السبت، 31 مايو 2014

هل اصبحت المناطق المحررة خارج سيطرة النظام الصحراوي؟!...


تحقيق نقلا عن مجلة المستقبل الصحراوي.
جزء من ترابنا الوطني ذلك الذي سالت من اجله دماء الرجال و مات الشهداء لأن يبقى تحت اسم "التراب المحرر" ، 25 سنة تمضي ليتحول ذلك الجزء الذي لا نتذكره الا عندما نريد ان نحج اليه في مناسبات نسميها وطنية و يسميه بعضنا "ملهاة" انغمسنا فيها بعد سكوت المدافع ، لقد تحولت تلك الربوع الى مرتع لعصابات التهريب و الخارجين عن قانون دولتنا الذي يداس ألف مرة من طرف واضعيه حتى، و فجأة تتحول أودية و تلال التراب الزكية الى ملاجئ آمنة لتجار المخدرات والسموم التي تفتك بالشعوب و المجتمعات ، في رحلة قادتنا مع احد الذين احترفوا مهنة الصعلكة ضد اخرين لهم نفس المهنة و في وسط أشبه بالغابة البقاء فيه للأقوى ، شي لا يصدق ذلك الذي يحدث كل ليلة و بعيدا عن ضجيج المخيمات و سكنوها الليلي ، او عندما تغيب أعين النظام و تحضر البزنسة و الربح و لا شي غير ذلك حتى و إن كان الثمن في ذلك هو الوطن ... المستقبل الصحراوي : أرادت ان تسلط الضوء على ما يجرى بعيدا عن الأعين و الأذان و التقت بعض ممن يحترفون مهنة التهريب و قالو بأنهم لجأوا الى ذلك بعد ضيق الأفق و ضياع الأمل في الحصول على اي شئ و انهم يقومون بمراقبة الممرات التي يستغلها المهربون لنقل شحنات المخدرات من الجنوب الشرقي المغربي و من منطقة "بوقربة" على بعد حوالي 140 كلم عن برج المراقبة الحدودي في منطقة "السبطي" المحررة ، تنقل الكميات عبر التراب المحرر الى الشمال المالي و الموريتاني و من ثم الى ليبيا حسب احد الشباب الذي قال بأنهم يواجهون الموت اكثر من مرة عندما يكونوا في تلك المناطق التي ظلت الى اليوم بعيدة عن سلطة الدولة و خارج النطاق الأمني للقوات الأمنية و حتى المسلحة الصحراوية و ان المهربين يكونون في العادة مسلحين و لديهم إمكانيات و تجهيزات تفوق إمكانات ألأجهزة الرسمية .
من بطال الى رجل اعمال !..
الربح السريع الذي توفره تجارة المخدرات و انعدام وظائف للشباب و غياب اي فرص في الشغل و التكوين جعل شبكات التهريب تستهوي الشبان اليائسين من صعوبة العيش في المخيمات التي أصبحت حياتها صعبة على الذين لا يملكون دخلا او مشاريع تضر ما يؤمنون به مصاريف قوتهم اليومي ، بعض الشبان ممن التقيناهم قالوا انهم بفضل التهريب و العمل في المخدرات أصبحوا أشخاصا "مهمين" في نظرهم و تحولوا بين ليلة و ضحايا الى رجال اعمال يملكون السيارات و النقود ولديهم مشاريع برامج مستقبلية في الزواج و غيره ، الشيء الذي لم يكونوا ليحصلوا عليه لو لم يعملوا في هكذا اعمال و بعد ان راؤ أقرانهم قد سبقوهم لذلك ، و هكذا فجأة تتحول حياة الشاب و يصبح الطموح الى ذلك دون التفكير في الإخطار التي يمكن ن تنجر عنه و لا حتى الاحتمال بفقدان الحياة من اجل السراب.
اشتباكات و جرحى بعيداً عن المخيمات ...
تحدث بين الفينة و الأخرى اشتباكات و مواجهات مسلحة بين المهربين كل يحاول السيطرة على البضاعة التي تكون عادة ملكًا لأشخاص أجانب يأتون من شمال مالي و من ليبيا و حتى مصر و يدفعون المبالغ الكبيرة من أجل التأمين على البضاعة التي تتكفل عناصر من المهربين الصحراويين بإخراجها من المنفذ المسمى "العكبة" بمنطقة "بوقربة" و نقلها حتى منطقة "ظلعة اللادمية" على الاراضي الصحراوية المحررة حيث يتم تسليمها لأصحابها الأصليين الذين يكونوا قد دفعوا مسبقا الثمن بالعملة الصعبة بما فيه أتعاب الناقلين و كذا تكلفة النقل و يبلغ ثمن الطن الواحد بمنطقة التسليم حوالي ثلاثة ملايير سنتيم جزائري حسب جودة البضاعة ، لتتولى شبكات اخرى نقلها الى دول الساحل و ليبيا و حتى الشرق الأوسط . و عادة ما يرافق عمليات النقل و التسليم مشادات و اشتباكات بين العصابات و التي يكون سببها محاولة البعض الاستلاء على بضائع بالقوة هي ملك لآخرين و هو ما ينجر عنه استعمال للسلاح الخفيف و المتوسط و مطاردات يكون الفائز فيها من يحصل على البضاعة. مصادر خاصة أكدت لمجلة المستقبل الصحراوي ان الفترة الاخيرة شهدت عدة حوادث وقعت بالفعل كان آخرها اشتباك مسلح بمنطقة "الشيظمية" بين مجموعتين من المهربين خلفت جريحا حسب نفس المصادر دائماً ، كل هذا يحصل بعيداً عن علم السلطات العسكرية الصحراوية التي ظلت تسجل غيابها التام عن المشهد .
من يراقب من !!؟؟...
تواجد العناصر العسكرية في المنطقة بحجة مراقبتها أطلق العنان لانتشار عدة مظاهر مسلحة و كل يدعى مسؤوليته وأحقيته في محاربة التهريب و مطاردة المهربين و التأمين بصفة عامة ، إلا ان غياب التنسيق على ما يبدوا بين الأجهزة قد خلق غموضا لدى المراقبين في التفريق بين "الأمنيين" و "العصابات" ، و مع تداخل الصلاحيات و كثرة الرؤوس اصبح الوضع يشوبه بعض الارتباك في ظل ظهور دائم لأشخاص مسلحين بالزي الرسمي و بآليات مشبوهة يجوبون المنطقة ويفتشون كل من يأتي في طريقهم. احد الاشخاص قال للمستقبل الصحراوي بأنهم قدموا شكوى لدى السلطات الصحراوية حول تعرضهم للتفتيش و الاهانة من طرف ثماني أشخاص كانوا مسلحين و بالزي الرسمي للقوات المسلحة الصحراوية اوقفوهم تحت تهديد السلاح في منطقة "الرينكون" بمحاذات مكان إقامة التظاهرات ضد جدار الذل و العار المغربي وأخبروهم انهم تابعين لأجهزة الأمن الصحراوية (و أعطو اسم قائد عسكري) ليخلوا سبيلهم بعد ذلك ، و قد أخذت هذه القضية منعطفا جديداً بعد ذلك، في انتظار توحيد الجهود و تحديد المسؤولية في التأمين لجهاز أمني واحد ، مصادر أمنية صحراوية قالت بأن القائد المذكور و حتى أولئك الاشخاص لا يمتون بأية صلة للجهة الأمنية الصحراوية و هو ما يعزز فرضية وجود أذرع أمنية خفية مختلفة تعمل خارج الجهاز و بأوامر قادة آخرين و دون تنسيق مع الأجهزة الاخرى ومعروف ان مسؤولية تأمين المناطق المحررة تقع على تشكيلات وزارة الدفاع و الدرك الوطني التابع للنواحي العسكرية فقط والتي استفادت مؤخراً من دعم لوجييستى يتمثل في سيارات رباعية الدفع جديدة وضعت تحت إشراف وحدات التأمين العسكرية.
"قوات السيسي الخاصة" هل تكون المنقذ !!؟؟..
أنتشرت في المكان قبل فترة وجيزة دوريات تابعة للقوات الخاصة الصحراوية و المعروفة في الاوساط الشعبية بـ :"قوات السيسي" و التي رابطت باعداد لاباس بها و أصبحت تسير دوريات متنقلة على طول الشريط البالغ طوله مئات الكيلومترات ، و كان من بين مهامها محاولة إخلاء المنطقة من محطات المحروقات الغير شرعية و كذا ترحيل كل بائعي المادة الى منطقة بير لحلو المحررة و ذلك لتفادي الاختلاط بين بائعي المخدرات و المحروقات و عدم تكوين مناطق عبور ثابتة للمهربين للتزود بالوقود و المؤن ، و مع ذلك بقي الحال على حاله الشيء الذي فسره من التقيناهم بتمتع المهربون بمهارت كبيرة في معرفة المسالك السهلة و الآمنة بعيدا عن أعين قطاع الطرق من الشباب و حتى عن قوات الامن التي تعتمد في تحركاتها على معلومات استخباراتية و الأثر الحديث للآليات ، القوات الخاصة المجهزة بآليات خفيفة رباعية الدفع و أسلحة متوسطة و خفيفة يأمل منها ان تكون الحامي لذلك الجزء من الحدود و كذا بسط السيادة و هيبة الدولة من خلال التواجد و سد الباب على كل المهربين ممن يمتهنون اخراج المخدرات و نقلها و كذا على الشباب "قطاع الطرق" ممن يختصون في السرقة و يتهمون بعض القادة الأمنيين بالتورط مع عصابات التهريب الا ان استمرار تدفق خروج المخدرات و عبورها وكذا استمرار الحوادث يطرح التساؤلات بإلحاح حول قدرة هاته القوات على ضبط المشهد و ضمان عدم تورط عناصر منها في خدمة المهربين !!...
المخابرات المغربية على الخط ...
لا تخلو كل الأحداث من رائحة العمل المخابراتي المعادي الذي ظل ديدن كل المخططات المغربية المعادية و الرامية دائماً لزعزعة الاستقرار في المخيمات و داخل الاراضي المحررة ، الشبان ممن التقتهم المستقبل الصحراوي قالوا بأنهم لم يكونوا طرفا لأي كان ممن يخدمون مصالح العدو و الفعل المعادي ، و شددوا على ان الحاجة تبقى دائماً هي دافعهم للعمل في هذا المجال ، و شددوا على انهم يعملون دائماً في دور الناقلين و في مرات عديدة يجهلون هويات اصحاب البضاعة و حتى جنسياتهم و لا يكون الكلام سوى حول مكان التسليم و الثمن .
و أمام السبات الذي تغض فيه الأجهزة الأمنية تبقى المناطق المحررة "ارض بلا سيد" تحتلها عصابات التهريب و يعيث فيها المهربين و الفارين من العدالة فساداً .
المصدر: المستقبل الصحراوي

المرفوض يحدث في مورثيا


في صائفة 1977 كانت مركزية البوليساريو تستقبل خلال شهر كامل بلغات عسكرية تتحدث عن معارك و أقصاف في الشرق و الجنوب الشرقي لموريتانيا، هذه البلغات القادمة من وحداتنا في منطقة “الحنك” (الشكًات)، و مُوقّعة من طرف نفس الشخص أثارت الشكوك لدى قيادتنا السياسية التي لم تتوانى في إرسال لجنة تفتيش لتلك الوحدة العسكرية.و عندما وصلت لجنة التفتيش إلى ذلك المكان ، تحققت من بطلان تلك البلغات العسكرية التي كانت تصل إلى “الرابوني” لمدة شهر كامل و التي كان هدفها أن تُنقل عبر الإذاعة الوطنية،لتمجيد من كان يُعتقد أنه يقوم بتلك الملاحم و البطولات. في الواقع، لقد تعاملت قيادتنا مع تلك القضية بحزم و إتخذت إجرائآت جد صارمة في تلك القضية، لقد تم إبعاد المسؤول عنها من مهمته وقد تم فصله من المؤسسة العسكرية وكذالك، منعه من تقلد أي منصب عمومي. قيل فيما بعد، أنه ذهب ليعمل على حسابه الشخصي بمدينة “تندوف”.
في يومنا هذا، إذا تمكنت من الظهور على شاشة التلفزيون الوطني أو على صفحات وكالة الأنباء بمعدل ثلاث مرات في الشهر،حتى و إن كنت فاشلا في عملك، فإنك ستضمن أن يُذكر إسمك و يُشاد بجهودك في ندوة الخارجية بالرابوني.
القيام بحشد 18 شخصا قادمين من (العيون المحتلة، آسا، مخيمات اللاجئين، فيتوريا، بلد الوليد، مدريد، الباثيتي، فالينثيا و مورثيا) في مدينة قرطاجنة الإسبانية من أجل عدم فعل أي شيء بإستثناء الظهور في شاشة التلفزيون الوطني أو على صفحات وكالة الأنباء أو المستقبل الصحراوي لديه نتيجته، هذه النتيجة هي ببساطة أن يُشاد بك في الندوة القادمة للشؤون الخارجية.
تبذير المال العام، سواء كان مصدره الصناديق المشوهة للمكتب بمدريد، أو المخازن الأقل شوهة لأحدى الوزارات، من أجل تغطية أعباء الرحلات من مدريد أو من المخيمات من أجل عمل هزيل كهذا إنه أمر مؤسف، و لكن أن يتحمل ناشط حقوقي،لازال جسمه يعاني تبعات و مخلفات سجون الإحتلال، ستون ساعة كاملة على متن الحافلة بالأضافة إلى تكفله بتكاليف سفره من ماله الخاص فهذا ببساطة أمر مخز.
و لكن المسؤول عن هذه الفعلة يمكنه أن يكون مرتاحاً، فإن الشكوات المتتالية التي تقدمها جمعيات الصداقة في منطقته لن تأدي يوماً لإرسال بعثة تفتيش كما أنه لن يتم إستدعاءه للرابوني، نسبة ظهوره على صفحات وكالة الأنباء تضمن له الإشادة العلنية و العرفان بالمجهودات في ندوة الخارجية المقبلة.
و في المقابل، فإن عمل و عرق و تضحية جاليتنا ب “قرطاجنة” و سخاءهم بما يملكون، من خلال توفير سياراتهم لنقل الضيوف مجانا و الإعداد المتواصل للشاي و فتح منازلهم لإطعام و إيواء عشرة أشخاص او اكثر من القادمين عليهم، كل هذا سينضاف إلى تمجيد “القائمين على العمل” دون حتى أن يُشار إلى هذه الأعمال في قصاصة الخبر.
مما يصعب تصديقه في الواقع أن يمر ما يسمى عبثا “أيام جامعية للتحسيس بقضية الشعب الصحراوي” من غير أن يشار إليها في وسائل الإعلام المحلية، و على نقيض ذلك أن يحظى بتغطية إعلامية ممتازة من قبل وسائل إعلامنا نحن، حتى أننا أصبحنا لا ندري هل نعمل من أجل تحسيس شباب و طلبة جامعة “قرطاجنة” أو من أجل ملأ صفحات وسائل إعلامنا الوطنية؟! في ظل الحضور المكثف للإعلاميين الصحراويين فإن الإحتمال الثاني هو الأقرب إلى الواقع. و بالفعل فما دام “مكتب مدريد” يصرف بسخاء دون أي محاسبة، فإن كل شيء ممكن.
الفشل الفعلي و الحقيقي لهذه “الأيام التحسيسية” يسيئ لسمعة القضية التي نكافح من أجلها. في الفترة الصباحية ، تم حفل الإفتتاح و كلمات السلطات من دون منصة شرفية و من دون حتى ميكروفون، كما أن الصورة التي نشرت في وكالة الأنباء تظهر الحضور المحتشم لحفل إفتتاح هذه الايام إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن الصورة إلتقطت جميع الحضور بإستثناء ثلاثة أشخاص أو أربعة و الذين لم يكونوا متواجدين في الخيمة أثناء إلتقاط الصورة. في المساء، نظراً للغياب الكلي للجمهور إضطر المنظمين إلى إلغاء برنامج الفترة المسائية و الذي كان من المفترض أن تكون فيه مداخلة وزيرة الثقافة. لنفس السبب كذلك تم إلغاء محاضرة كان من المفترض أن تلقيها أستاذة في القانون الدستوري و السياسي من جامعة مورثيا، الشيء نفسه وقع مع محاضرة عن “دور المرأة الصحراوية في الكفاح” و التي كان من المفترض أن تأطرها ممثلة الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية بإسبانيا.
يوم الأربعاء 28 ماي لم يكن أفضل من سابقه، حيث تم إلغاء كل المحاضرات و المداخلات التي كانت قد برمجت سلفا كمحاضرات كل من “كونشي مويا”، “باهية أواه”، “فيليبي بريونيس”، “خوسي تابوادا”، “مصطفى عبد الدائم” …. إلخ.
عندما يلتزم ممثل صحراوي بتسديد تكاليف سفر لأعضاء فرقة موسيقية قادمة من “فيتوريا” أو “بلد الوليد”، و في المقابل يواجه النشطاء القادمين من آسا أو العيون المحتلة بالقول أن عليهم التكفل بتكاليف سفرهم من “جيوبهم” فإن هذا الممثل لا يعرف نظام الأولويات. و بصراحة فإننا كنا نعتقد أن ممثلينا يعرفون جيداً ما هي الأولويات في هذه الفترة من كفاحنا. اللهم إلا إذا كان بعض ممثلينا يتصرف بنية مبيتة تتغذى من دوافع ذاتية منحرفة، حيث تصبح إمكانية الحصول على التأشيرة “الفيزا” او إمكانية فحوص طبية “طعماً” لإستداج الناس و على نفقتهم الخاصة، دون ان يُكلف الأمر الممثل سنتاً واحداً. كل هذا امام أعين أحد أعضاء الأمانة الوطنية، الذي عليه أن يحضر هذا المشهد دون أن يمكن له القيام بأي شيء.
على كل حال، فإن الجهل و إنعدام الرؤية الصائبة لدى بعض ممثلينا في اسبانيا قد تؤدي بنا إلى خطر تقديم و بشكل مجاني مادة إعلامية دسمة لوسائل إعلام العدو، شاء الله أن لا يحدث ذلك هذه المرة، و لكن كان من الممكن أن تقوم إحدى وسائل الإعلام المغربية بنشر خبر على شاكلة “طلبة جامعة مورثيا يرفضون الوزيرة ’الانفصالية’ بتركها لوحدها في المحاضرة”.
في الأخير، أكيد أن التلفزيون الوطني و وكالة الأنباء سيواصلان ايفاءنا بالأخبار.
ملاحظة: للؤقوف على حجم الكارثة يمكن مطالعة البرنامج الذي نشره موقعOIRAMEOPhttp://poemariosaharalibre.blogspot.com.es/2014/05/cartagena-jornadas-universitarias-sobre.html
بقلم: حدامين مولود سعيد.
ترجمة:المحفوظ محمد لمين بشري.

ما لم نكن نعرفه عن المتحف الوطني للمقاومة

يشكل التاريخ الذاكرة الجماعية للشعوب والأمم يحفظ امجادها و بطولاتها ومكاسبها و ,الأمها وأحزانها لتظل دائما وابدأ العبرة والحافز لمستقبل افضل ولتكن النجاحات حشوات , دفع وتشجيع على الاقدام و الة لشحذ العزائم و الهام الروح المعنوية
ومن هنا يكتسي التاريخ اهميته القصوى في حياة الشعوب و الامم مما يجعلها تسخر جهودا وطاقات المتناهية , لحفظه و الاستفادة منه في شتى مجالات حياتها الانية و المستقبلية من خلال وسائط عديدة ومتنوعة بدا , المناهج التعليمية ومورو بوسائل الاعلام وغيرها وانتهاء بالمؤسسات ذات الطابع التاريخي , البحث ومن بين هذه المؤسسات المتاحف على اختلاف انواعها وإغراضها وفي هذا السياق ظهر متحف جيش التحرير الشعبي الصحراوية , و الذي يجمع وبحق مسيرة كفاحية طويلة مريرة خاضها شعب عشق الحرية ومن اجلها صنع امجاد وبطولات عظيمة وحقق مكاسب وانتصارات زاخرة وفي سبيلها عانى الظلم و التشريد , وعانى الام الحرمان و التعذيب و الاستغلال مسجلا بذلك وبأحرف من ذهب تاريخا بطوليا قد تكتشف معالمه من خلال هذا المتحف الذي يجعل زائره يعيش احداث تلك المسيرة .
جولة عبر مرافق المتحف
اول ما يستوقفك و انت تجول في مرافق المتحف لوحة {{ التاريخ ذكر الشعوب }} والتي تجعلك تستحضر مقولة اخرى هي {{ امة بلا تاريخ امة بلا مستقبل }} ذالك مجموعة من الاجنحة و القاعات اولها القاعة الشرفية التي تقدم فيها الشروح الاولية لزوار المتحف وقد زينت بلوحة عملاقة تختزل في صورة الفقيد... بصيري ... و الشهيد .... الولي .... ورئيس محمد عبد العزيز
بعدها تمر الى قاعة تاريخ المقاومة الصحراوية و التي تلخص حقبة من تاريخ الساقية الحمراء ووادي الذهب من القران الخامس عشر وبالتحديد من سنة 1433 م الى غاية 10 ماي 1973 . تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وودادي الذهب
وفي القاعة الموالية تجدك امام فضاء مفتوح على صور وثائق تشكل في مجملها استمرار للكرونولوجيا التاريخية كما تعكس قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
ومن بين ما تعاين في اورقة هذا الجناح الشاسع تفاصيل عملية نسف الحزام الناقل للفوسفات وحدث الوحدة الوطنية وحل الجماعة و اعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وما تلاها من اعترافات متتالية بالدولة الصحراوية . احداث معلميه ميزة مد عمة بقصائد ملحمية لكبار الشعراء الوطنيين و لوحة كبير كتب عليها نشيد يأبني الصحراء
لعل من ابراز تلك المعالم في العلاقات الدولية توقيع اتفاقية السلام الموقعة بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و الدولة الموريتانية و التي خرجت بموجبها موريتانية من الحرب ومن الصحراء الغربية
وفي نهاية هذا الجناح تجدك امام بوابة جناح الشهيد الولي مصطفى السيد الذي يجمع صورة ووثائقه الشخصية وتوصياته وخطبه وتحليلاته مراسلاته لنظرائه من روساء وملوك الدولة مدعومة بصور عن نشاطاته المختلفة القاءات بزعماء عصره مشكلة بذلك نبذة ناصعة عن حياة الشهيد الرمز .
اما الجناح الموالي فهو جناح حصص لتاريخ جيش التحرير الشعبي فيه نبذة عن تطوره وهياكله كما نجد فيه حصائل للعمل العسكري الذي يعكس درجة الغلبة و الانتصارات ويقذف في نفسك حتما الشعور بالأبهة والافتخار ويذكرك بالأبطال الذين كانوا وراء كل هذه الانجازات سواء منهم من قضى نحيه او اولئك الذين ينتظرون وما بدلوا تبديلا
وخرجوك من هذا الجناح تجدك مباشرة اما جناح الشهداء الذي يكفيه من الزينة وجوه اولئك الابرار الاعزاء الاحياء عند ربهم يرزقون وهو الجناح الذي ليثير فيك الفضول بقدرما يثير فيك الاحترام والإحساس بالوفاء و الامتنان لقافلة السابقين للشهادة
الساحة العامة
تتوسط بناية المتحف الضخمة وبهاء علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يرفرف خفاقا دائما . وأول ما يلفت انتباهك وأنت تدخل اليها تلك السيارة المغنوم من الجيش الملكي من الساحة تختتم جولتك بالوقوف في رواق مجموعة من الاجنحة التي تعرض فيها معلومات مفصلة عن حزام الذل و العار وما يحتمي به من الغام وأسلاك وتجهيزات وجيوش فشلت كلها في الحيلولة دون اختراقه وجلب تلك المعدات و الجنود من خلفه .
اما الجناح الموالي فهو جناح المعدات وأسلحة متنوعة من سيارات الجيب , ويمونك . وشاحنات جيمسي والآليات المصفحة , الدبابات س.ك الفرنسية النمساوية الصنع 90AML الجنوب افريقية وغيرها من الاليات المصفحة بجانب الرشاشات و المدافع الميدانية من مختلف العيارات 120 م . 105 م . 106 م . 155 م . ..... الخ و المصنوعة في كل من فرنسة واسبانيا والولايات المتحدة الامريكية ناهيك عن نماذج من الطائرات الحربية المحطمة
هذا وذك عن المتحف الوطني للمقاومة الا انه البد من المزيد من تطوير الفكر الثقافي الد البعض لكي يكون هذا المتحف الوطني ذكر للشعب في كل المراحل التي خذاه من اجل الحرية و الكرامة التي انتزعت من طرف العدو . وجلب الشباب الى هذا المتحف لكي يتذكر ما هي اهمية المتحف الوطني من اجل القضية الوطنية و التراث التاريخي الذي هو الغد و اليوم ألاين التأريخ هو الذي يحفظ الأجيال جيل بعد جيل و في تاريخ امة أخذت الحروب من جل ارضها المغتصبة من طرف العدو المغربية ....بقلم الاستاذ: غالي احمد

الوطنيون الجدد ومخطط تقسيم الصحراويين


بادى ذي بدء أود أن أوضح أننا لانريد من خلال هذه المقالات ، أن ندخل في سجال مع ببغاوات تردد صدى صوت الإحتلال ، الذي يبحث منذ بداية النزاع إلى تفتيت وحدة الصحراويين بأيادي صحراوية وإنما نريد أن نفضح أمرهم ونعري عنهم وعن مخططهم الفاشل كغيره من المخططات ، ونبرز عما هي العلاقة بين هذه الظواهر الدعائية التي أطلت علينا فجأة بعناوين براقة تستعمل لخلط الأواق وتمويه الناس وجعلهم ينساقون وراء هكذا مخططات ؟ و نبرهن بما لايدع مجالا للشك على أن الغاية من تحريك أبواق الدعاية التي تدار من غرف عمليات مخصصة لإستهداف المشروع الوطني ، ونطرح بعض الأسئلة إجابتها بالتأكيد نتركها لدى فهم و ذكاء الصحراويين منها :
- متى تم الإعلان عن موقع ويكيليكس عفوا “ويكي بوليس” ؟ وما هي الأهداف الباطنة والظاهرة ، التي يتحدث عنها البيادق وأزلام الخيانة القييمن على الموقع المذكور ؟ وماهي القواسم المشتركة بينهم وبين شركائهم في المؤامرة الجديدة القديمة أقصد ”شباب التغيير” ؟
1- النشأة : جاء الإعلان عن “موقع ويكيليكس” ويكي بوليس” ، بعد أن أدركت سلطات الإحتلال خطورة الإنتفاضة على كل سياستها ، خاصة بعد أن قدمت الولايات المتحدة المسودة التي تدعو إلى توسيع صلاحيات المينورسو السنة الماضية 2013 ، والتي أجبرت المحتل على استجداء فرنسا للتحرك العاجل من أجل إخراجه من عنق الزجاجة ، أصبح من المفروض عليهم تغييير المقاربة الأمنية لاستئصال فعل الإنتفاضة ، التي هي مصدر قلقهم لأنها تعيق مخططاتهم وسخرت كافة الموارد البشرية والمادية والتقنية والدعائية ومن بينها “ويكي بوليس” ، الذي أعلن عنه شهر ماي من السنة نفسها لإستغلال إحباط وتذمر الصحراويين من قرار التراجع عن تقديم المسودة المذكورة ، لكي يجعلوا منه مخاطبا و موجها وأن يلبس أصحابه عباءة الوطنية العالية التي لاتتوفر في أحد والأخلاق العالية والثقافة والمعرفة والغيرة على القضية توقفت عندهم ، وبدأوا حملتهم الرامية إلى تأليب الرأي العام بالأرض المحتلة وجنوب المغرب ضد المسؤولين بالوزارة لاعتبارات معروفة وواضحة ، ومن ثم إستهداف بعض المناضلين والمناضلات والثناء والتمجيد المؤقت على بعضهم الأخر في إنتظار ظهورهم في أي شكل نضالي يتحول الثناء تلقائيا ، إلى سلسلة من النعوت الساقطة والغاية من ذلك ضرب سمعتهم وشل قدرتهم على العطاء ، والمسألة لاتتوقف كونه موقع لنشر إفتراءاتهم وأضاليلهم بل إن لديهم شبكة مأجورة مشكلة من أشخاص أخرين ، إناث وذكور يتقاضون بطاقات إنعاش وإمتيازات من الصندوق الأسود تتوافق مع نوعية الخبر والمهمة مكلفة بإستجماع المعلومات ، مستغلين في ذلك الفضاء المفتوح للمنابر الفكرية والخطابية والمظاهرات ، التي ينظمها المخلصين للقضية والأوفياء للعهد وبالتأكيد أن الوطنيين الجدد لا أثر لهم في ذلك ، إلا من خلال بعض الأقزام الذين يدفع بهم لإستجماع المعطيات والتعرف على المشاركين فيها ورفع تقارير شفوية عنها ، إلى مسؤوليهم وتستجتمع ويتم إختيار الهدف بعناية ، ليتم إنجاز مقال عنه من طرف بعض أشباه المثقفين الذين لديهم مهمات متعددة ، ليتم النشر و التسويق عن طريق عملائها من البسطاء والعمل على تعميم المقال بأسلوب تافه ، والإيحاء للعموم بأن “ويكي بوليس” متابع وموجود في الساحة النضالية وهي طريقة ساذجة لم تعد تنطلي على أحد إضافة إلى تقنية الفوتوشوب وفبركة الصور للنيل من المناضلين ، والغاية في ذلك هي نشر سموم الأجهزة الأمنية المغربية في أوساط أبطال الإنتفاضة للتأثير عليهم وعلى معنوياتهم وإضعاف الانتفاضة وجعل الفرقة بين المناضلين من خلال تبادل الإتهامات بينهم .
شباب التغيير : تم الإعلان عن مجموعة الأشباح شهر مارس من سنة 2014 وإختارت الجهة ، التي من وراءهم أن تكون عملية إستباقية خاصة في ظل إشتداد الحملة المحلية والوطنية لتوسيع صلاحيات المينورسو بالمناطق المحتلة ، لخلط الأوراق وإرباك الجبهة من داخل مخيمات العزة والكرامة ، وكانت محاولة فاشلة للفت أنظار المجتمع الدولي لما تتحدث عنه الرحيبة عن إنتهاكات حقوق الإنسان ، وحاولت أن تستعين بنظيرتها ” قناة العربية الفضائية ” ويتحدثون دون حياء عن تغطية الإعلام الدولي لتشكيل مجموعة ، للمعارضة بالمخيمات وبعد فشلهم في إثارة الراي العام الوطني عن طريق العديد من الإدعاءات التي تستهدف قيادة الجبهة ، وجعل الناس تثور ضدها بعد نشر أحد لفيديوهات يتحدث عن شرف إمراة منقبة مجهولة ، وكيف للناس أن تتضامن مع مجهول ؟ وهذا دليل أخر على الفبركة المخدومة ، و هل الشعب الصحراوي غبي إلى هذه الدرجة ؟ وهو الذي خَبر الدعاية المغربية منذ إحتلال أرضه التي تساير كل مرحلة ، تارة عصابة ، تارة أخرى مرتزقة وأثناء فترة المد اليساري كوبيين وفيتناميين ، وبعد إنتصار الثورة الإسلامية بإيران إيرانيين وبعد إنهيار الإتحاد السوفياتي ، يدعون أن البوليساريو إنتهت لأنها صنيعة الحرب الباردة … ويبقى المشهد الذي يدعو للسخرية والضحك هو حالة الإرتباك ، التي يعرفونها أم أن الجهة التي وراءهم لايهمها من ذلك سوى الإستفادة من تلك الفقاعات الدعائية فقط ، خاصة أن بداية “شباب التغيير” تحدثوا أن تحركهم تحركا سلميا ليتحول الأمر فجأة إلى تشكيل ما سموه جناح مسلح بالمخيمات ، والغاية من ذلك هو محاولة إثارة التخوفات الدولية من الوضع الأمني بمنطقة الساحل والصحراء و الضغط على البوليساريو دوليا ، خاصة أن المغرب يلعب منذ مدة للزج بنفسه كلاعب أمني أساسي في المنطقة ومزاحمة الجزائر التي فرضت نفسها بقوة .
2- القواسم المشتركة بين ويكيليكس وشباب التغيير : – نظرا لتشعب الأجهزة الأمنية المغربية ، قد يمكن أن لا تكون جهة واحدة ورءاهم ، إلا أن الأهداف واحدة هي : تشويه النشطاء الحقوقيين ونشطاء الإنتفاضة على حد سواء ، وإمتصاص غضب الإنتفاضة بالأرض المحتلة وتشويه قيادة الجيهة وتبخيسها وتسفيهها وفصلها عن شعبها .
- الأقنعة : كلاهما لايستطيع التعبير واالكشف عن وجهه الحقيقي ، لأن ما يقومون به مرفوض شعبيا الشيئ الذي أكدته الجماهير الصحراوية بمخيمات العزة والكرامة ، بعد أن عبرت عن رفضها المساس بوحدة الشعب الصحراوي وتماسكه وهي رسالة إلى كل المتربصين والمتآمرين “كويكيبوليس وشباب التغيير” إضافة إلى منشور الرئاسة الأخير الذي إعتبر هما جزء من مشروع العمالة والخيانة الذي يستعمل في هذا الظرف ، إذن هاهو الشعب الصحراوي بأكمله قيادة وشعبا يسقط القناع عنكم وينزع عنكم ما كنتم تحاولوا البحث عنه من شرعية لضرب الشرعية ، وخاب ظنكم حتى في خط الشهيد الذي إعتبركم هو الأخر موقع للإستخبارات .
- الأهداف المعلنة : تغيير ما سموه القيادة الهرمة والفاسدة ، وتغيير الزعامات في الإنتفاضة النشطاء الحقوقيين – ومحاربة الفساد والمتاجرة بالنضال .
الأهداف الخفية : المس بتمثيلية الجبهة وإلهاءها بمعركة جانبية – القضاء على الإنتفاضة لنزع أوراق الضغط عن الجبهة وجعلها في موقع دفاعي ، بعد أن تفقد ورقة حقوق الإنسان لكي تصبح في موقف تفاوضي ضعيف .
و أخيرا فإننا نعتبر هذه الوجوه والأقلام الحاقدة المأجورة ، تسعى لخداع الرأي العام الوطني ، يعتبرون أنفسهم من أبناء جلدتنا وأنهم أصحاب قلم حر شريف يدافع عن القضية الوطنية ، إنطلاقا من غيرتهم يكتبون مقالاتهم حسب زعمهم للتغيير زعامات من الأميين ويتحدثون عن أنفسهم كمثقفين ، وأي مثقفين أنتم فالمثقف الحقيقي هو من يحمل هموم شعبه ويكون في المقدمة غير آبه بضريبة ذلك ، لا ذاك الذي سخر نفسه لخدمة الإحتلال وأصبح من أذنابهم يجلدون به الأبطال الذين يواجهون ببسالة جحافل قوات القمع كل يوم ، أين كنتم من بداية الإنتافضة المجيدة ؟ وأين كنتم عندما كنا نعذب وتنتهك حرماتنا وتداهم بيوتنا ؟ وأين كنتم عندما تسحل أمهاتنا وأخواتنا الشريفات بالشوارع كل يوم من طرف الجلادين الذين تأتمرون بأوامرهم ؟ أين كنتم وأباؤنا الأجلاء يعتدى عليهم كل يوم ؟ بالتأكيد إنكم كنتم في كراسيكم بقسم الشؤون الداخلية بولاية وعمالات الإحتلال تتأمرون على شعبنا ، بعد أن فشلتم في المواجهة الحقوقية والثقافية ، كلفتم الآن بهذه المهمة الخسيسة وأعطيتم لأنفسكم صفة الوعاظ الذين لاعيب فيهم يريدون الإصلاح ، لعبتكم مكشوفة فاشلة فشل من يمولوكم وعورتكم عريتم عنها يا من تدعون أنكم وطنيين للإستهزاء بذكاء و فهم الصحراويين بدعايتكم الرخيصة ، إنكم تسيؤون لأنفسكم كثيرا وتعتقدون أن أسلوبكم غاية في الذكاء ، وتسيئون للصحراويين عامة حين تظنونهم بهذا المستوى من الغباء حين تعتقدون ، أنكم ستنجحون في ضرب مكتبسبات الشعب الصحراوي والقضاء على طموحاتهم بهذه الدسائس والمؤمرات .
بقلم: الناشط الحقوقي حمادي الناصري.

منظمة ” نساء معا ” تدين انتهاكات المغرب لحقوق النساء الصحراويات بالمناطق المحتلة


أدانت بوليلوا شارلي منسقة المنظمة الدولية النسائية ” نساء معا ” ، ما تتعرض له المرأة الصحراوية بالمناطق المحتلة وعبرت عن مساندتها لنضال هذه الأخيرة وترحيبها بانتماء المرأة الصحراوية إلى منظمة نساء معاً الدولية داعية إياها إلى المشاركة في مختلف الاستحقاقات المقبلة لهذه المنظمة والتي من أهمها اجتماع المكتب الإقليمي الإفريقي الذي سيعقد شهر غشت القادم والمقرر في جنوب إفريقيا.
كما دعت بوليلوا شارلي ، المرأة الصحراوية للمشاركة في المؤتمر الثاني لمنظمة نساء معاً والذي سيكون خلال شهر مارس/آذار 2016 في النيبال ، وذلك خلال لقاء جمعها رفقة عضو المنظمة النسائية نينا كاكو ، مع الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية فاطمة المهدي بمقر السفارة الصحراوية بجنوب إفريقيا ، وتناول اللقاء مسألة انتماء المرأة الصحراوية للمنظمة الدولية النسائية ” نساء معا ” ومشاركتها في مختلف نشاطاتها على المستوى القاري والدولي.
وخلال اللقاء قدمت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية نبذة عن دور المرأة في المجتمع الصحراوي وفي النضال من أجل الحرية والاستقلال ، مركزة على ما تعانيه من عنف واضطهاد في الجزء المحتل من الصحراء الغربية من قبل سلطات الاحتلال المغربي.
كما أشارت إلى الدور البارز الذي تقوم به المرأة الصحراوية من خلال مشاركتها في العديد من المنتديات الدولية ، من أجل الدفاع عن الحرية والعدالة والمساواة ورغبتها في دخول المعترك الذي تخوضه المرأة الإفريقية التي عانت الاستعمار والاضطهاد ولازالت تعاني أشكال الفقر وغيره من المشاكل القائمة.
وعلى هامش اللقاء عرضت فاطمة المهدي شريطا حول الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الصحراوية في الجزء المحتل من الصحراء الغربية.

الأربعاء، 28 مايو 2014

قضاء الإحتلال يُصدرُ أحكاماً جائرة في حق ستة مُعتقلين سياسيين صحراويين تراوحتْ بين سنة وثلاث سنوات سجناً نافذاً


أصدرتْ هيئة المحكمة بغرفة الجنايات قضاء الدرجة الأولى بمحكمة الاستئناف بمدينة أگادير المغربية يوم أمس الثلاثاء الموافق لـ 27 مايو 2014 أحكاماً قاسية وجائرة في حق ستة معتقلين سياسيين صحراويين تراوحتْ ما بين ثلاث سنوات وسنة واحدة سجناً نافذا، ويتعلق الأمر ـ حسبما نقله تجمع المُدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (Codesa) ـ بكل من:
ـ المعتقل السياسي الصحراوي محمد الغزواني، ثلاث سنوات سجناً نافذاً.
ـ المعتقلين السيّاسييْن الصحراوييْن محمد لمين العطار ومحمد حمّو، سنة ونصف سجناً نافذاً لكل منهما.
ـ المعتقلون السياسيون الصحراويون محمد الحسناوي ، الهيبة الشويعرومُوسى ملكي ، سنة واحدة سجناً نافذاً لكل منهم.
وقد مثل هؤلاء جميعاً وهم في حالة اعتقال أمام هيئة المحكمة المذكورة مؤازرين من طرف هيئة دفاع متكونة من الأساتذة: عبد الله شلوك، الوافي عنتر والحسين الكمراني عن هيئة المحاماة بأكَّادير المغربية، بحضور مراقبين أجنبيين عن المجلس الأعلى للمحاماة الإسبان.
ومباشرة بعد مثول جميع هؤلاء المعتقلين السياسيين الصحراويين في حدود الساعة العاشرة من صباح التاريخ المذكور آنفاً بقاعة الجلسات وتأكد رئيس هيئة المحكمة من هوياتهم، وُجهت ضدهم مجموعة من التهم وفصول المتابعة من قبيل: تكوين عصابة إجرامية، التجمهر المسلح، العصيان ، الاعتداء على موظفين عموميين أثناء قيامهم بعملهم، تعييب شيء مخصص للمنفعة العامة، وعرقلة الطريق العمومية.
وأثار محامي الدفاع دفعات شكلية وقفت على الخروقات التي شابت محاضر الضابطة القضائية وبعض الإجراءات التعسفية المنافية لقانون المسطرة الجنائية المغربية، ملتمسين من هيئة المحكمة بالحكم ببطلان محاضر الضابطة القضائية وبرفع حالة الاعتقال على كافة المعتقلين ومتابعتهم في حالة سراح مع الإكتفاء بما راج من مناقشة بقاعة الجلسات.
وفي استنطاق هيئة المحكمة لجميع المعتقلين كل على حدة، نفى هؤلاء جميعاً التهم المنسوبة إليهم، مؤكدين أنهم لم يكونوا حاضرين أثناء المظاهرات التي عرفتها أواخر شهر سبتمبر 2013 مدينة كّليميم/ جنوب المغرب، بل أن منهم من أدلى بشهود أدوا القسم أو اليمين القانوني نافين تواجد كل من المعتقليْن الهيبة الشويعر وموسى ملكي أثناء اندلاع هذه المظاهرات.
وفي مرافعة محام الدفاع تم التأكيد على أن جميع المعتقلين تنعدم فيهم حالة التلبس، وأن التهم المنسوبة إليهم هي تهم خطيرة ولا يُمكن أن يكونوا قد قاموا بها، إستناداً إلى تصريحاتهم خلال مراحل التقاضي بداية من مثولهم أمام "وكيل الملك" بالمحكمة الإبتدائية مروراً بقاضي التحقيق ابتدائيا وتفصيليا بمحكمة الاستئناف بمدينة أكَّادير المغربية، وانتهاءً بمثولهم أمام هيئة المحكمة في جلسة علنية.
والتمس محامي الدفاع من هيئة المحكمة بغرفة الجنايات قضاء الدرجة الأولى بالحكم ببراءة كافة المعتقلين من التهم المنسوبة إليهم أو الحكم عليهم بما قضوا داخل السجن بحكم عدم توفرهم على سوابق قضائية وبسبب حداثة سنهم وظروفهم الاجتماعية والأسرية.
وفي المقابل شدد ممثل النيابة العامة على تطبيق ما أسماه بالقانون في قضية متابعة هؤلاء المعتقلين مع الحكم بأقسى العقوبة عليهم بعد إثارته لبعض تفاصيل وقائع الملف كما رواها ضباط الشرطة القضائية وقاضي التحقيق الذي استنسخ ـ حسب ما أكد محام للدفاع ـ محاضر الضابطة القضائية.
و بالرغم من أن جلسة محاكمة هؤلاء المعتقلين انتهتْ في حدود الساعة الواحدة زوالاً من نفس اليوم، إلا أن هيئة المحكمة لم تصدر الأحكام إلا في حدود الساعة الساسة مساءً.
تبقى الإشارة إلى أن المعتقلين محمد الغزواني، محمد لمين العطار، محمد حمُّو، محمد الحسناوي، الهيبة الشويعر ومُوسى ملكي كانوا قد تعرضوا للاعتقال نهاية شهر سبتمبر 2013 على إثر المظاهرات التي شهدتها مدينة گليميم/ جنوب المغرب، وقد خضعوا للإستنطاق لدى الشرطة القضائية ثم "وكيل الملك" بالمحكمة الابتدائية الذي أحالهم على السجن المحلي بالمدينة المذكورة، حيث مثلوا 03 مرات أمام هيئة المحكمة الإبتدائية التي أقرتْ عدم الاختصاص في قضيتهم لتحيلهم على "الوكيل العام للملك" وقاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة أگادير المغربية، الذي أحالهم هو الآخر على ذمة التحقيق على السجنيْن المحلييْن لإنزكَّان ثم أيت ملول المغربييْن، قبل أن تؤجل هيئة المحكمة بغرفة الجنايات محاكمتهم لأربع مرات مُتتالية.
المصدر : شبكة نشطاء الاخبارية 

الموقف البريطاني المتشدد: “أو عندما تلجأ الأقلام المغربية لنظرية المؤامرة تقزيما لما حققته قضيتنا العادلة من إنتصارات في هذا البلد


نشرت صحيفة القدس العربي وموقع ألف بوست المغربي مقالا بعنوان“تشدد لندن مع المغرب في نزاع الصحراء عائد إلى صمته في ملف سبتة ومليلية” لما يعتبرانه تفسيرا لموقف بريطانيا المتشدد، وينسبان فيه تفسير الموقف البريطاني إلى “مصدر سياسي أوروبي” الذي يقول بوجود “إتفاق سري قديم” بين بريطانيا والمغرب يجعل هذه الأخيرة تحرك ملف سبتة ومليلية كلما تحدثت مدريد عن جبل طارق بغية رفع الضغط عن بريطانيا.
ويحاول الكاتب في مقاله أن يصوغ مبررا لضعف الدبلوماسية المغربية مقابل نشاط ونجاح دبلوماسي كبير لجبهة البوليساريو خلال السنوات الأخيرة في شمال أوروبا وخاصة ببريطانيا، رغم أن نفس الكاتب سبق له أن انتقد وبشدة الدبلوماسية المغربية في عدة مقالات سابقة. ويبدو أن الكاتب لا يستسيغ كون جبهة البوليساريو تحقق النجاح تلو الأخر على المغرب في أوروبا وأخذته العزة بالنفس ولم تتفتق مخيلته سوى عن “مصدر سياسي أوروبي” و “إتفاق سري” ليبرر الموقف البريطاني محاولا التقليل من شأن الدبلوماسية الصحراوية وما تحرزه من انتصارات دبلوماسية على حساب المغرب في كل أنحاء العالم من الولايات المتحدة الأمريكية رغم ما يصرفه المغرب هناك من ملايين، إلى بريطانيا وإيطاليا وكولومبيا وأيسلندا وقبلهم السويد والدنمارك وغيرهم.
ويقال أن”ما في نفسك تدله على الناس” وبما أن المغرب بلد يعاني من دكتاتورية مطلقة تتجسد في شخص الملك الذي تنحصر فيه وحده جميع السلطات، فالكاتب ورغم ما يدعيه من تحرر وإستقلالية إلا أنه لا يرى بريطانيا وغيرها من البلدان الديمقراطية التي تناصر الحق في تقرير المصير للشعب الصحراوي إلا بالعين التي يرى بها بلده الذي إختار أن يخفي حقيقته الديكتاتورية والقمعية بمساحيق الديمقراطية الشكلية بدل الانخراط الفعلي في الديمقراطية الحقيقية بداية بإحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واحترام حقوق الإنسان.
وبدل أن يقر الكاتب بحقيقة أن بريطانيا وغيرها من البلدان الديمقراطية لا توفر بيئة لنمو الأطروحات المغربية التي تجاوزها الزمن وتعفنت بسبب فسادها في زمن أصبحت أغلب شعوب العالم تؤمن إيمانا تاما بقيم الحرية وحقوق الإنسان كأساس للتنمية والتقدم الإنساني، وفي مقابل ذلك تجد جبهة البوليساريو بيئة مثالية لنمو ما تنادي له من قيم وما تدافع عنه من حقوق لأن العالم كله يشاركها نفس القيم، فإنه أي الكاتب يحاول أن يلصق ببريطانيا ما لا يملك له دليلا إلا شاهدا مبني للمجهول وبعنوان فضفاض “مصدر سياسي أوروبي”.
والحقيقة التي يحاول المقال تجاهلها هي أن بريطانيا تشكل مثالا واضحا وليست استثناء على البيئة الديمقراطية التي لا تجد فيها الأطروحات الرجعية التي يتبناها المغرب مكانا، وفي المقابل لا تحتاج فيها القيم النبيلة والحقوق الإنسانية التي تدافع عنها جبهة البوليساريو إلا جهدا للتعريف بها لتنمو وتزدهر. فهذا البلد لا يحتاج إلى”إتفاقية سرية” مع المغرب ليؤكد للعالم إيمانه بالحق في تقرير المصير مثلا، والدليل قبوله بإجراء إستفتاء تقرير المصير في اسكتلندا التابعة له رغم أن هذه الأخيرة ليست مدرجة ضمن لائحة الأمم المتحدة للأقاليم المستعمرة والخاضعة لمبدأ تصفية الإستعمار من خلال تقرير المصير. وبالمناسبة اسكتلندا تمثل أهمية اقتصادية وإستراتيجية أكبر لبريطانيا مما يمثله جبل طارق. وعلى ذكر الاتفاقيات السرية لا تزال “إتفاقية مدريد الثلاثية” تشكل عار للمغرب وستظل لأن التاريخ لا يرحم، ولكن “ما في نفسك تدله على الناس”.
لقد ظلت بريطانيا دائما وليس اليوم فقط تدعم وبكل صراحة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وهي العضو الوحيد الدائم العضوية في مجلس الأمن الذي يدعو باستمرار إلى تحسين أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من خلال توسيع صلاحيات المينورسو، مقابل دعم مستميت من قبل فرنسا للمغرب في كل المجالات حتى في حقوق الإنسان. ما جعل جبهة البوليساريو تراهن على الموقف البريطاني وتتحرك بفعالية خلال السنوات الأخيرة هناك لتحريك الرأي العام البريطاني بكل أطيافه لمناصرة القضية الصحراوية، وقد ظل المغرب يحاول لسنوات تحييد بريطانيا وكل منطقة شمال أوروبا، ولكن خاب أمله أخيرا وحمل أذيال الهزيمة ليس فقط في بريطانيا وإنما في أيرلندا وأيسلندا وغيرهما، وتحقق بذلك للصحراويين الكثير من الانجازات.
وعلى المستوى الرسمي أبانت الحكومة البريطانية عن ثبات راسخ في دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ودعت في مناسبات عدة إلى وقف إنتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرف الإحتلال المغرب في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ودعمت في مجلس الأمن بوضوح توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، كما إمتنعت عن التصويت لصالح إتفاقية الصيد بين الإتحاد الأوروبي والمغرب. كما أن مسؤول الشؤون السياسية بالسفارة البريطانية في الرباط يقوم دائما زيارات دورية إلى المناطق المحتلة حيث يلتقي بالنشطاء الصحراويين هناك ويستمع لآرائهم ويتناول معهم مستجدات الوضع.
وبرلمانيا شهد مجلس العموم البريطاني اهتماما متزايدا بالقضية الصحراوية خلال السنوات الأخيرة من خلال عديد التوصيات التي صادق عليها والتي صبت جميعها في إتجاه دعم حق تقرير المصير للشعب الصحراوي ووقف الإنتهاكات المغربية الممنهجة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة. وقد بلغ النشاط البرلماني ذروته عندما قام وفد برلماني بريطاني، في سابقة تاريخية، بزيارة العيون المحتلة من الصحراء الغربية خلال شهر فبراير الماضي للوقوف مباشرة على أوضاع حقوق الإنسان هناك، وعقد ندوة حول حقوق الإنسان في الصحراء الغربية بمقر البرلمان بعد عودته. وأصدر الوفد أياما قبل إنعقاد جلسة مجلس الأمن المخصصة للصحراء الغربية تقريره تحت عنوان “حياة تحت الإحتلال” الذي أدان بشكل واضح المغرب وشكل له حرجا كبيرا في المنابر الدولية.
وكانت المجموعة البرلمانية من أجل الصحراء الغربية في البرلمان البريطاني قد تفاعلت بإيجابية كبيرة مع المحاكمة العسكرية الجائرة لمجموعة اكديم ايزيك سنة 2013، وقاموا بحملة واسعة لإدانتها والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين من خلال مراسلة الحكومة البريطانية لحثها على التدخل الفوري من أجل وقف المحاكمة وكذا تقديم توصيات لدى البرلمان بهذا الشأن. وتفاعلا مع ذلك كلفت وزارة الشؤون الخارجية في الحكومة البريطانية سفارتها في الرباط بمتابعة أطوار المحاكمة العسكرية الجائرة وهو ما حدث حيث حضر ممثل عن السفارة البريطانية جميع الجلسات.
وفي البرلمان الأوروبي أبان النواب البريطانيون عن موقف شجاع تماشيا مع الشرعية الدولية عندما رفض 70 نائبا من أصل 73 منهم التصويت لصالح إتفاقية الصيد الغير شرعية المبرمة بين الإتحاد الأوروبي والمغرب لتضمنها المياه الإقليمية للصحراء الغربية. وقبل ذلك كان البرلمان الأوروبي قد صادق على تقرير النائب البريطاني تشارلز تانوك الذي أدان المغرب وأكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وكان تانوك من بين النواب البريطانيين في البرلمان الأوروبي الذين رفضوا التصويت لصالح إتفاقية الصيد لأنهم يعتبرونها سبب لإطالة عمر النزاع بسبب إنتفاع المغرب منها.
ولم تقتصر حمى القضية الوطنية على بريطانيا وحدها بل تعدتها لتصل أيسلندا التي أعلنت خلال أكتوبر من السنة الماضية عن تأسيس جمعية أصدقاء الصحراء الغربية بأيسلندا والتي تعتبر الأولى من نوعها في هذا البلد، وقد نجحت في التأثير على البرلمان الإيسلندي الذي صادق يوم12 ماي الجاري على توصية تدعو الخارجية الايسلندية للعمل بنشاط في المحافل الدولية لدعم تقرير المصير في الصحراء الغربية، ما شكل إحراجا حقيقيا للمغرب بسبب توسع رقعة البرلمانات المؤيدة للقضية الصحراوية.
وشعبيا قام العديد من نشطاء المجتمع المدني البريطاني بمكاتبة الوزير الأول في عدة مناسبات لحثه على دعم تقرير المصير للشعب الصحراوي وحماية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من خلال إنشاء آلية لمراقبتها والتقرير عنها. وفي هذا السياق، أعلنوا عن إنطلاق الحملة الدولية لتوسيع صلاحيات المينورسو من مقر البرلمان البريطاني في فبراير الماضي ولا تزال الحملة مستمرة. كما قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة المغربية. إلى جانب ذلك، شهدت الساحة البريطانية العديد من الأنشطة الثقافية والفنية للتحسيس بالقضية الصحراوية كان أبرزها عرض فيلم “أبناء الغيوم” لخافيير بارديم الذي لاقى متابعة وإهتمام كبيرين من الجمهور البريطاني.
وكان منتدى العمل من أجل الصحراء الغربية ببريطانيا الذي يشرف على الحملة الدولية لتوسيع صلاحيات المينورسو قد أصدر تقريرين الأول تقريرا عن انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية المرتكبة منذ ابريل 2013 بعنوان “جرائم بدون شاهد”والثاني حول نهب الإحتلال المغربي للثروات الطبيعية للصحراء الغربية بعنوان”المستقبل المسروق.
وحظي العمل الأكاديمي بمكانته في الدبلوماسية الصحراوية من خلال تشجيع الباحثين ومساعدتهم في إنجاز بحوث ودراسات حول القضية الصحراوية والشعب الصحراوي. وقد تم بالفعل القيام بالعديد من الدراسات من قبل الجامعات والمدارس البريطانية، وبهذا الخصوص، أعلنت المكتبة الوطنية البريطانية خلال الأيام الماضية عن حفظها للموسيقى الصحراوية وقد أشادت في مقال نشرته على صفحتها الرسمية على الإنترنت بتميز الثقافة الصحراوية وثرائها.
وكان للأعمال الوثائقية التلفزيونية نصيب هي الأخرى فيما حققته القضية الصحراوية من إنجازات، حيث قامت صحفية بريطانية بإعداد فيلم وثائقي بعنوان “عائلات مشتتة” الذي يتناول أوضاع حقوق الإنسان المزرية في المناطق المحتلة من خلال عرض معاناة عائلات صحراوية تعرض أبناءها للإعتقال التعسفي والإختطاف والإحتجاز في أماكن سرية من دون محاكمات. وإلى جانب معاناة الصحراويين نال المدافعون الأجانب والمناصرون للقضية الصحراوية نصيبهم من الإنتهاكات ولم يشكل البريطانيون الإستثناء حيث تعرضوا للإحتجاز مثل ما حدث لأعضاء الوفد البرلماني البريطاني. وتم منع دخول آخرين إلى المناطق المحتلة وطردهم وإجبارهم على المغادرة مثل ما حدث مع السيدة جوانا آلان عضو مرصد الموارد الطبيعية للصحراء الغربية.
لا يمكن لأي متتبع خاصة إذا كان يدعي الموضوعية والاستقلالية أن ينكر ما تقوم به الدبلوماسية الصحراوية من عمل دؤوب وما تحققه من إنتصارات لقضية منتصرة بعدالتها أصلا، مقابل فشل تلو الأخر تمنى به الدبلوماسية المغربية رغم ما تدفعه من أموال في سبيل الترويج لسلعة بائرة في سوق أصبحت عملته الرابحة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان حقا وليس تمثيلا ومراوغة. وقد دأبت أبواق المخزن، حتى التي تدعي الموضوعية منها، الكذب على نفسها كلما منيت دبلوماسيتها بهزيمة وهذه المرة لجأت سعيا منها لتبرير الضعف والإنهزام إلى نظرية المؤامرة وعدم إلتزام بريطانيا بما تم الإتفاق عليه سريا بخصوص سبتة ومليلية وجبل طارق.

بلا احمد زين، الوزير الشهيد

حين التحقنا، ونحن لازلنا أطفالا لا نفهم الكثير مما يحدث حولنا، بمدرسة داخلية في الجزائر سنة 1978م، في مدينة اسمها تغنيف قرب مدينة معسكر، أطلق المشرفون على التعليم الصحراوي على تلك المدرسة اسم " مدرسة الشهيد بلا احمد زين". كان الاسم مكتوبا بعناية وأناقة بالخط الثلثي وبلون أبيض ومعلقا على المدخل الوحيد للمدرسة، وكنا، بسبب إعجابنا بروعة الخط المكتوب به ذلك الاسم، نحاول إن ننحت حروفه كما هي على الورق هكذا: مدرسة الشهيد بلا احمد زين. وكان في مكتب المدير، أيضا، ختم يحمل اسم مدرسة الشهيد بلا احمد زين، وكان العنوان الذي أصبحت تأتينا عليه الرسائل والمراسلات هو "مدرسة الشهيد بلا احمد زين" . كان بلا احمد زين شهيدا في ذاكراتنا الصغيرة، شهيد فقط من جملة الآف الشهداء الذين كانوا يسقطون يوميا آنذاك في المعركة يقاتلون بشجاعة من أجل الاستقلال وانتهى. لم تكن هناك معلومات كافية عنه، ولا نبذة تاريخية ولا أي شيء يجعله يعيش كما هو في ذاكرة التاريخ وذاكرة الناس. حين عدنا في العطلة الصيفية إلى المخيم سنة 1979م، كانت المدرسة الوحيدة التي بنتها النساء بالعرق من الطوب في مخيمنا آنذاك- ولاية السمارة- هي مدرسة الشهيد بلا احمد زين، لكن لم تكن تحمل اسم مدرسة مثلما هي الحال اليوم، إنما كانت تحمل اسم قصر الشهيد بلا أحمد زين فقط... وجود تلك المدرسة باسم ذلك الشهيد، ووجود المدرسة التي كنا ندرس فيها باسم نفس الشهيد جعلني أظن بعقلية الطفل، حينها، أن بلا احمد زين هو شهيد اسمه مخصص فقط لتحمله المدارس. لكن لم ألبث أن اكتشفت حين زرت المستشفى العسكري الذي يعالج فيه جرحى الحرب قرب الرابوني سنة 1982 أنه، أيضا، يحمل اسم الشهيد بَلاَّ احمد زين. ورغم شيوع هذا الاسم إلا انه لا توجد نبذة ولا حتى سطور عن حياته، وقلة هم الآن الذين يتذكروه. أما إذا سألنا الشباب الذي ولد بعد استشهاده فهو لا يعرف أكثر من انه شهيد وانتهى.
الطبيب الذي رفض رفاهية أسبانيا
بلاَّ احمد زين الشاب الهادئ، المسئول، صاحب الإرادة القوية الذي ازداد سنة 1954م بمنطقة الداخلة، سيجعله الطب الذي درس والذي أحب يتحول، بعد إثنين عشرين سنة من ازدياده، إلى شخصية تاريخية عند شعبه وفي ذاكرة التاريخ.. بدأ بلاَّ أحمد زين يدرس في أوسرد ثم انتقل إلى مدينة الداخلة ليواصل تعليمه فأحرز الثانوية في تلك المدينة بالكثير من الصبر، وجعله تفوقه على حتى الأسبان ينتزع منحة من الاستعمار الأسباني يدرس بها الطب في تينيريفي بكناريا بعد حصوله على bachillerato elemental؛ أي بكالوريا أساسية. تخرج بدرجة طبيب مساعد، وتزوج من أسبانية متضامنة مع الصحراويين وتحبهم، وبدأ يعمل في مستشفى الداخلة. في ذهن أي شخص يعرف أسبانيا والغرب بصفة عامة فإن من يتخرج ليمارس مهنة الطب، ويتزوج من أسبانية يعني، أوتوماتيكيا، أنه "سيتأسبن"( يتنصرى)، وأن أبواب أسبانيا ونوافذها وبريقها انفتحت له، وانه يخطط للبقاء فيها ويبني عشه ومستقبله المضمون هناك. بعض رفاقه تصوروا أنه سيبقى لإن الأطباء مطلوبون في أسبانيا المتخلفة آنذاك، وزواجه من الأسبانية يعني أنها ستربطه بسلاسل من الروابط بأسبانيا وستنتزعه من جذوره ومن وطنه ومدينته ومن شعبه ومن عائلته وتذهب به إلى ما وراء البحر. الذين تصوروا ذلك التصور أخطأؤا التقدير، وبدا أنهم لم يهضموا عقلية وشخصية بلا احمد زين بما فيه الكفاية. منطقيا، إن مهنته وزواجه من الأسبانية كانت ستجعله يفكر في مستقبله الشخصي، ويترك السياسة، لكن هو فعل العكس. بدأ نشاطه النضالي مبكرا، وشارك مشاركة نشطة في تأسيس اتحاد الطلبة الصحراويين في أسبانيا، وبدأ يتجاسر ويطلب من الاستعمار أن يتفاوض مع الصحراويين علنا. نشاطه السياسي ذاك وأعماله النضالية، ستجعله يدخل السجن في ديسمبر 1974م في تينيريفي ذاتها هو ومجموعة من رفاقه الشبان المناضلين. في صيف سنة 1975 شارك في تأسيس الاتحاد العام للطلبة الصحراويين، وبدأ يناضل بشراسة في الداخل. كان يستطيع أن يواصل دراسته العلياء في أسبانيا، لكن دقت ساعة الحسم. طلبت جبهة البوليساريو من الطلبة الذين يدرسون في أسبانيا أن يتركوا الدراسة ويلتحقوا بشعبهم لإنه في حاجة إليهم، فالتحق حوالي 80 منهم. حين سمع الشاب بلا بذلك النداء قال لهم كلمته الشهيرة :" لن أبيت ليلة واحدة في أسبانيا." كان من بين ال80 طالبا صحراويا الذين التحقوا بالقضية. حدث العكس تماما: بدل إن تؤثر عليه الزوجة الأسبانية وتربطه بأسبانيا، أقنعها هو أن تذهب معه إلى الصحراء وتنضم لجبهة البوليساريو، وتلتحق بمخيمات اللجوء. وبدل إن يستغل شهادته ويبقى يعمل في أسبانيا يبني مستقبله، ترك كل ذلك الحلم الوردي المضمون التحقيق بما يوفره من أريحية واستقرار وانسجام وعاد لوطنه. بعد تأسيس الجمهورية الصحراوية في 27 فبراير 1976م، وتشكيل أول حكومة في 4 مارس من نفس السنة، أسندت للشاب بلا احمد زين، ذي الأثنين والعشرين ربيعا فقط، واحدة من أصعب المهام في تلك الحكومة وهي مهمة وكيل وزارة الصحة والتربية والشئون الاجتماعية. كان أصغر وزير في تلك التشكيلة، لكنه كان بشخصيته القوية وذكائه قادرا على جعل نفسه يظهر في مسرح الأحداث كرجل مجرب وكبير سنا.
الحرية، زوجة الشهيد بلاَّ احمد زين الأسبانية التي أصبحت صحراوية
في ذهنية الكثير من الصحراويين، أن من تزوج من أجنبية، فإن ذلك يعني أنه انسلخ من وطنه وأهله وشعبه، وأنه سيعيش في المهجر. بالنسبة لبلا أحمد زين حدث العكس: هو الذي أتى بزوجته إلى بلده وإلى واقعه المأسوي أنذاك، وأكثر من ذلك أقنعها أن تذهب مع شعبه إلى خنادق النضال والقتال في الصحراء. هي أيضا، كان تحمل في عمقها بذرة الطيبة والنضال وحب الصحراويين. تركت زوجته الأسبانية كل الرفاهية التي كانت تحلم بها فتاة في مثل سنها في أسبانيا وفضلت حياة الصحراء بما فيها من صعوبة وقساوة وشراسة. غيَّرت اسمها، لغتها وتركت جنسيتها ودارها وأهلها وثقافتها وملابسها وقررت أن تلتحق بالزوج في المخيمات وتعيش معه معاناة شعب بأكمله. هي طبيبة مثله، تمارس مهنة الطب، وحتى تصبح صحراوية أكثر وتمعن في اقتناعها، أصبحت تحمل اسم "الحرية"؛ "الحرية"، أكثر كلمة تغنى بها الصحراويون في كل تاريخهم وقدموا من أجلها الكثير من الشهداء . أصبحت الحرية تلبس الملحفة وتشرب الشاي وتأكل مما يأكل اللاجيئون: الخبز الملوث بالرمل والمغمس في الزيت او حبات من العدس في ماء مغلي. بدأت تداوي الناس تحت القصف في أم دريكة، وكانت مجبرة، بسبب عملها، أن تبقى في الأماكن الخطرة. فأين ما قصفت الطائرات كانت الطبيبة الحرية وفريقها تذهب إلى مكان الأنفجار لتساعد الجرحى. تواجدها في عين الجرح وفي مكان الانفجار، كاد يكلفها حياتها. جُرحت أثناء قصف ام دريكة في الفخذ واليد التي تداوي بها، وأختلط لون الدواء الأحمر الذي كانت تداوي به الجرحى مع دمها. أحرقت قنبلة نابالم مجنونة الخيمة التي كانوا يستعملون كمستوصف بسيط في المخيم. رفضت الحرية أن تذهب إلى أسبانيا للعلاج، وبقيت مصرة إن تبقى مع الشعب الذي تزوجت منه. كان الناس ينصحونها أن تعود إلى وطنها حفاظا على حياتها؛ ينصحونها أن تعود إلى رفاهية أسبانيا وألوانها وأضوائها، لكنها كانت من نفس الطينة التي منها زوجها. كان اقتناعها أقوى من عاطفتها فرفضت العودة إلى أسبانيا، وقررت إن ترحل مع الصحراويات إلى اللجوء. في المخيم بنت خيمة وبيت من الطوب مثل كل الصحراويات، وبقيت هناك حتى بعد استشهاد زوجها.
الشاب، الوزير والشهيد
في تلك الأيام – ابريل 1976م- لم تكن في المخيم حبه اسبرين واحدة ولا حقنة ولا ضمادة ولا قطرة دم في عرق أو وريد، وكان الوضع كارثياً وأكبر بكثير من إن تتم السيطرة عليه. النساء يلدن في العراء، الجرحى يستشهدون في الطريق بسبب نقص الدم، والفوضى عارمة في تلك الصحراء التي اتخذها الصحراويون وطنا مؤقتا. ومما عقَّد الوضع أكثر إن بلاَّ احمد زين كان وزيرا للصحة والتعليم والشئون الاجتماعية في نفس الوقت؛ أي انه وزير الثقل كله، ووقع على عاتقه أكبر تحدي. كانت وزارته – هي في الحقيقة ثلاث وزارات: الصحة، التعليم، الشئون الاجتماعية – هي الوزارة التي تحدث فيها أكبر المشاكل بسبب قلة الامكانيات المادية والبشرية وسوء الوضع البشري للصحراويين آنذاك. لم يكن هناك أطباء ولا معلمين ولا إطارات وكان الوضع يوصف، إذا تحرينا الدقة، بالكارثي.
ورغم الوزارة وما يمكن أن تضمنه من رفاهية حتى في اللجوء، إلا أن الوزير الشاب استهزأ بكل ذلك وبقى يمارس مهنة الطب في الميدان وتحت الخيام، ويعيش بين الناس يداويهم ويسهر على راحتهم. كانت الوزارة بالنسبة له عبئا ثقيلا يضاف إلى مهنة الطب، وكان من الممكن أن يكتفي بتوجيه الأوامر من أعلى وينزع عنه مئزر الممرضين الأبيض، لكنه رفض. بقى وزيرا لكن بمئزر وسماعة طبيب. الذين عرفوه قالوا أنه خلال الفترة التي تقلد فيها الوزارة لم يشاهدوه إطلاقا بدون مئزر الطبيب.
لكن القدر لم يمهل ذلك الشاب أن يبقى يصنع أسطورته في تلك الصحراء طويلا. الأبطال دائما عمرهم قصير بسبب تواجدهم في عين الخطر، وبسبب قيامهم بما لا يستطيع الناس العاديون القيام به. استشهد بلاَّ احمد زين، لكنه لم يستشهد استشهادا حاسما وسريعا في المعركة العادية التي يستشهد فيها المقاتلون وهم يقاتلون. استشهد استشهادا بطئا في معركة أخرى أصعب من معركة الرصاص، معركة هي معركته هو وهو مخترعها، والذي أعطى المثل الأعلى فيها حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. كان هو أول وزير صحة في العالم يعيش يومه بين المرضى والجرحى يتبرع لهم بدمه حين لم يجدوا حبه اسبرين أو حقنة توقف النزيف. كان الناس يموتون أمامه والجرحى يصرخون وينزفون من الألم والنساء الحوامل يلدن في العراء. كان نقص الدم والدواء هو أكبر تحدي للوزير الشاب وطاقمه المتكون من عدة رجال فقط. لا يوجد دم، ولا دواء والناس العادية مصابة بفقر الدم، ولا أحد يعرف فصيلة دمه. هو وحده، بسبب ممارسته الطب، كان يعرف فصيلة دمه، وكان كلما اكتشف إن جريحا أو مريضا ينقصه الدم من فصيلته يتبرع له هو شخصيا. كان يتبرع ويتبرع حتى نفذ دمه كله دون إن يعلم. قبل أن يستشهد بيومين تبرع بالدم لبعض الجرحى، وبدل أن يستقر حتى يعوض ذلك النقص في الدم ذهب إلى أم ريكة التي كانت لازالت تئن تحت مخلفات القصف. لم يكن يولي نصائح الأطباء أي اهتمام لإن الوضع كارثي. كان يتبرع بالدم ولا يأكل ولا يشرب ويسهر حتى الفجر يداوي الناس. لم يكن يؤمن أنه وزير، كان طبيبا فقط وعاش بعقلية الطبيب الذي يتبرع حتى بدمه.. حين وصل إلى أم دريكة بدأ جسده يصفر وبدأت مقاومته تضعف حتى انهار وانتهى. حين استشهد لم يجدوا في عروقه ولا قطرة دم واحدة. حسب الأطباء فإن سبب الوفاة هو تدهور حاد في نقص في الدم. دُفن قرب أحد جبال ام دريكة عند مخرجها الجنوبي أتجاه قليبات الفولة؛ في مكان مرتفع يليق بعظمة الرجل وعلو همته. استشهد في ابريل سنة 1976م، وفي الثانية والعشرين من العمر، تاركا وراءه شعبا معجبا به وبتضحياته وبساطته. حين استشهد أعترف له الجميع بالوطنية الصادقة، بالإخلاص، وانه ليس انتهازيا ولا مرتزقا. كان الوحيد من بين رفاقه الذي كان يستطيع إن يبقى في أسبانيا ويعيش برفاهية، لكنه فضَّل اللجوء والوطن. استشهد وهو وزير، وقد يكون هو أصغر وزير يستشهد في العالم. كان عمره فقط إثنين وعشرين سنة.
السيد حمدي يحظيه
sidhamdi@yahoo.es
الفيس بوك: sid hamdi yahdih أو السيد حمدي يحظيه .





حركة عدم الانحياز تعبر عن دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

أعربت حركة عدم الانحياز عن تشبثها بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره طبقا للشرعية الدولية ومبادئ الأمم المتحدة.
وكشف وزير الخارجية الجزائري السيد رمطان لعمامرة أمس الاثنين في تصريح للإذاعة الجزائرية ، أن المؤتمر الوزاري السابع عشر لحركة عدم الانحياز الذي تحتضنه الجزائر ، عبر عن تشبث دول الحركة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق الشرعية الدولية.
وأكد لعمامرة ، أن الجزائر كانت مهد الثورات ولا يزال اسمها شامخا في سجل الدول الأولى في محاربة الهيمنة العالمية – ثنائية أو أحادية القطب – وهي وفية لمبادئها التواقة للحرية والعدالة بين جميع شعوب العالم.
كما جدد وزير الخارجية الجزائري تضامن ومساندة دول حركة عدم الانحياز لنضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، مبرزا أن اجتماع لجنة فلسطين ضمن أشغال الدورة الحالية سيكون فرصة لتجديد التزام الحركة بمساندة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه.
المصدر: ( واص )

ذكرى وفاة الأب والأديب والشاعر الكبير براهيم ولد اللود ولد الصالح


في يوم 27 ماي منذ سنتين رحل عن هذا العالم واحد من كبار الشعراء والأدباء الصحراويين الذين سطع نجمهم ليس في الصحراء الغربية وحدها، لكن في المنطقة كلها خاصة في موريتانيا. فحين كان شاعرنا شابا قرر أن يهجر منطقته زمور التي ولد وتربى فيها وذهب إلى الساحل وتيرس حين كانت الحركة الأدبية مزدهرة وكان الشعر والأدب مزدهرين. كان يحس أنه خلق للأدب والشعر والإبداع فانتقل إلى ربوع تيرس ليصرف موهبته هناك بين الشعراء والأدباء حيث كان شعر ولد جد اهلو وولد الجدود متداولا هناك. وحين كان يهم بالذهاب إلى الساحل وتيرس قال كافه الشهير:
مشيي للكبلة باح لي وعلي ماهو زاحل
شفت البراكة ساحلي وأهل الساحل ساحل
وحين وصل إلى تيرس والتقى بأهلها وشعرائها أحس أنه يستطيع أن يذهب بعيدا بحثا عن الشعر والشعراء فبدأ يسافر من حين إلى آخر إلى موريتانيا مأخوذا بالحركة الأدبية في البلد الشقيق.
في الوقت الذي كان فيه الشاعر الصحراوي ابراهيم ولد اللود يجول ويصول في المنطقة أو ما يسميه هو بالساحل، كان شاعر آخر ومغني وفنان موريتاني، هو سدوم ولد آب، يتردد على الصحراء الغربية ويلتقي بأهلها. كان الصحراويون يلتقون به ويستدعونه ويكرمونه ويجزلون له العطايا فكان يتردد عليهم. في إحدى جولاته التقى سدوم بأإبراهيم ولد اللود ونشأت بينهما صداقة من نوع خاص. أعجب سدوم بموهبة ابراهيم في الشعر وفي الحكي فأصبح يصطحبه معه في رحلات طويلة إلى موريتانيا خاصة المناطق البعيدة منها. نظم ابراهيم الكثير من القصائد المشهورة التي يحفظها الكثير من الناس ولازالوا يرددونها في كل أنحاء الصحراء الغربية.
بعد أن اشبع رغبته الأدبية من الساحل ومن الشعر ومن الأدب عاد إبراهيم إلى موطنه زمور كي يستقر هناك وفي خياله ذكريات كثيرة عن شعراء عاش معهم وعن أرض أحبها وهاجر إليها بحثا عن الأدب.
كان من أول الشعراء الذين نظموا قصائد ثورية تمجد الثورة والكفاح والنضال. في المخيمات انضم إلى الشعراء الوطنيين الكبار وبدأ يقاتل بالكلمة الملتزمة حتى وافاه الأجل يوم 27 مايو 2012م. كلماته وقصائده لاقت رواجا كبيرا بين الصحراويين خاصة في المناطق المحتلة وموريتانيا. من بين القصائد الشهيرة التي حفظها الناس في المنطقة قصيدة " لاتنفكعي يالساقية".
لاتنفكعي يالساقية والل قولي للوادي
يفرح والناس الباكية تفرح يوم الميعاد
وعلى خطى الأب سافر الأبناء النظيف ولمغيفري يقتفون خطوات الوالد في موريتانيا الشقيقة. هناك التقوا بعائلة سدوم خاصة سيداتي ولد سدوم. استقبلهم استقبالا يليق بهم وبذكرى والدهم الذي لازال يتذكره. وتكريما لذكريات الوالدين سدوم وإبراهيم قام سيداتي الصغير بتسجيل شريط سماه شريط زمور تكريما لذكرى إبراهيم وصداقته مع سدوم.
رحم الله الشاعر والاب براهيم اللود.
المصدر: المستقبل الصحراوي.

قانوني صحراوي يعتبر المصادقة على مشروع قانون التعدين غير قانونيو


اعتبر قانوني صحراوي ان الاستشارة القانونية لتمرير قانون التعدين مفتقدة للاساس القانوني بقوله "إن الاستشارتين اللتين قدمهما مستشاري الحكومة والبرلمان امام نواب المجلس الوطني حول قانون التعدين كانتا إستشارتين غير مبنيتن على اساس قانوني دقيق."
واضاف ابراهيم محمد امبارك وهو قاضي معتمد بالمحاكم الصحراوية " أن المبرر الذي دفع غالبية نواب الشعب الصحراوي في المجلس الوطني الى التصويت بالاغلبية (40 نائبا) هو الوقوف خلف هاتين الاستشارتين اللتين جاءتا لاول مرة في تاريخ المجلس لتمرير وتأكيد حجج من أرادو من النواب التصويت بأية طريقة ممكنة على قانون التعدين المثير للجدل، وبالرجوع إلى مواد الديباجة التي افتتحت هذا القانون الذي اصبح منذ اليوم حيا يرزق بعد المصادقة عليه بالاجماع، نجد ان المواد 10 و17 لاتجد محلها من هذا القانون "التعدين" فهي تتكلم عن أشياء أخرى تتعلق أصلا بصاحب الحق في السيادة ومالكها لا بموضوع هذا الحق من قبيل مسلمة أن الشعب يمارس سيادته من خلال ممثليه والمؤسسات الدستورية في الدولة كما نصت عليه المادة 10 من الدستور، ولاتتكلم إطلاقا عن شرعية أو قانونية هذا الحق لأن المادة 46 من الدستور وضعت قيدا خاصا على هذه الشرعية يتعلق أساسا بموضوع هذا الحق كونه هو الذي قيد هذه الأحقية الدستورية والقانونية في ممارسة السيادة من عدمه، أو في مدى ملكية الشعب لخيراته الباطنية والبرية والتي توجد في المياه الاقليمية التابعة للدولة الصحراوية كما جاء في المادة 17 ، فيما تنص المادة 46 ـ التي وردت في ديباجة هذا القانون ـ بصراحة على أنه " بعد استكمال السيادة الوطنية يصبح اقتصاد السوق وحرية المبادرة معترف بهما كما يسمح بالاستثمار العام والخاص والاستثمار الأجنبي الذي ينظمه قانون".
وهذا يفهم منه أنه لايجوز بأية صفة كانت لأحد بموجب هذا النص المقيد لحق الشعب ومؤسسات الدولة بل لايمكن لاي كان الحق في الاستشمار تحت اي عنوان عاما كان اوخاصا وطنيا كان او أجنبيا وكذا ماتعلق باقتصاد السوق وحرية المبادرة ـ إلى متى ـ إلى غاية استكمال السيادة. دون الحديث في مدى أحقية الشعب في ممارسة سيادته من عدمها لأنها في الواقع مقيدة بحكم الاحتلال وبحكم وبقاء جزء هام من الارض تحت سيطرة هذا الاخير، وأنا أتساءل بإستفام كبير عن سبب وجود نص المادة 46 الذي يمنع صراحة أي عمل ينتج أثارا قانونية وله علاقة بالإستثمار ولو كان تحت عنوان التعدين او التنقيب او الاستغلال أو الإستشمار ويصوت عليه المجلس الوطني ويدرج هذه المادة 46 من الدستور في ديباجة قانون التعدين الذي تمت المصادقة عليه وهذا هو حاله القانوني والدستوري.
وعند فهم محتوى هذه المواد التي جاءت في ديباجة قانون التعدين الجديد لا أجد كرجل قانون أي أساس أو مبرر قانوني يمكن الاستناد عليه لبناء وتثبيت قانون من صنف هذا القانون الخالي من اية ركائز دستورية ولاقانونية، الى هنا اظن اني ارحت ضميري من عناء مسؤولية قول الحقيقة مهما كان سببها مادام الشعب الصحراوي هو المعني الاول والاخير بكل مايصدر عن ممثليه في المجلس الوطني الصحراوي السلطة المختصة بالتشريع وسن القوانين".
المصدر : وكالة لاماب المستقلة

البرلمان الصحراوي يشرع نهب ثرواتنا الطبيعية

صادق المجلس الوطني على مشروع قرار يسمح للنظام الصحراوي بابرام اتفاقيات مع شركات دولية لنهب الثروات الطبيعية الصحراوية، مساء يوم 26 ماي 2014 على مشروع القرار الجديد الخاص بالتعدين باغلبية مريحة.
وحاز القرار على مواقفة 40 صوت
فيما عارضه كل من : الديه النوشة ،نائب عن ولاية السمارة و ابراهيم مولود ، نائب عن الناحية العسكرية الاولى و اخناثة محمد السالك ، برلمانية عن ولاية العيون ، وامتنع عن كل من: أممة الداه برهاه ، برلمانية عن ولاية بوجدور و حمودي عبد الفتاح ، نائب عن الناحية العسكرية السابعة.
وجاءت المصادقة على القرار بعد حملة كبيرة داخل اروقة برلمان 9 يونيو اعتمد فيها اصحابها على شراء ذمم نواب الشعب الذين فضلوا مصالحهم الشخصية على مصالح الشعب والقضية بعد ان سبق لمعظم النواب الحاليين ان رفضوا نفس المشروع في مناسبتين سابقتين.
يشار الى النظام الصحراوي ابرم اتفاق مع شركة بريطانية قبل مصادقة البرلمان الصحراوي على مشروع التعدين وهو مايعني ان النظام الذي يدعوا الى احترام نصوص الدستور التي تنص على عدم استغلال الثروات الطبيعية قبل الاستقلال الوطني هو اول من يدوس على نصوص هذا الدستور عندما يتعلق الامر بمصالحه الاقتصادية الضيقة.
وسيتخذ المحتل المغربي من هذا القرار ذريعة للمزيد من نهب الثروات الطبيعية الصحراوية، وكان يفترض بالنظام الصحراوي ان يقوم بحملة تحسيسية في الاوساط الشعبية لاستشارتها حول هذا المشروع، لان الثروات الطبيعية ليست ملك للنظام بل هي ملك لكل افراد الشعب الصحراوي وبالتالي لايجوز لاي كان التصرف فيها دون الرجوع لمالكها الحصري الا وهو المواطن الصحراوي.
وقد اعلن مجموعة من النشطاء الصحراويين في وقت سابق عن عزمهم القيام بحملة دولية لمناهضة هذا المشروع الذي لن يستفيد منه الا اثرياء الازمة من رموز الفساد في الرابوني وهذا في حال مصادقة البرلمان على مشروع قانون التعدين.

الاثنين، 26 مايو 2014

حريق بمؤسسة التجهيز يلتهم نصيب حوالي 200 عائلة صحراوية من الخيام

شب يوم امس 25/ماي/2014 حريق بمؤوسسة التجهيز الصحراوية ، ملتهما محتويات حاوية داخل مخازن المؤوسسة، و قدرت الخسائر الناجمة عن هذا الحريق بحوالي 100 "رولة" ( رزمة قماش من النوع المصنع خصيصا للخيام ) اي حوالي 200 خيمة من ( الرول الابيض ) كانت موجه للمواطنين الصحراويين التهمتها النيران . وحسب مصادر في مؤوسسة التجهيز فإن الحريق ناجم عن قيام احد الموظفين باشعال النار في طرف رولة احدى رزم القماش و ذلك من اجل معرفة جودة نوعيته، لكن الحاوية كلها تحولت الى كتلة من اللهب بمجرد اشعاله النار في طرف احدى "الرولات" و ذلك بسبب المادة المشمعة سريعة الاشتعال التي تستعمل في هذا النوع من القماش الخاص بالخيم . و يعتقد كثيرين أن اطرافا داخل وزارة التجهيز التي يديرها سيداحمد بطل، تعمدت اشعال النار في الحاوية للتغطية على فقدان كمية من الرول تكون قد سرقت قبل ذلك. وهو الاحتمال الارجح خاصة وان هذه الحادثة الطريفة لم تشهد مثلها المخيمات منذ انطلاقة الشعب الصحراوي قبل 38 سنة. وهو ماقد يضيف هذه الحادثة الى مسلسل الفضائح النظامية التي بدأت تظهر يوم بعد يوم وضحيتها بطبيعة الحال هو المواطن الصحراوي البسيط المغلوب على امره.

الأحد، 25 مايو 2014

القيادة تحاول تضليل الرأي العام لتشغله عن سيل الفضائح


بعد عجزها عن محاربة الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة الصحراوية وعن التصدي لـ "منقبي" الرحيبة المغربية الذين لازالوا يعملون بكل حرية من داخل مخيمات اللاجئين، قامت القيادة الصحراوية بتوزيع منشور صادر عن رئاسة الجمهورية و توزعت القيادة لتعميمه في الولايات، وتكفل وزير الداخلية حمة سلامة بقرأته يوم السبت في قاعة وزارة الثقافة و جاء في البيان : ان شباب التغيير ( شباب الرحيبة ) و خط الشهيد تنظيمات مغربية تعمل من داخل الجسم الصحراوي، و ان شباب 5 مارس هم مجموعة هدامة و اخطر من هذه التنظيمات كلها. كما تحدث المنشور عن عدائية الاعلام الالكتروني الحر و أن العدو يعتمد عليه لضرب الوحدة الوطنية و يموله و يمده بالمادة الاعلامية وتحدث البيان كذلك عن احداث ولاية العيون الاخيرة .
ان تأكيد القيادة ان شباب 5 مارس هو اكبر خطر من شباب الرحيبة لهو دليل ان قيادة الرابوني تحرص على كراسيها اكثر من حرصها على القضية الوطنية، لان الرأي العام الصحراوي على يقين ان شباب الرحيبة لهم صلة مباشرة بالعدو المغربي بينما لم تستطع القيادة ولا ازلامها ان تقدم اي دليل مقنع عن صلة شباب 5 مارس بالعدو المغربي.
المنشور الاخير يعتبر تخبطا من القيادة العاجزة التي باتت تختزل القضية في اشخاص فاسدين فضلوا انفسهم على الوطن وقدموا مصالحهم الشخصية على المصالح الوطنية العلياء. حيث تخلط القيادة بين شباب الرحيبة المعروفين بتعاملهم مع العدو من خلال مراسلتهم له و بث موادهم عبر اعلامه مع شباب الثورة الصحراوية ( 5مارس ) الذي اثبت عبر السنوات الثلاثة الماضية من خلال نشاطاته انه وطني بامتياز من خلال محاربته للفساد والمفسدين من داخل المخيمات مكشوف الهوية، وعرفت كل تظاهرات 5 مارس التي احرجت النظام بانها كانت اول تظاهرات سلمية وغير قبلية في التاريخ الصحراوي الحديث، اضافة الى انها تمت امام الكتابة العامة التي اصبحت محجا لكل الغاضبين بعد 5 مارس. كما اجبر شباب الثورة الصحراوية قائد النظام من خلال اعتصامهم ولمدة 50 يوما على الخروج من الباب الخلفي للرئاسة، وربما اتى البيان الاخير للانتقام بعد الحرج الكبير الذي سببه شباب الثورة الصحراوي لرموز الفساد في الرابوني.
قيادة الرابوني العاجزة وبدل اتخاذها لاجراءات ملموسة في حق من اصبحوا يعرفون بشباب الرحيبة لجأت الى خيار التضليل عبر اقحامها لشباب الثورة الصحراوية الذي التزم الصمت في المدة الماضية ولم تتحدث عنه اي وسيلة اعلامية. ولم يصدر عنه اي بيان حتى تتضح الصورة للرأي العام الوطني ويعرف الفرق البين بين من يتبعون للاحتلال المغربي وبين المعارضة الوطنية النزيهة الهادفة الى محاربة الفساد والمفسدين.
الاعلام الالكتروني الحر لم يسلم من اتهامات النظام وهذا بعد ان اصبح هذا الاعلام شوكة في بلعوم الفساد من خلال تقديم الادلة الملموسة على كل اجندات النظام المنتهي الصلاحية .
بيان القيادة الصحراوية يثبت وبالدليل ان قيادة "الرابوني" تعيش في كوكب آخر بعيد عن التطورات التي تشهدها الساحة الداخلية، فالمواطن لم يعد قاصرا عن فهم مايدور حوله من احداث، كما ان زمن تقديس بيانات القيادة قد ولى خاصة بعد ان اصبحت الاختام الرسمية لوزارة الدفاع الوطنية تستخدم ليس لدعم جاهزية الجيش الصحراوي بل لتبرير الفساد الذي ينخر النظام.
يشار الى انه لم يتم الاعلان عن هذه الندوات في وسائل الاعلام النظامية كما انها جرت في ظل تعتيتم كبير واقتصر الحضور فيها على الموظفين فقط، وتم منع اي مداخلات، لكن ثلاثة من الاطارات فرضوا انفسهم على المنظمين و ركزوا في حديثهم على الفساد و الفوضى داخل الاجهزة الامنية.
المصدر: المستقبل الصحراوي.

أوكسفام ترغم المملكة المغربية من اجل الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية


شارك المجتمع المدني الصحراوي الي جانب وفد يمثل منظمات مغربية ما بين 21 و23 مايو/آيار الجاري في المشاورات التي نظمتها منظمة أوكسفام وكرايسس آكشن، للمجتمع المدني لشمال إفريقيا من أجل تحديد أهم التحديات والمشاكل المطروحة على المنطقة ، وتقديم تقرير بالموضوع لمجلس السلم والأمن الإفريقي الذي يحتفل نهاية هذا الأسبوع بذكرى إنشائه العاشرة.
وشارك عن المجتمع المدني الصحراوي كل من لعروسي عبد الله ممثلا عن جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين وماء العينين لكحل ممثلا عن المرصد الصحراوي للثروات الطبيعية ، أن عرضا أمام المشاركين وضعية الصحراء الغربية مع التركيز على انتهاك الحق في تقرير المصير ، وموضوع حقوق الإنسان والثروات الطبيعية كمواضيع فرعية.
وساهم المشاركون بفعالية في طرح الأفكار التي ستتم صياغتها في تقرير نهائي لتسليمها لمجلس السلم والأمن الإفريقي كجزء من مساهمة المجتمع المدني في الحوار التفاعلي مع المجلس وسبل التغذية والإغناء لمنظومة السلم والأمن الإفريقية.
وللتذكير ، فقد كانت مفوضية الاتحاد الإفريقي قد عينت عدة منظمات دولية لرعاية الحوار ما بين ممثلي المجتمع المدني الإفريقي حسب المناطق ، وهو ما قامت به منظمة أوكسفام بالنسبة لشمال إفريقيا ، حيث استدعت ممثلين عن عدة منظمات من دول هذا الجزء من القارة.
وشارك في هذه المشاورات إلى جانب الصحراويين ممثلون عن كل من : موريتانيا ، مصر ، تونس ، الجزائر وليبيا والمغرب بالنسبة لشمال إفريقيا، إضافة إلى ممثلين عن: السودان ، الصومال وجنوب السودان
أما بالنسبة للمشاورات التي أجريت على مستوى الأقاليم الإفريقية الأخرى فقد شارك فيها ممثلون عن كل من: جنوب إفريقيا، بوتسوانا، الكونغو، مدغشقر، ناميبيا ، موزمبيق ، زامبيا ، زيمبابوي ، ليسوتو، سوازيلاند، كينيا، إثيوبيا ، رواندا ، بوروندي ، سيرا ليون ، السنغال ، غينيا بيساو، طوغو، نيجيريا ، بنين ، مالي ، النيجر ، بوركينا فاسو ، غينيا ، غامبيا ، ساحل العاج وغانا وممثلون عن المنظمات الدولية الراعية لهذه المباردة.

الدولة التي تحولت إلى غنائم وأسلاب بسبب ( الطابور الخامس)

الأحمق من يعتقد بأن كل الناس من حوله يحبونه،أما العاقل فهو الذي يؤمن بأنه من كان له عدوا واحدا يجده في كل مكان،ومن كثرت أعدائه فلا أرض تسعه ولا حيطة تقه ،وربما كان هذا هو حال الأنظمة الشمولية،التي سعت في قطع شعرة معاوية التي كانت تربطها بشعوبها، فاتحة بذلك سجل لعداوات لا تنتهي، والظاهر الذي لا يحتاج إلى القول أن طوابير(اميليو مولا)،استفادت من هذه القطيعة أو هذا الجفاء السياسي فتمكنت من التسلل و التوغل بين الصفوف بعد أن فتحت لنفسها ثغرات عديدة، وتعمل الآن كالفائزة بالوضع، الذي نراه الآن، فقد كرست هذه الطوابير في الماضي معني الاعتماد على الجواسيس ،بما أسماه (مولا)،بالطابور الخامس، خلال الحرب الأهلية الاسبانية عام 1936م.
(طوابير مولا) ، هم حفنة من الخونة الذين باعوا أنفسهم والوطن ليس من أجل الإيمان بحقيقة واقعية مشهودة , إنما من أجل مصالح مادية، بحيث يعمل هؤلاء على تقويض صورة النظام من الداخل وإفساد حالة التوحد والاصطفاف وحمل الناس على الانشغال بالمشاكل الداخلية لصرف النظر عن مواجهة العدو الحقيقي وهي بذلك تشن حرب الكلمة المفتوحة الموجهة للنفوس ،والضمائر وهي لا تقل خطورة عن الحرب التي كانت موجهة للأجساد والممتلكات والانتصارات والشرعية، خاصة وأن الظرف الحالي يتوفر على معطيات صعبة ،وأن المناخ السياسي والاجتماعي على وجه التحديد قد يكون مناخ مضياف،لتوفره على بيئة ملائمة لاحتضان أي عمل من شأنه أن يمارس تأثير معين،وقد ساعد كثيرا هذه الطوابير لأنها في واقع الامر لا تعمل في فراغ منفصل عن الحقائق المعاشة بالتركيز على المواضيع المثيرة والجالبة للانتباه فهي تسعى إلى تشجيعنا على الاستسلام بل تعدد لنا خياراته إنها تسهل علينا أمر تقبل الهزيمة في صمت بتصوير لنا صعوبة تحقيق اهدافنا عبر التشكيك بسلامتها وعدالتها .
فهذا اليوناني ( زوربا ) وقد قطع أصبعه الذي أعاقه عن فك مسمار!! وهذا شعبنا الذي يتردد ويعجز عن قطع رأس الدخيل الذي يعيق مسيرته نحو النصر!! إن أكبر امتحان يتعرض له الشعب الصحراوي اليوم هو محاصرة الواقع له, فإما أن يتحد ويتماسك ليستمر في كفاحه ويفرض حقوقه وينتصر لنفسه وإما أن يستسلم ليتحلل ويفشل وتذهب ريحه، ومن الخطأ جدا الاستمرار في المراهنة على الرأي العالمي، لأن إمكانية تدخله المباشر والفعلي من اجل حل قضايا استعصي حلها أمر نادر جدا، وفي نهاية الأمر فأنه أي الرأي العالمي يكن الإعجاب والتقدير لمن يثبت أنه موجود فعلا وقادر على انتزاع حقه لا قولا أو تظاهرا.
والشعب الذي يستحق الحرية والسلام فعلا , عليه أن يكون مستعد للحرب , ومسؤولية كل مواطن صحراوي اليوم باتت تفرض عليه الاستجابة لمختلف الأوضاع عبر بذل مجهود فردي يساعد في إفشال صيغ المعالجات التكتيكية المغرضة للعدو المغربي , خاصة و أن نضال الشعوب لا ينتصر بضربة قاضية , إنما بكثير من الوعي والاحساس بالمسؤولية , ومزيج من الصمود والاستمرارية.
بقلم: ازعور ابراهيم

نضالات المرأة الصحراوية حاضرة بالعاصمة الفرنسية باريس


شهدت مدينة ليمرو بضواحي العاصمة الفرنسية باريس اجتماعا لإعادة إحياء جمعية النساء الصحراويات بفرنسا التي كانت تنشط في الساحة الفرنسية منذ العام 1986م.
الاجتماع الذي حضره جمع معتبر من نساء الجالية الصحراوية بفرنسا، ابان عن الدور الهام الذي تلعبه المرأة الصحراوية في خدمة القضية الوطنية، والحرص على الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية الصحراوية، وهو ما تجلى في ضرورة تكثيف الجهد النضالي للمرأة الصحراوية بالخارج وحشده من اجل دعم القضية الوطنية وتحسيس الرأي العام الدولي بمأساة الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة وبمخيمات اللاجئين وفي الشتات.
ومن الاهداف النبيلة لتجمع النساء الصحراويات بفرنسا تأطير المرأة الصحراوية على مستوى الساحة الفرنسية، وخلق فضاء ثقافي صحراوي محض يسعى الى تعليم وتلقين ابناء الجالية الصحراوية بفرنسا العادات واللغة والتقاليد الصحراوية النبيلة وربطهم بثقافة مجتمعهم الاصيلة بشتى مقوماتها بهدف الحفاظ على أسس الهوية الصحراوية المتجذرة.
كما يهدف تجمع المرأة الصحراوية بفرنسا الى تحسيس وتوعية المجتمع الفرنسي بالقضية الوطنية والسعي الى كسب الدعم والتأييد ، وكذا الضغط على مجلس حقوق الانسان والحكومة الفرنسية وحثها على التخلي عن موقفها المنحاز للمحتل المغربي والاستجابة للنداءات الدولية المتكررة من اجل ايقاف الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان بالمناطق المحتلة بالصحراء الغربية وخاصة ما تتعرض له المرأة الصحراوية من سوء معاملة واعتقال يندى لهما الجبين.
هذا وقد عبر المجتمعات عن دعمهن ومساندتهن لنضالات جماهير انتفاضة الاستقلال بالمدن المحتلة، كما طالبن سلطات الاحتلال باطلاق سراح كافة المعتقلين الصحراويين والكف عن معاملة المرأة معاملة تتنافى والقيم والمواثيق وتمكين المرأة الصحراوية بالوطن المحتل من حقوقها المسلوبة.

وفي ختام الاجتماع تم انشاء مكتب تنفيذي من 6 عضوات يسير الجمعية ويشرف على تنسيق الاعمال وانجازها، ويتكون من :
لعلاء منت يحضيه، رئيسة
مينتو منت رانة، نائبة
السالكة منت احميداة، كاتبة
نيتو منت محمد عالي ، امينة المالية
الناصرة خنيبيلة، نائبة؛ وعن الاعلام مباركة منت بوسحاب
لكصرات محمد فاضل البشير باريس
مراسلة الصحفي ميشان ابراهيم اعلاتي

السبت، 24 مايو 2014

موجة عطش جديدة تجتاح الولايات في غياب تدابير الحكومة وتجاهل النواب


عادت الى يوميات المواطن الصحراوي من جديد أزمة المياه بعد اقتراب فصل الصيف اين تكثر الحاجة للماء باعتباره المصدر الاساسي لحياة الانسان، وخاصة في الاماكن الحارة والجافة كهذه التي يعيش فيها المواطن الصحراوي اللاجيء وبدات على غير العادة بعض العائلات تستنجد بالسيارات الخاصة لسد حاجياتها اليومية من الماء الشروب باكثر من شهر قبل حلول موسم الصيف هذا ولم تولي السلطات المحلية والجهوية الاهمية المطلوبة للموضوع بالرغم من تضرر العديد من العائلات واشتكاء الكثير من المواطنين من العطش، ولسائقي صهاريج المياه في كل مرة ياتون لتزويدهم بالمياه.
ويعاني السكان الذين يعيشون في الاطراف ولا تصلهم الانابيب بسبب الفترة الطويلة التي اصبحت تغيب صهاريج المياه عنهم والتي تتجاوز الشهر ما يعرضهم للعطش الشديد وقال احد المواطنين “ابراهيم محمد” وهو اب اسرة “بان صهاريج الياه لا تاتي الا بعد اكثرمن شهر بعد المرة الاخيرة التي قامت يها بتزويدنا بالماء”.
وقال بعض مواطني ولاية اوسرد بان المشكل لم يعد يطاق في ظل تمادي السلطات في التقاعس عن ايجاد حلول لنفس المشكل الذي عاشته الولاية الصيف الماضي فيما تعاني ولاية السمارة وبوجدور من نفس المشكل وبالرغم من اطلاع البرلمان على تفاصيل المشكل الا انه لم يبادر لمعالجة المشكل الذي يؤرق المواطنين وظل عاجزا هو الاخر عن الضغط على الحكومة لتلبية حاجيات المواطنين من المادة التي بدونها تنعدم الحياة.
وكان الولاة في وقت سابق اعلنوا رفضهم للجزء المتعلق بموضوع المياه في برنامج الحكومة، والقوا باللوم على البرلمان معتبرين مصادقته على برنامج الحكومة في الجزء المتعلق بموضوع المياه قد يسبب أزمة عطش غير مسبوقة خلال الصيف بسبب عدم تحديد فترة محددة تلتزم بها الوزارة المعنية كما كان معمول به في السابق، وكذا عدم تكافؤ الكمية المحددة لكل ولاية وحاجة المواطنين.
ويواجه المواطن الصحراوي البسيط موجة العطش هذه بمفرده فيما تبقى الحكومة تنتظر ان يتغلب المواطنون على مشاكلهم باساليبهم الخاصة.
وتعاني كل من ولاية السمارة وبوجدور واوسرد من النقص الحاصل في المياه دون تدابير عملية للحكومة وتجاهل النواب.
المصدر: (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)

البرلمان الصحراوي : من صراعات اللوبيات الى حروب الاصطفافات القبلية

بعد رفض البرلمان السابق في نهاية عهدته إنشاء لجنة تحقيق فيما سمي حينها "فضيحة الصهاريج "صيف العام الماضي إشتكى بعضا من النواب الذين كشفوا الفضيحة "للمستقبل الصحراوي" في أحاديث جانبية ماوصفوه تغلغل بعبع القبلية داخل جهاز يصف نفسه بأنه ممثل لكل اطياف الشعب الصحراوي مؤكدين ان الاصطفاف القبلي الذي تحالف مع لوبيات الفساد في المؤوسسة التشريعة قد اجهز على مقترح إنشاء لجنة للتحقيق في تلك الفضيحة التي دفع ثمنها المواطنين عطشا في فصل الصيف الماضي. بعض هؤلاء النواب كان قد اكد انه لن يترشح لعهدة ثانية طالما ان البرلمان يتحول بعد نتائج الانتخابات وداخل قبة "9يونيو " من كتل نيابية لكل دائرة انتخابية الى كتل قبلية تحركها حمية العصبية لحماية أقاربها الوزراء من المساءلة.
هذا الاصطفاف القبلي حسبهم شكل طيلة العهدة النيابية الاولى حجرة عثرة في سبيل تحقيق آمال الشعب الصحراوي في نوابه الذين انتخبهم لتمثيله قصد ايصال صوته، لكن بعضا من النواب يبدل جلده داخل قبة البرلمان وخلف الكواليس إلى نائبة من نوائب الدهر لاتهمها سوى التزلف للحكومة والدوران في فلك حماية مصالح اولاد القبيلة حسب ماقال هؤلاء مستدلين بقيام بعضا من زملائهم من لوبي الديناصورات المعمرة في الغرفة النيابية مدعوما ببعض من ازلام القبيلة بتجاوز الصلاحيات المخولة للبرلمان في التشريع والدوس على روح نصوص مواد دستور الدولة الصحراوية الصريحة فيما يتعلق بحظر إستغلال الثروات الطبيعية قبل استكمال السيادة حين لجأ هؤلاء الى محاولة تمرير "قانون التعدين" لمرتين دون احترام لنص وروح دستور الدولة الصحراوية .
انجلت ضجة الفضيحة الاولى خلف رفض البرلمان مقترح لجنة التحقيق ودفع اغلب النواب الذين كشفوا الفضيحة ثمن ذلك حين خرجت الحكومة سالمة وبدأ حينها للمتابعين ان الامور داخل قبة البرلمان على مايرام قبل ان تعيد فضيحة الاختلاس الاخيرة التي تورطت فيها المؤوسسة العسكرية نفس التجاذبات من جديد وتشعل الضرب تحت الحزام بين نواب الشعب الجدد القدماء، فيما يؤشر الى تحول منصة البرلمان الى حلبة صراع بين كتل قبلية متصارعة غطت على حرب اللوبيات التي كانت حامية الوطيس من قبل بين اللوبي القريب من الحكومة و الذي يدور في فلكها ويحميها طالما هي تدفع له تحت الحساب عن طريق المعونات العينية والنقدية وبعض النواب الشرفاء الذين حاولوا في اول الطريق ان يضعوا بصمتهم كممثلين للشعب الذي انتخبهم لمراقبة ومساءلة الحكومة لكنهم اصطدموا بلوبي الديناصورات المعمرة الذي ظل دائما حصنا منيعا تتحطم عليه نوايا النواب الجدد في إحداث تغيير كلما وُضِعت الحكومة مجتمعة او فرادى في عين العاصفة من قبل نواب الشعب. لكن يبدو ان صراع اللوبيات قد خفت حدته وانزاح عن واجهة الاحداث تاركا منصة الحلبة لصراع خبيث المرامي سيء الاسلحة تحول بموجبه البرلمان الى كتل نيابية قبلية على شاكلة طوائف لبنان تتبنى منطق "انا وخويا على ولد عمي . وانا ولد عمي على البراني" تتصارع بينها لجر الحكومة لمقصلة المساءلة قبل ان يخرج الوزير منتشيأ ومنتصرا من تحت جلباب رفض ابناء العمومة لتبني هذا المقترح او ذاك، ومساءلة الوزير حسب اهوائهم لكل كتلة قبلية مآرب في الدفاع او المحاسبة. صورة بدأ معها برلمان الشعب وهو يتقاتل فيما بينه مجرد ظهر يركبه البعض الى متاهات أخرى لن تفيد القضية بكل تأكيد.
يكتمل بؤس الصورة حين يتجلى حجم الصراعات في كل حدث ما ويظهر البرلماني الامي والمثقف ومن يدعي الثقافة مجرد اصفار في معادلة الدفاع عن مصالح الشعب مجتمعة حين يصطفون بالدم سدا منيعا لحماية ابن العم الوزير مهما بلغ حجم فساده طالما ان "اخوتو فغزي البرلمان" فلن يمسه بأس ولانصب تجسيدا للمثل الشعبي القائل "اللي خوتو فغزي مايبتط " . ومن يقترب من عرين الأسد ستصيبه سهام كتلة ابناء العم في الكبد.
وبينما تفوح رائحة حروب الاصطفاف القبلية هذه الايام من داخل قبة نواب الشعب يبرز سؤال مهم عن الدور الحقيقي للبرلمان الصحراوي في واقع السياسة داخل الدولة الصحراوية و جدوى وجود هذه الهيئة اصلا اذ لطالما سوقت القيادة الصحراوية في كل أحاديثها ان المجلس الوطني الصحراوي وهي التسمية الرسمية للبرلمان في الاخير ليس إلا منتوج يقدم للخارج وان وضعنا الحالي لايسمح بهكذا ترف، مؤوسة نيابية تقوم بدورها على ماينبغي وتضم كتل نيابية مختلفة المشارب والاتجاهات الفكرية كما في بقية دول العالم بينما لاتنطبق الصورة على البرلمان الصحراوي الذي يضم في الظاهر كتلة واحدة الفكر السياسي لكن يبدو انها مختلفة الاهداف في الممارسة اذ يطل بعبع القبلية في كل امتحان للبرلمان.
قد يبدو للعارفين من البداهة القول ان القيادة الصحراوية تلتزم اكثر بماتراه سياسة عامة سطرها المؤتمر الشعبي العام للحركة في شتى المناحي والقطاعات التي ترتبط بحياة المواطن داخل الحيز الجغرافي الذي يخضع لسلطة الدولة الصحراوية، كل ذلك عبر وثيقة برنامج العمل الوطني بين مؤتمرين وفي هكذا حالة يبدو دور البرلمان ثانوي بالرجوع الى ان اعلى سلطة تشريعية في الدولة الصحراوية هي "المؤتمر الشعبي العام" وليس البرلمان طبعا الذي يجد نفسه برلمان دولة ينقاد بمساطر قوانين الحركة، وهو مايعني فوضى قانونية لاحدود لها يجد معها المتابع للشأن الداخلي نفسه في حلقة مفرغة من المتاهة في التسيير.
وضعية البرلمان الصحراوي في هكذا نظام تثير اسئلة ضرورية : مافائدة برلمان يذكي النعرات القبلية ولايحمي مصالح قواعده الانتخابية من شطط القيادة في تدبير الشأن العام؟ . ولماذا اذا كان البرلمان الصحراوي هيئة يحسب لها حساب خارج حدود الوطن كما تسوق القيادة لاينتزع حقه في تعيين ممثلين عنه في البرلمان الافريقي بدل التعينات التي يقوم بها رئيس الدولة دون الرجوع لممثلي الشعب في هيئة قارية منوط بها الدفاع عن مصالح الشعوب بدل الحكومات والانظمة التي تتغير اما بالانقلاب او الانتخابات؟ ولماذا يعجز البرلمان الصحراوي عن انتخاب رئيسه الذي يعينه الرئيس في تناقض مع كافة القوانين المعمول بها عاليما؟.
وسط كل هذه الاصطفافات القبلية التي تضرب بأطنابها داخل البرلمان الصحراوي تجد الحكومة الصحراوية نفسها في وضع مريح يسمح لها باستغلال إرتهان البرلمان الصحراوي الى كتل قبلية متصارعة لتمرير ماتراه مناسب والخروج من كل أزمة تمر بها مرفوعة الرأس وربما مصمصة على العودة لنفس اساليب التسيير المعتادة والمبنية على قاعدة "الدم المناسب في المكان المناسب".
حين يطل بعبع القبلية من قبة نواب الشعب وتفوح روائح حرب الطوائف يصبح المصير المعلق على نواب الشعب في احداث قطيعة مع ممارسات بالية اشبه بحلم جميل تصنعه تصريحات بعض النواب في النهار وتقتله افعالهم خلف الكواليس . ليجد المواطن الذي ذهب مبكرا يوم الانتخاب صوته رهين اجندات خفية لاتقدم بالقضية الى بر الآمان . والى "جاء لعياط من الكدية لهروب منين ".
لمصدر: المستقبل الصحراوي.

تفاصيل مثيرة تنشر لأول مرة حول قضية إختفاء السيد : الخليل أحمد


تحقيق خاص بمجلة المستقبل الصحراوي
من إعداد الصحفي : ميشان إبراهيم اعلاتي.
*في الصورة الزميل ميشان إبراهيم أعلاتي برفقة البروفيسور الخليل احمد ، التقطت في حدود الساعة الواحد ليلا من يوم 26/12/ 2008 بمنزله الكائن بمخيم ولاية العيون .
1 ـ حيثيات اللقاء الأخير :
التقيته على هامش فعاليات مهرجان الثقافة والفنون الشعبية في طبعته 16 بولاية أوسرد اين كان مشارك ضمن ورشة حقوق الإنسان بصفته مستشار برئاسة الجمهورية مكلف بملف حقوق الإنسان ـ وهو ذات الملف الذي لن ولم ينصفه بعد إختفاءه ـ تحدثنا في كثير من القضايا ذات الشأن الوطني و لأني كنت مرافق للوفد الصحفي فقد ألح علي بضرورة أن أزوره برفقة الزملاء الصحفيين بمقر خيمته فاجبته بأن المسألة ترتبط بمدى توفر الوقت الكافي و في حالة وجود أي فرصة سأعمل على ذلك، أتذكر بأنه يومها سجل معه مجموعة من الصحفيين بعض اللقاءات الصحفية حول واقع حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة وتطورات القضية الصحراوية نشر بعضها وبعضها الأخر لم ينشر ؟؟؟ ...
عشية إنتهاء المهرجان تلقيت مكالمة من الأمين العام لرئاسة الجمهورية يخبرني بموافقة رئيس الجمهورية على إجراء حوار مع أحد الصحفيين وبأنه على احضار الصحفي و المصور في حدود الساعة 7:30 مساءا إلى مقر رئاسة الجمهورية لتسجيل الحوار كما أخبرني أن رئيس الجمهورية و الأمين العام للجبهة قرر إقامة مأدبة عشاء على شرف الوفد الصحفي و انه علي إحضارهم في حدود الساعة 9:30 من ذات الليلة .
رتبت أموري و بالتنسيق مع الزملاء الصحفيين الجزائريين أعددت برنامج ما قبل الساعات الأخيرة وكان ذلك يوم 25/12/2008 لأن بعضهم كان على إرتباطات مهنية مع بعض القيادة الوطنية و المسؤولين من اجل اعداد حصص وحوارات صحفية.
إنطلقنا من ولاية أوسرد في حدود الساعة السادسة مساء ووصلنا إلى الرابوني في حدود الساعة السابعة، ولأنه كان لزاما عليا أن أحضر الصحفي المعني بحوار الرئيس دون غيره ـ بسبب بعض الحساسيات بين الصحفيين ـ فقد قررت توزيع بقية الفريق ما بين وزارة الإعلام ـ لمن يريد العمل و إرسال المادة الإعلامية ـ و السوق الشعبي بالرابوني "المرسى" ـ لمن يريد التبضع وشراء بعض الهداياـ تركتهم أحرار دون مرافقة و أخبرتهم بموعد اللقاء على الساعة 9:00 ليلا أمام مقر رئاسة الجمهورية لحضور مأدبة العشاء.
تم تسجيل اللقاء و في تمام الساعة التاسعة التقينا جميعا امام مقر الرئاسة و كان في الإستقبال الأمين العام للرئاسة و المكلف بالبروتوكول .
في حدود الساعة 9:30 بدات مراسيم مأدبة العشاء و أتذكر أنه كان برفقتنا بعض الصحفيين و الكتاب الأجانب التقطت بعض الصور ولكن كان لافت للإنتباه ان يطلب مني رئيس الديوان حينها و السفير الحالي بدولة جنوب السودان أن اتوقف عن التصوير على الأقل إلى غاية إنتهاء وجبة العشاء ونزولا عند رغبة صديقي السفير فقد توقفت عن التصوير و اكملنا العشاء.
في هذه الأثناء كان هناك بعض الزملاء الصحفيين يستفسرني بين الحين و الأخر عن لقاء الخليل أحمد و قبل ذلك كنت قد تلقيت إتصالات من الخليل أحمد نفسه يذكرني بضرورة الزيارة و لا أخفيكم سرا بأن الموضوع بدأ غريب جدا بالنسبة لي خاصة و انها المرة الأولى التي أرى فيها إلحاح بهذا الشكل مع العلم أن عملي مرافقا ومرشد للوفود الصحفية بدأ مع سنة 2005 وكانت مع أكثر من فريق اعلامي .
وبصراحة بدأ الفضول يشغل بالي و بدأت أفكر جديا بتخصيص وقت للزيارة و لأن موعد إقلاع الطائرة كان محدد على الساعة 2:00 ليلا فقد حاولت أن أنهي مأدبة العشاء و التزاماتنا البروتوكولية في أسرع وقت ممكن حتى يتسنى لنا زيارة الخليل أحمد بخيمته وكان ذلك في حدود الساعة 12:00 ليلا، ـ في تلك الليلة كان أخر لقاء لي مع الصحفي الصحراوي "أحمدو بمبة" الذي حضر برفقة تقني من الإذاعة الوطنية لتغطية مأدبة العشاء وعلمت في ما بعد بأنه فر إلى احضان الإحتلال المغربي ـ .
ودعنا رئيس الجمهورية و أخذت الفريق المرافق و أتجهنا صوب ولاية العيون عن طريق تيندوف و عند الوصول لنقطة التفتيش الثانية بين تيندوف و ولاية العيون تمت عرقلتنا بسبب إنتهاء صلاحية ترخيص البعثة الإعلامية " أورد ميسيون" و مكانه المحدد في ولاية أوسرد فقط، بعد أخذ ورد مع جندي الحراسة نزلت من السيارة بإعتباري مسؤول عن البعثة و منحته بطاقتي المهنية و طلبت لقاء القائد، أمر بركن السيارة على جانب الطريق ورافقني إلى الداخل أين التقيت القائد المكلف و بعد التحية و السلام شرحت له الموضوع و اخبرته بان مهمتنا تكمن في زيارة مجاملة و لن تتعدى ساعة من الزمن و أنه علينا العودة قبل الساعة 2:00 ليلا بسبب موعد إقلاع الطائرة، طلب مني الإنتظار لدقائق و أجرى بعض الإتصالات مع المطار و "السكتور" و عاد بموافقة على ان أتعهد بالعودة قبل 2:00 فأجبته بان الأمر حتمي و مصيري خاصة و ان علينا جميعا السفر إلى العاصمة و ان التذاكر محجوزة في وقت واحد وعلى ذات الطائرة اليتيمة .
خرجنا سالمين غانمين و اتجهنا إلى ولاية العيون وماهي الا 10 دقائق حتى دخلنا الولاية أتصلت بالخليل أحمد ليعطيني العنوان لأني لا أعرف أين يقطن بالضبط ، بعد 5 دقائق من البحث وصلنا الخيمة ووجدناه في إستقبالنا برفقة زوجته، دخلنا الخيمة ومعنا هاته المرة سائق السيارة وبعد إعداد كأس شاي و أخذ ورد قدم مجموعة من الهدايا للإعلاميين ـ لباس تقليدي صحراوي و بعض الملصقات و العطور ـ و قدم لي شخصيا هدية عبارة عن كتاب بعنوان " حوار إيديولوجي مع الفيلسوف المغربي عبد الله العروي حول المسألة الصحراوية والقضية الفلسطينية" تأليف عبدالله شريط، وقعه بإهداء خاص على اول صفحة، وكان بين الفينة و الأخرى يحدثني عن صداقته وعلاقته بالوالد الشهيد إبراهيم اعلاتي و سرد بعض ذكرياتهم .
خلال اللقاء ركزت على كل شيء الحركات، اللقاءات الثنائية، المواضيع المثارة و النقاشات، كنت أحاول من وراء ذلك أن أفهم سبب إلحاح الخليل و إصرار الصحفيين على هذا اللقاء ولكن بصراحة كل شي كان عادي جدا ولم يكن هناك ما يدعوا للريبة او يثير الإنتباه، في غضون ذلك أخبرني بانه سيسافر إلى العاصمة الجزائرية مع مطلع الشهر القادم أي في جانفي 2009 لذا اتفقت معه على اللقاء بالعاصمة الجزائرية كما العادة حال ما يصل ووعدني بذلك وبأنه سيتصل بي عندما يصل العاصمة لبرمجة لقاء جماعي مع الزملاء الصحفيين .
بعد هذا اللقاء الذي دام ساعة ونصف تقريبا إتجهنا في طريق العودة من مخيم ولاية العيون إلى مطار تيندوف و بعد إتمام إجراءات السفر توجهت الكوكبة إلى الجزائر العاصمة على متن ذات الطائرة اليتيمة، كانت هذه تفاصيل أخر لقاء جمعني بالخليل أحمد .
2 ـ حيثيات مغامرة البحث و التحقيق :
قبل الحديث عن عملية البحث وجب القول بأني ساتحدث بالمختصر المفيد في هاته النقطة لأن الموضوع شائك و فيه الكثير من التفاصيل والحيثيات التي لا يجب نشرها على الأقل في الوقت الراهن بسبب حساسيتها .
بعد وصولي للعاصمة الجزائرية يوم 26/12/2008 اتجهت الى السفارة الصحراوية و بقيت هناك الى غاية 05/01/2009 في هاته الفترة كنت انتظر اتصال من الخليل وبصراحة لم اتلقى أي اتصال ولم أعلم بقدومه الى العاصمة بل بعض زملائي الصحفيين كان يتصل بين الفينة و الأخرى ليستفسر عنه، حاولت الإتصال به في هاته الفترة ولكن هاتفه كان خارج مجال الخدمة وبعد إنتظار ممل قررت مغادرة العاصمة للتفرغ لشؤوني الخاصة .
بعد مرور 4 شهور تلقيت الخبر من مصدر موثوق قال فيه "هل علمت بإختفاء الخليل احمد" وكان الخبر صادم كالصاعقة، حاولت الإستفسار من بعيد ولكن دون جدوى ولا احد يمتلك معلومات عن الموضوع و حيثياته الأمر الذي خلق لدي العديد من الشكوك و الغموض .
مع مطلع فصل الصيف وفي شهر جوان 2009 رجعت للعاصمة الجزائرية وبدأت أولى خطوات عميلة البحث التي كانت شبه مستحيلة تقريبا، ولأن الموضوع يحتاج حل بعض الألغاز و البحث عن رأس الخيط كان لزاما عليا إعادة تفكيك وربط لكل التطورات و الحيثيات و المعطيات.
في ذات الوقت تلقيت إتصال هاتفي يتضمن تكليفي بمهمة ضمن البعثة الإعلامية الصحراوية المكلفة بتغطية المهرجان الإفريقي في طبعته الثانية و المقام بالجزائر العاصمة من من 6 إلى 20 يوليوز 2009، ومن المفارقات العجيبة الغريبة ان يكون ضمن ذات البعثة المتكونة من 7 صحفيين الأخ البشير الخليل أحمد "جمبلة" نجل الخليل أحمد .
وكانت هاته فرصة ذهبية للتواصل مع نجله عن قرب و للإستفادة من جميع المعلومات المتاحة و التي يمكن ان يقدمها "جمبلة" الذي رافقني لقرابة شهر كامل بأيامه و لياليه، وكانت فترة كافية لجمع ما يكفي من المعطيات سواء من لدن نجل الفقيد او من مصادري الخاصة وكلها معلومات مفيدة و قيمة ستكون بمثابة المدخلات الحقيقية للدخول في مغامرة محفوفة بالمخاطر والعقبات .
بعد إنتهاء المهرجان غادرت البعثة الإعلامية بمن فيها جمبلة نجل الخليل العاصمة وبقيت هناك لإرتباطات مهنية إضافة طبعا لإصراري على خوض التجربة مع سبق الإصرار و الترصد مع علمي بخطورتها على حياتي الشخصية ولكن شغف البحث والوفاء للعهد و لمهنة المتاعب كان الدافع للإنطلاقة.
اتمت مهمتي التي كانت تربطني بالمركز الإعلامي الصحراوي من خلال تأدية ما علي من واجبات، و للإنطلاق في "المهمة المستحيلة" قررت أن أقيم في فندق بسيدي فرج لم يكن إختياره إعتباطيا ولا صدفة و إنما لأن نقطة المركز ورأس الخيط لابد و ان تكون من ذات الفندق الذي يقطنه عدد كبير من الصحفيين و الكتاب الجزائرين مرفقين بعائلاتهم إلى جانب عدد من الحرس الشخصي للإطارات المسؤولة بالدولة الجزائرية، وكذا قربه من الضاحية التي كان يقطنها الخليل أحمد من خلال استئجاره لبيت هناك ...
إقامتي بالفندق دامت حوالي شهر ونصف يومها كنت أعمل صحفي متعاون مع عدد من الصحف الجزائرية إضافة إلى دراستي الميدانية في معهد خاص للصحافة بالعاصمة .
إقامتي كانت بشكل غير دائم حتى لا أثير الإنتباه وتزامنت مع شهر رمضان الكريم، في هاته الأثناء بدأت عملية البحث بمحاولة التقرب أكثر من أهم الأشخاص الذين ربطتهم علاقة خاصة بالأستاذ الخليل احمد وعلى رأسهم الصحفية "ك" بعد عدة لقاءات متتالية على مدار أسبوع كامل نجحت العملية ولكن لم تكن ذات نتائج بسبب تفادي المعنية الخوض في الموضوع و بعد أن أدركت هدفي و إصراري على معرفة كل التفاصيل الدقيقة بدأت تتهرب من لقاءي وهنا كان لزاما علي مراجعة العملية من جديد لذا غادرت الفندق صوب السفارة الصحراوية .
إبان إقامتي بالسفارة و بعد أيام تلقيت إتصال هاتفي من لدن صديق قديم وهو ضابط في المخابرات الصحراوية يشغل منصب رسمي في الحكومة الصحراوية يدعوني فيه لزيارته من اجل وجبة إفطار رمضانية و للدردشة خاصة وبحسب قوله أننا لم نلتقي منذ فترة طويلة، قبلت الدعوة على الفور ودون أي تردد ـ مع علمي بأن اللقاء و الدعوة ليست صدفة و بأنه قد تلقى معلومات حول ما أقوم به ـ وبعد ان ارسل سيارته مع سائقه الخاص قادني هذا الأخير لمنزل "معالي الوزير" و بعد إنتهاء وجبة الإفطار سهرنا معا و لكوننا كنا لوحدنا وجدت أن الفرصة متاحة لفتح الموضوع مع إدراكي بمنصبه المخابراتي و مهمته الوزارية في آن، وقد كان صريح معي و أطلعني على بعض التفاصيل المتعلقة بالمحاكمة العسكرية السرية بالعاصمة و أخبرني كذلك بأنه تم الحكم عليه بالمؤبد و بأنه يقضي فترة عقوبته بأحد السجون العسكرية بالبليدة، كان لزاما ان أسأله عن السبب فأخبرني بأنه متهم بالتجسس لصالح دولة أجنبية معادية للجزائر و بأن هاته الدولة لها مصالح و إرتباطات وثيقة مع الإحتلال المغربي، وبدافع الفضول و التشويق لم تنتهي الأسئلة هنا ولم يتوقف الحديث إلى غاية وقت السحور و موعد أذان الفجر.
عندما خلدنا للنوم لم أستطيع ان أنام وكنت افكر بإعادة المحاولة من جديد مع تغيير الإستراتيجة في العمل بقيت ساهرا في محاولة لربط المعطيات الجديدة مع ما لدي من معلومات سابقة وتصحيح بعض المعطيات و تفكيك بعضها الأخر، بقي الحال كذلك إلى غاية بزوغ شمس الصباح، حينها أتجهت صوب السفارة وبعد مرور ثلاثة أيام بالتمام و الكمال ـ فترة المراجعة ـ حزمت بعض الأمتعة والملابس و إتجهت مباشرة إلى فندق سيدي فرج الذي سبق و ان أقمت فيه، بدأت البحث من جديد ولكن هاته المرة كان عن طريق الإتصال بكل الزملاء الصحفيين الجزائريين كلن على حدى و الإستفسار عن كل صغيرة وكبيرة في ما يتعلق بعلاقتهم وصداقتهم مع الخليل احمد والإستفسار أيضا عن أهم الملفات و القضايا التي كانوا يثيرونها و يناقشونها مع الخليل.
دامت عملية البحث حوالي أسبوعين ولكن دون نتائج نهائية بل ان الأسئلة بدات تتكاثر و تتولد و بدأت المعلومات تتضارب ودخلت بذلك في دوامة من الشكوك وعدم اليقين خاصة مع تزايد حساسية العملية وخطورتها وكلما توغلت اكثر في البحث كنت اجد تعقيد وغموض اكثر خاصة عندما تلقيت معلومة شبه مؤكدة بأن الخليل احمد ربما قد تعرض لخيانة ومؤامرة من قبل المقربين منه في الجزائر العاصمة؟؟؟ و بأنه خضع لعملية غسل الدماغ بالسجن المذكور؟؟؟، عندها قررت أخذ وقت مستقطع من أجل غربلة المعلومات المتحصل عليها و إعادة تفكيك الخيوط و ترتيب النتائج المستخلصة من جديد.
عند عودتي إلى مقر السفارة الصحراوية بالجزائر أخبرني بعض الموظفين بأن مديرية الأمن بالسفارة الصحراوية بالجزائر تكون قد تلقت رسائل و شكاوي حول ما أقوم به من بحث و تحقيق و "أشياء مريبة على حد وصفهم " ولكن لم أعر الموضوع أي إهتمام طالما أن المسؤول المباشر عني و طاقم السفارة الصحراوية لم يخبروني شخصيا بالموضوع، مع علمي اليقين و إدراكي بأني تحت الرقابة خاصة في ما يتعلق بكل تحركاتي ما بين الفندق و دار الصحافة الطاهر جاووت بشارع بشير عطار، و ما بين السفارة و المركز الإعلامي بشارع ديدوش مراد ...
نوفمبر 2009 و في صباح يوم هادئ و بعد مضي 3 أشهر على إنطلاق عملية التحقيق كنت جالس بأحد المقاهي العاصمية أرتشف قهوة الصباح مع "كرواسو بالشكولاطة" وعصير برتقال طبيعي، أتصفح الجرائد اليومية بشارع ديدوش مراد بالعاصمة الجزائرية، لأتفاجأ في حدود الساعة 11:30 بشخصين يرتديان بدلات رسمية يجلسان بالقرب مني وعلى ذات الطاولة المستديرة التي كنت اجلس بها بمفردي، للوهلة الأولى لم يثيرا انتباهي لأني أعتقدت بأنهما لم يجدا طاولة فارغة مما أضطرهما للجلوس معي على ذات الطاولة إضافة إلى أن أنتباهي كان مركز على الصحيفة التي أطالعها ولكن ما إن نطق احدهما إسمي قائلا "ميشن" حتى أدركت بان الأمر يتعدى الصدفة حينها انزلت الصحيفة التي اطالعها و التي كانت تحول بيني و بينهم و أبتسمت إبتسامة عريضة مع "موطس" لأني ساعتها أدركت بان للموضوع علاقة بما أقوم به، بعد حديث ودي ونقاش دام لنصف ساعة تقريبا كان مضمونه "التحقيق" طلبا مني صراحة التوقف عن ما أقوم به من عمل لأني و بحسب قولهم أزجج بنفسي في موضوع كبير و خطير و لا يعنيني لا من قريب ولا بعيد، ولا زلت اتذكر ما قاله أحدهم في ختام الجلسة حين قال و بالدارجة الجزائرية " ميشن خطيك من الخليل عندو اللي إسقسي أعيه، هذا الموضوع اكبير أعليك"...
إنتهى اللقاء هنا و لكن بحثي لم ينتهي و إنما الظروف هي التي أنهته خاصة عندما وجدت نفسي بعد أيام مدعوا للحضور رسميا بالرابوني بحجة توظيفي بوزارة الإعلام كرئيس للقسم السياسي ومكلف بالحوارات بجريدة الصحراء الحرة بدل من مركز الإعلام بالجزائر العاصمة، أدركت ساعتها بان كل شيء قد تم إعدادها في الخفاء و بان تواجدي بالعاصمة أصبح غير مرغوب فيه و ان وضعيتي القانونية قد حسمت خاصة بعد الإقامة لمدة 5 أشهر كاملة وهي فترة كافية لتأكيد ما لديهم من شكوك حول مهمتي "التطوعية" و "مغامرتي الصحفية" أي عملية البحث و التحقيق التي كنت أقوم بها بدافع غريزة صحفية وضمير مهني لوجه الله ، و يبدو ان هاته المهمة كانت تشكل إزعاجا للبعض خشية كشف الحقيقة و المستور .
إنقضى الأمر المحتوم وعدت إلى المخيمات وبعد عدة شهور من العمل الصحفي حاولت ان يكون موضوع الخليل احمد حاضر دائما ضمن لقاءاتي الصحفية مع القيادة والمسؤولين الصحراويين وإن لم يكن بشكل علني قابل للنشر بإستثناء لقاء مع ماء العينين لكحل الذي يعتبر من أقرب الأصدقاء الصحراويين للخليل أحمد ووجدت في اللقاء فرصة لفتح الموضوع علنا و على منابر الصحافة الوطنية وهي خطوة جرئية جدا لم يفهمها الكثيرين في حينها و لم يمنحها الزملاء الصحفيين حقها من النشر و النقاش و الإثارة و الإثراء، الحوار السالف الذكر كان بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير وتم تسجيله ونشره في بداية شهر ماي 2011 ( من المفارقة بما كان ان يكون سفري أو بالأحرى "تسفيري" للخارج مباشرة بعد إنتهاء فعاليات الجامعة الصيفية جويلية 2011 مع ما رافقها من مشاكل و مناوشات و إستفزازرات للحرس الشخصي للجنرال عطاف ؟؟؟ ) ... و إليكم نص السؤال المتعلق بالأخ ماء العينين لكحل :
ـ لننتقل إلى الجوانب الشخصية، ربطتك صداقة أخوية بالأستاذ الخليل أحمد، ومنذ سنوات قمت بمجهود لمعرفة مصيره، إلى أين وصلت تلك الجهود؟ وأين هو الآن بنظرك؟
- ماء العينين : هذا موضوع شخصي كما قلت وليس هذا مقام مناقشته، وقد قمت فيه بما أملاه ولا زال يمليه علي ضميري، ولن أبخل فيه مجهودا إن أمكنني ذلك. ولكن لا معلومات دقيقة لدي أستطيع تقديمها في هذا المقام. أما عن صداقتي بالخليل فهذا أمر يعرفه القاصي والداني ولست أخجل منها قطعا.
ـ المفاجئة التي لم تكن في الحسبان هي قدوم الصحفية "ك" إلى المخيمات لتغطية فعاليات تأسيس الجمهورية ضمن فعاليات ذكرى 27 فبراير 2011 وذلك بعد إنقطاع دام عامين، وحينها كان بالإمكان ربط لقاء ثنائي بين الصحفية المعنية و الأخ البشير الخليل "جمبلة" ولكن خشية حدوث ما لا تحمد عقباه و تفاديا للدخول في مشاكل حساسة جدا حاولت أن أبقي الصحفية بعيدا عن المتناول مستغلا في ذلك مرافقتي للوفد الصحفي وفي الحقيقة لقد كانت مختلفة تمام عن ما كانت عليه في السابق فقد أصبحت منطوية ومعزولة و اكثر حساسية و تكتما من ذي قبل ...
و بالعودة إلى مسألة محاولات إثارة الموضوع داخل الساحة الوطنية فقد التقيت بالبشير "جمبلة" نجل الخليل أحمد عدة مرات و استجمعنا معا المعلومات التي يمتلكها كل منا مع المستجدات و التطورات و خرجنا بعدة خلاصات من شأنها أن تساعده حينها و تساعد عائلته في مواصلة البحث عن الحقيقة المفقودة و المصير المجهول للبروفيسور الخليل احمد، مع الإتفاق مسبقا على عدم نشر أي موضوع له علاقة بذات الملف إلى حين قدوم الوقت المناسب .
3 ـ خلاصة :
ما اود قوله هنا انني تكتمت على الموضوع بناءا على رغبة عائلة الفقيد وعلى رأسهم الأخ البشير الخليل و مع نشر الموضوع المتعلق بالخليل أحمد بقلم نجله رشيد فقد وجد بأن الوقت قد حان لإعادة إثارته لذا أتخذت القرار بنشر بعض التفاصيل الممكنة و المسموح بها و التي من شأنها أن تفتح وتثير و تفيد في الموضوع، كما أود القول أنه في بداية البحث و التحقيق دخلت بإصرار في مغامرة خطيرة لإيجاد إجابة حول سؤالين أثنين وهما :
ـ أين أختفى الخليل احمد ؟ .
ـ و لماذا تم إختطافه بالعاصمة الجزائرية ؟ .
و في الحقيقة إن كنت قد نجحت في الخروج بإجابة عن مكان تواجده ـ بعد تأكيدها من عدة مصادر صحراوية و جزائرية ـ إلا أنني لم أستطيع أن أجد إجابة شافية و كافية عن أسباب و خلفيات هذا الإختطاف أو الإعتقال، بل أكثر من ذلك بدل الإجابة عن السؤالين السابقين وجدت نفسي وبعد عملية التحقيق في متاهة و دوامة لا متناهية من المتناقضات أبحث عن إجابات ضائعة لمئات الأسئلة المحيرة أحتفظ لنفسي بها و بفرضياتها بسبب حساسيتها وخطورتها خاصة إذا علمنا بأن الموضوع يتعلق في جوانبه وبعض خيوطه بتورط مشترك للعديد من الفاعلين السياسيين من مختلف الجنسيات و الحساسيات وذوي المصالح المشتركة ومن مصلحتهم جميعا أن يبقى الخليل أحمد في ذمة المصير المجهول وهنا يكمن السر في الموضوع المشؤوم.
ـ ملاحظة :
للدكتور الخليل أحمد العديد من الدراسات و البحوث و المحاضرات بعضها منشور على شبكة الأنترنت و بعضها محفوظ في الإرشيف الإعلامي والوطني وكلها تتناول تحليل نزاع الصحراء الغربية بالتفاصيل و الحجج و البراهين مما لا يدع مجال للشك في مسيرته النضالية بل أكثر من ذلك تفيد معلومات شبه مؤكدة بأنه و إبان أيامه الأخيرة التي تزامنت مع إختفائه كان يشرف على إعداد كتاب كتاب بحجم الموسوعة التاريخية المتخصصة في تاريخ النزاع حول الصحراء الغربية بمعنى موسوعة شاملة تعتمد على العديد من المصادر و الترجمات.

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر