الأحد، 9 يونيو 2013

قصة استشهاد الزعيم بين تكتم القيادة ومذكرات ولد هيدالة

سبعة وثلاثون سنة تمر وابدية من الخلود والسمو تستمر لصورة الزعيم الفذ . اجيال اربع للحركة التي اسسها ولازالت ايقونة وهج خلوده لم تفل بعد . رحل الولي بعدما اسس اركان الدولة وجمع لم شمل شتات كل الصخراويين وتزعم الرفاق في كل شيء حتى الكفاح المسلح . ذهب الولي الى جنة الخلد بحول الله مثلما ملك فردوس الحياة الدنيا . ورغم سنين الرحيل الطويلة لم تبرح صورته الكيان الجمعي لكل الصحراويين .بقي الرجل حاضرا رغم نكوص الرفاق ومحاولة بعضهم احتكار ارشيف ذكرياته التي لاتمّحى ولن تنمحي من وجدان كل الذين عايشوه او سمعو عنه او قرؤ له . خطابات ثورية تستشرف المستقبل اسست لحاضر المعجزة بماضي تليد .
كان الولي اسم على مسمى ولي في كل شيء. دماثة الخلق وقوة الشخصية وعنفوان الشباب المتوهج .فاسس الحركة وقاد الكفاح وكان رجال في جسد واحد قائد وزعيم وجندي ومواطن وبسيط . لم يخفي يوما غضبه من الانظمة الرجعية في المنطقة بل استشرف لعلامات الربيع العربي الحالي منذ سنوات .كان يرى ان القوة للشعوب وليس للقيادات ويرى في الاطار المتخاذل عبء ثقيل على القاعدة الثائرة . حذر من المنفى البديل او الوطن الذي على رمال متحركة . وحين عزم على التخلص من الرجعية قاد عملية الخلاص بنفسه .
في انواقشوط الموريتانية اسمع الولي صوته للرجعيين وربط القول بالفعل وبعد ان اكمل المهمة .اختار ان يغادرنا بعيدا عن المضارب كي لايسمع صراخ الثكالى بل ارادها رسالة للمتخاذلين انه من ارادة له القدرة الخلود سخرته لخدمة الجماهير .
اليوم يعود بنا رجع صدى الذاكرة الى سنوات خلت رحل فيها الشهيد دون ان نعرف كيف رحل وبأية طريقة . ربما لايحتاج الشهداء لمعرفة كيف رحلوا لانهم خالدون لكن من حق الاجيال ان تستذكر الذكرى وتستحضر الموعظة وفاءا للعهد .
قصة رحيل الزعيم المؤسس تحتاج كثير توقف فبينما تلتزم القيادة الصحراوية الصمت وتتعدد رواياتها للقصة بما يثبت تخبطها او جهلها بحقيقة ماجرى وهي التي اختار اغلبها التخلف يوم الزحف على العدو .
سبعة وثلاثون سنة وصمت القيادة عن الحقيقة مستميت وكأن حضور الولي في ظل غيابه لازال يقض مضجع القوم، اهي لعنة الضمير للتقاعس عن الرجل في رحلته الاخيرة؟، ام هو عجز اعتاده القوم؟، ام هو خوف من الحقيقة المرة لرحيل الزعيم؟، تساؤلات مشروعة للاجيال قصد كشف الحقيقة مهما كانت مؤلمة . لان رحيل القائد لم يكن للضفة الاخرى من الجدار او تلبية لنداء الهالك الحسن الثاني "ان الوطن ..." بل كان الى الخلود الابدي والى العلو السرمدي؟ فلما تبخل علينا القيادة بالحقيقة؟، ربما يأتي يوما من اجيال الشعب الصحراوي من يحاكي الزعيم في رحلته للخلود .
ولان صمت القيادة طال في زمن الكلام المباح كان لابد لآخرين ان يتكلموا . آخرين كانوا ذات يوم طرف في معادلة نصرة الرجعية والتقوقع خلف البزة العسكرية لفرض منطق التقسيم الذي طبخه المغرب وموريتانيا الدادهية على موقد دافيء في ليلة باردة . في مذكراته التي صدرت قبل عام تحت عنوان " من القصر الى الاسر" ذكر الرئيس الموريتاني الاسبق "محمد خونا ولد هيدالة " مايشبه الرواية الموريتانية لحقيقة استشهاد الولي مصطفى السيد بعد صمت طويل ويشفع لقرب الرواية من الصحة ان الرجل كان احد القيادات العسكرية الموريتانية التي اوكلت لها مهمة محاربة توغل الجيش الصحراوي في الاراضي الموريتانية . لذا ننشر الرواية كما ذكرها الرجل في مذكراته دون زيادة او نقصان بحسب الرجل :
"انهم كانوا في قيادة الجيش الموريتاني آنذاك على علم بخطة الشهيد الولي مصطفى السيد لضرب العاصمة الموريتانية انواكشوط وذلك بعد اسرهم لعدد من الجنود الصحراويين بلغ حسب شهادته 22 اسير بعدما تعرضت قافلة مقاتلي جيش التحرير الصحراوي لهجوم جوي مباغت . غير ان الولي ورفقاءه تمكنوا بالفعل من ضرب العاصمة الموريتانية انواكشوط يوم 8 يونيو 1976 واثناء انسحابهم اشتبكوا مع قوة موريتانية قرب "بنشاب " شمال انواكشوط .وحين تفطن مقاتلو جيش التحرير للكمين تفرقوا وبقي الشهيد الولي وبرفقته اثنين من الصحراويين وحين حاصروهم الموريتانيين خرج الولي لمهاجمتهم علنا لكن احدهم دهسه بسيارته !!!!.."
رواية لو صحت لكانت كارثة تتحمل وزرها القيادة الصحراوية التي تخاذلت في القصاص للزعيم المغدور من الجندي الموريتاني الجبان .
وبين رواية الرئيس الموريتاني الاسبق وروايات القيادة الصحراوية المتعددة تارة باستشهاد القائد بقصف جوي واخرى استشهاده في مواجهة مباشرة وثالثة في قصف مدفعي يبدو الغائب الكبير حبل الحقيقة الذي يقطع الشك باليقين في قصة الرحيل نحو الخلود التي من حق الاجيال الصحراوية معرفتها كاملة، خاصة وان بعض القيادة تطلع علينا بماتسميه بندقية للشهيد الولي لم نعرف قصتها بعد . فكيف يستقيم ان تسترجع القيادة بندقية الزعيم ولاتستطيع إستعادة رفاته في ظل وجود معاهدة سلام وتجاوز لخلافة الماضي بيننا والاشقاء في موريتانيا . وينبغي لأي ملتقى حول فكر الزعيم ان يطرح هذه التساؤلات المشروعة حيث ان كل الصحراويين متشوقون لتوديع قائدهم في مقابر الشهداء وبتوديع يليق بمقام الرجل وهامته الشامخة .
ومثلما هو في حياته حديث الكل لازال الولي مصطفى السيد حاضر في ذاكرة كل الصحراويين ومثار إعجاب الكثير من الشخصيات العالمية التي عاصرته او التقت معه وهي تعيش على ذكراه الخالدة .
سمى الشهيد الولي الى مرتبة العليين ذات صيف في مدينة بعيدة وهو يبحث عن خلاص المستضعفين من ظلم وشجع الطامعين فاستحق القداسة في قلوب هؤلاء . وربط القول بالفعل فنال الحسنيين حسن الخاتمة والذكر الجميل في الدنيا . بينما لايزال الرفقاء يتخبطون في شر تخاذلهم عن المسير . زهد في الدنيا فنال نعيم الآخرة . وترك الطريق لكل الصحراويين محجة بيضاء ارتوت بعده بدماء الشهداء فانبتت زنابق تحدي لوفاء المخلصين وانارت ليل كل الصحراويين بمصابيح هدى .لازالت تقض مضجع المخزن في العيون والداخلة والسمارة وآسا بل حتى في اكادير والرباط والدار البيضاء نبؤة قالها القائد الشهيد ذات يوم من ان قوة الصحراويين ستكون قادرة على الوصول حتى الى عقر دار العدو المغربي لان ارادة الصحراويين لاتقهر وثورتهم التي لم تقم على اشياء موجودة لكنها حتمية الوجود .فصدقت النبؤة لانها من لسان ولي اختاره الله بفضله للولاية والزعامة والخلود .
رحم الله القائد الزعيم والملهم . ورحم كل الشهداء في يومهم الأغر والمجد والخلود لهم وللاوفياء ولانامت اعين الجبناء والمتخاذلين . 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر