الثلاثاء، 17 يونيو 2014

الدكتور يحي الزبيرالكاتب ضيف حوار على صحيفة المثقف الصحراوي

سؤال : بعد عشرين عاما من المفاوضات بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو لايوجد في الأفق أمل لحل سلمي لقضية الصحراء الغربية. لماذا تأخذ هذه القضية كل هذا الوقت؟ وما جدوائية وجود الأمم المتحدة هناك؟
جواب : السبب الرئيس لهذا الوضع يكمن في "الإعتبارات الجيوسياسية". فالمغرب يعتمد في موقفه على دعم الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا، لذلك لا يريد تقديم أي تنازلات او حتى مجرد الإلتزام بقررات الامم المتحدة. وهو بهذا (الدعم ) يعلم جيدا أنه لن يتعرض لعقاب دولي. هذا موقف مشابه لما تفعله إسرائيل.
سؤال: بإعتباركم أحد العارفين بخبايا قضية الصحراء الغربية. ماذا يعني لكم القرار الذي أتخذه المغرب بسحب ثقته من المبعوث الاممي كريستوفر روس ؟
جواب: السيد روس هو دبلوماسي على دراية كبيرة بما يجري في المنطقة ويشهد له بالنزاهة على عكس سابقيه. كما انه ليس خائفا من أن يقول أن المغرب يشكل العقبة الكأداء أمام إيجاد حل لهذا الصراع، هذا يفسرلماذا المغرب لايريد لهذا المبعوث أن يبقى في منصبه رغم الثقة التي يحظى بها هذا الدبلوماسي المحنك من قِبل الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون.
سؤال: في مقال لكم صدر في شهر جوان 2010، وصفتم الصراع في الصحراء الغربية "بالصراع المنسي" او " الصراع المجمد". لماذا لم يتغير هذ الوضع من وجهة نظركم؟
جواب: لهذا الوضع علاقة بمصالح الدول الكبرى في المنطقة. كلا من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا يؤيدان المغرب لأسباب جيوسياسية . ففرنسا على وجه الخصوص لها إستثمارات مهمة في المغرب وتملك علاقات متينة مع النظام الملكي. من جهة أخرى الولايات المتحدة لها علاقة تاريخية مع هذا البلد وتعتبر دوره في الحرب على الإرهاب ذو أهمية قصوى. الولايات المتحدة الامريكية تعلم جيدا أن الحق الى جانب الصحراويين ولكن نظرا لمصالحها فإن الدعم يذهب الى المغرب دون مراعاة المواثيق والقوانين الدولية المتعلقة بالقضية الصحراوية
سؤال: تابعتم المفاوضات بين المغرب والبوليساريو منذ بدايتها وكتبتم في هذا الإطار مقالا مشهورا في عام 2007 بعنوان " المأزق في الصحراء الغربية، نهاية الشرعية الدولية"، لذلك نريد أن نعرف رأيكم فما يلي:
- هل نحن أمام مفاوضات رسمية حقيقة أم محادثات غير رسمية ؟
- تقييمكم للأساليب المتخذة من قبل مفاوضي البوليساريو. هل هم " مدافعين ضعفاء لقضية عادلة" - الرجاء أن تبدوا رأيكم كخبير مختص لا "جوابا دبلوماسيا"
- الصحراويون يملكون كل الاوراق القانونية، كيف يمكن إستخدامها ضد مطالب "الواقعية السياسية"؟
جواب: المغاربة يشعرون بأنهم في موقف قوة لأنهم يعتقدون، عن حق، أنهم يملكون دعما أمريكيا وفرنسيا، لذلك السبب يذهبون الى طاولة المفاوضات وهم يرددون أنهم لن يتفاوضوا على شئ غير الحكم الذاتي، أما جبهة البوليساريو في المقابل تصر على مبدأ تقرير المصير. مفاوضي البوليساريو ليسوا ضعفاء ولكن توازن القوى يبدو لصالح الجانب المغربي إلا أن الشرعية الدولية الى جانب الصحراويين.
سؤال : وفقاً لقواعد البيانات الخاصة بمجموعات الضغط ( lobbing) الصادرة في الولايات المتحدة فأن المغرب وقّع 653 عقدا خلال عام 2010 ، متعلقة في غالبها بقضية السيادة على الصحراء الغربية ( بينما لم توقع دول كالعربية السعودية سوى 20 عقداً اما الجزائر فقد وقعت 50 عقدا). هل يعتبر هذا مفاجأة لكم؟
جواب: لايعتبر مفاجأة لي. الواقع على الارض مواتيا للمغرب ولايبخل جهدا للاستفادة الكاملة من ذلك
سؤال: المغرب وكذا جماعات الضغط الموالية له يحاولون إيجاد "روابط" بين الجماعات الارهابية وجبهة البوليساريو. هل تعتقدون ان في إستطاعتهم إيجاد من " يشتري" أفكارهم في واشنطن؟
جواب: لا احد يصدق هذه الأفكار الغير منطقية. هذه نوع من حرب الدعاية - البروبغاندا - الذي تعودَ المغرب على الخوض فيه منذ فترة ولكنه يأتي بمردود دعائي جيد لذلك قد يجدون بعض أعضاء الكونغرس ممن "يشترون" هذه الأفكار الكاذبة. الأرهاب يٌباع جيدا في أمريكا لكن الإدارة التنفيذية تعلم جيدا أن البوليساريو أبعد مايكون عن الإرهاب كما ظهر ذلك من خلال تسريبات ويكيليكس
سؤال: فرنسا بإعتبارها حليف المغرب الرئيس تحاول منع إدماج حقوق الإنسان كجزء من صلاحيات البعثة الاممية. لماذا تصمت القوى الكبرى عندما تستهدف السلطات المغربية المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية؟ هل يعود ذلك الى مخلفات الايديولوجية الاستعمارية أم أنه نتيجة إزدواجية المعايير عند التعامل مع موضوع حقوق الانسان؟
جواب: لايمكن لفرنسا القبول بدعم دولة تنتهك حقوق الإنسان إنتهاكاَ صارخاً، لذلك لا يمكنها رفض أن تتولى المينورسو مراقبة حقوق الانسان كجزء من ولايتها
سؤال: كتبتم عدة مقالات تتطرق الى المعادلة الجيوسياسية لنزاع الصحراء الغربية. هل تعتقدون أن المشاركة البناءة لإتحاد دول المغرب العربي يمكن أن تساعد في حل هذا النزاع الصحراوي؟
جواب: لا. كان يمكن لهذا الإتحاد أن يكون إطاراً جيدا يمكن من خلاله التوصل الى حل. للأسف نظرا لعدم الثقة القائمة بين جميع جهاته الفاعلة لم ينجح في خلق الظروف المناسبة لإيجاد حل مناسب.
سؤال: في الوقت الذي بدأ فيه الربيع العربي في عدة بلدان من الشرق الاوسط وشمال افريقيا . ظهر صوت جديد للفيلسوف الامريكي نعوم تشومسكي يؤكد أن هذا الربيع لم يبدأ من تونس كما هو شائع إعلاميا وإنما بدأ من مخيم النازحين الصحراويين خارج مدينة العيون في نوفمبر 2010. من وجهة نظركم لماذا قضية الصحراءالغربية لايمكن مشاهدتها على شاشات "رادار" وسائل الإعلام المختلفة ؟
جواب: بكل بساطة لأن هذه القضية لاتمثل أولوية في سياسة الولايات المتحدة الامريكية او فرنسا. غياب النزاع المسلح لايجعل لهذا الصراع أولوية وهذا الوضع مقبول لدى القوى المذكورة أعلاه.
سؤال: الموارد الطبيعية للصحراء الغربية يتم إكتشافها، إستغلالها ومن ثم تصديرها بشكل غير قانوني ومن دون موافقة واضحة من الشعب الصحراوي، مما يسمح بتمويل إحتلالها. ماذا ينبغي على الصحراويين " الفقراء" فعله للإستفادة من خيرات أرضهم حسب القانون الدولي؟
جواب: يجب على الصحراويين مواصلة الضغط على المجتمع الدولي. الإنتفاضة هي أفضل إستراتجية يمكن أن يتخذها الصحراويون في المناطق المحتلة مع مواصلة العمل للرفع من مستوى الوعي بهذه القضية. جبهة البوليساريو عليها الإستعانة بالمنظمات الدولية لإدانة الاستغلال اللامشروع للموارد الطبيعية في الاقليم. الظروف الراهنة يجب أن تكون في صالح الصحراويين. لا الولايات المتحدة الامريكية ولا فرنسا يمكنهما الحديث عن حقوق الانسان، سيادة القانون والديمقراطية في الوقت الذي يسمحون فيه بإنتهاكات صارخة لتلك المبادئ. هذا بالضبط مايجب على الصحراويين عموما وجبهة البوليساريو خصوصا أن يركزوا عليه في الامم المتحدة ومع المنظمات الغير جكومية.
المصدر: المثقف الصحراوي.
رابط الحوار:http://www.msahrawi.org/index.php?option=com_k2&view=item&id=129&Itemid=27

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر