عن اخبار الشارع و عن مستجدات القضية و تطوراتها يرد عليك وكأنه احد القادة البارزين الذين قادو الثورات في العالم و ينظر لك واضعا رجله على الا خرى وكأنه *كارل ماركس*من المؤسف و للاسف الشديد بل الا خطر في ذالك عندما تسألهم عن ماهو المبدأ و ماذا يعني الموقف يردون عليك في حيرة من امرهم ب **هما اي القبائل** بمعنى اوضح **هما اي الناس** وهذا ليس بالغريب لان حقيقتهم وتأطرهم مرجعية قبلية وما بالك اذا سألتهم ما معنى *الشعار و الممارسة هما اللذان يحددان هوية الفرد* .
اذا ماذا وللاسف الشديد سيقول هؤلاء اذا تحدث الشهداء ما اجابة هؤلاء اذا تحد ذالك الصبي الذي يفتقد لابسط شروط الحياة ماذا سيكون رد هؤلاء على تلك الام و الا خت و العجوز المسكينة كل او اغلب ابنائها استشهدوا في حرب التحرير والبعض منهم تجده ضحية انفجار لغم او ما شابه ذالك، هذه العجوز الام المناضلة المقاتلة الحقيقية بمعنى اصح التي تعاني من قساوة الطبيعة والتي سئمت الا نتظار لا الطبيعة رحمتها و الا حتى الخطابات في المنابر حققت ما كانت تطمح له اوتحلم به او ما استشهد ابنائها من اجله الى متى هذا السؤال الذي يروادها في حلمها في واقعها و في واقعنا نحن ايضا وذالك الشاب المسكين الطموح الذي يعانق البندقية في جبهات التحرير الوطني متكئ على بندقيته يتمعن في تلك المسافات التي تفصله عن وطنه الحقيقي يراوده ذالك الا حساس بالحماسة و العزيمة في ظروف صعبة لا يستحملها الا الانسان المبدئي صاحب الارادة الحقيقية و المتينة .
هذا الواقع الاليم حقيقة لطالما كان من الا فضل اخر ما سنواجهه او من المفترض و الصحيح مواجهته اي بعد تحقيق ما نطمح اليه او ما نناضل من اجله اي تحقيق النصر وبناء دولة مستقلة حرة ديمقراطية حديثة تقبل وتضم كل افراد ومكونات الشعب الصحراوي سواء منها العاقل اوالمثقف او الجاهل او الكادح او الغني و كل ما يكون و يكمل ويبني الجسم الوطني الصحراوي وتكون قادرة كذالك على معالجة هذه المشاكل هذا بطبيعة الحال ليس بالمستحيل لان هناك من يظن انه مستحيل, شريطة ان يكون هناك نوع التواضع والتنازلات و تجاوزالخلافات والانشقاقات المتمثلة في ما يسمى بالقبلية والشوفينية و الاوصولية و حتى الا قليمية ونبذ كل ترهات الامبريالية التي للا سف الشديد يقتات منها صاحب الفكر الامبريالي التوسعي و الا قطاعي والتي في حقيقة الا مر لا تغني و لا تسمن من جوع ,و الحث على العمل الجاد و الموضوعي بعيدا عن كل الا فكار الديقة الا نتهازية التي تخدم المصلحة الخاصة وذالك بنكران الذات و العمل المتشارك و النضال المستمر من اجل نجاح هذا المشروع الوطني الذي اصبح قاب قوسين او ادنى من طي النسيان.
اذا حتى لا نصبح او نكون ضمن لا ئحة الشعوب الفاشلة في مقاومة الاستعمار وحتى لا نفسد او نضيع ما حققه الشهداء الاوفياء الابرار من انتصارات تطلبت منهم التضحيات الجسام بارواحهم و دماء الجرحىء و المعطوبين ابطال حرب التحرير فذالك يفرض علينا التوحد و التواضع و نبذ الخلافات و الا نشقاقات التي سبق الذكر انها لا تغني و لا تسمن من جوع بل هي غذاء لباكتيريا الا مبريالية والا قطاعية بعيدا عن يعني الا ختباء وراء الستار الحقوقي التلفزي و ليس الميداني او ما شابه و خلق اعذار مثل ما نسمعه الا ن اي خطاب جديد لهجة جديد تقول نحن اصبحنا رموز اصبحنا مناضلين معترف بنا نسوا *[أن المناضل مشروع خيانة حتى الشهادة* او نسمع نحن *اللي اعلينا عدلناه* نسو ان العمل الجاد الموضوعي المبدئي النابع من الا رادة الحقيقية المبنية على الكفاح الوطني والنضال المستمر من اجل الحرية و الا ستقلال هو الحل لقضيتنا العادلة وستبقى فوق كل الا عتبارات للانها قضية شعب و ليست قضية اشخاص و لن تتو قف عند توقف الا شخاص
بقلم: سالم اطويف

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر