الثلاثاء، 10 يونيو 2014

بعد 38 سنة من رحيله رفقاء الزعيم يخالفون وصيته


قبل رحيله الفاجع وفي خطاب ثوري خالد كان الشهيد الولي قد حذر وهو يخاطب إطارات الجبهة الشعبية من ماوصفه العدمية السياسية متمثلة في بروز دور القبيلة على الدولة الامر الذي سيقود المشروع الوطني برمته الى الهاوية مالم يكن هناك وعي كبير لدى إطارات الدولة الصحراوية.
38 سنة تمر على رحيل الرمز وتعود نبؤة الرجل محلمة بكل تفاصيل المشهد البائس الذي وصفه حين تستنسر القبيلة وفق مبدأ المحاصصة الذي يجعل النظام السياسي رهين امزجة كثيرة لن توصل القضية الى بر الآمان .غاب الرجل وانتهى الفكر وتربع الرفقاء على ركح المشهد ثم بدؤ يعودون الى "قرون الكبش" وهو ماحذر منه القائد المؤسس .عاد القوم يحملون سيف القبيلة و"الدم المناسب في المكان المناسب" لتصبح العدمية السياسية منهاجا وسبيل دفع الشعب ثمنه ولازال، فرغم ان سنوات الحرب المستعرة غطت فظاعات القوم في القتل على العرق والدم والتي راح ضحيتها 49 شهيد، إلا ان سنوات السلام عرت مابقي من ورقة توت غطت سؤات القيادة . استشهد الولي متقدما الصفوف وعاد الرفقاء الى الخلف يقسمون الشعب قبائل ولوبيات تتناحر على فتات المواعيد الانتخابية وتجعل من العدمية السياسية فكرا نيرا يقود الشعب الى دهاليز لا احد يعرف نهايتها، بينما يشرب القوم نخب الثورية على آلام المواطن المغلوب على امره .
القبيلة عدو الدولة وصنوان فشل الدول القائمة فمابالك بالحركات التي تنشد التحرير، باتت سيف الحجاج الذي تحمله القيادة لفرز الناس ومنح صكوك الوطنية على من تشاء بينما ينفرط العقد الاجتماعي المدني يوما بعد يوم فيما تتكتل النخب عبر تظيمات وهياكل تسميها مجتمع مدني يُراد له ان يكون مريد وفي للقيادة يقدم فروض الطاعة على مذبح المصلحة اولى من التحرير والتغيير .
رحل الشهيد الولي وهو يحلم ببناء الدولة التي يسود فيها القانون، فيما اجتهد رفاقه من بعده في بناء القانون الذي يمكنهم من احتكار الدولة فتحولت الدولة الصحراوية الفتية الى مشروع "جملوكية" بعدان تركزت كل السلطات في يد حاكم الرابوني الذي قاد الدولة والجبهة على إثر انقلاب ابيض مكنه من احتكار السلطة بعد استشهاد الولي.
رحل الولي ولا احد يذكر انه مارس اي نوع من الابادة في حق الانسان الصحراوي، فيما تفنن الرفاق من بعده في فنون الابادة الجماعية في سجون "الرشيد واعظيم الريح والذهيبية" والتي كانت نتيجتها كارثية على مستقبل الشعب والقضية بعد ان قتلت القيادة 49 شهيد من ابناء الشعب الابرياء.
رحل الولي وترك خارطة طريق لبناء المؤسسات الصحراوية بعيدا عن اي محاصصة قبلية، فيما حرص حاكم الرابوني الجديد على جعل المحاصصة القبلية هي الركيزة الاساس في تعيين اطارات الدولة الصحراوية بدأ من السفراء والولاة وصولا الى سائقي صهاريج المحروقات.
كان الشهيد الولي عليه رحمة الله يعاتب جميع القادة بلا استثناء، فيما عجز خليفته عن محاسبة اللصوص الذين انتحلوا صفة المؤسسة العسكرية للاحتيال على مستثر جزائري.
رحل الولي وهو لايدري ان الخطاب الذي قدمه امام اطارات الدولة الصحراوية سيصبح ممنوعا في وسائل اعلام الدولة التي وضع لبناتها الاولى، كما قام بعض القادة بسرقة بعض خطابات الشهيد الولي ومنع القاعدة الشعبية من الاستماع لها بسبب الحرج الذي قد تسببه لحكام الرابوني الجدد.
في ذكرى الرحيل الثامنة والثلاثين ينبغي استلهام الدروس لااستحضار الدموع وتقديم الفكر لاتسويق العدمية السياسية وجعلها واقع مقبول يمكن التعايش معه للوصول الى المبتغى المنشود دولة مدنية لكل الصحراويين دون اقصاء او منة وهو ماسقط عليه الشهداء وناضل في سبيله ولازال الشرفاء، فهل تستحضر النخبة عمق خطاب الشهيد ام حين يغيب الرمز تتيه البوصلة؟.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر